Saturday, November 21, 2009

هايل ....أيخبتن -جملة أعتراضيه-


أعتدت دائما أن أكون فخورا لأقصى حد بوطني وبتاريخه وبكل ذرة من ترابه، وقليلة هي المرات التي أحسست فيها بالخجل والعار لأنني مصري، من تلك المرات حين هلل بعض الصغار الفاشيست عديمي الأنسانيه لمذبحة اللاجئين السودانيين بيوم 31 ديسمبر 2005، لم يصبني بالعار تصرف الشرطة المصرية، فأنا أعلم تماما مدى فجر ذلك الجهاز ووحشيته وفساده وأستهتاره بكرامة البشر وبحياتهم ذاتها مثله كمثل كل الأجهزة الأمنيه في الأنظمه الفاشيه والبوليسيه عبر التاريخ، إلا أن المرة الثانية في حياتي- والتي أتمنى أن تكون الأخيره- التي أحسست فيها بالعار لأنني أتشارك في الجنسيه مع مثل تلك الكائنات هي منذ بداية الفضيحه المؤسفه المسماة ( مباراة مصر والجزائر)

مبدئيا وبصراحه أنا لا أحب كرة القدم ولا أطيقها، وأعتبرها واحدة من أسخف الأنشطة البشرية وأكثرها أستمتاعا بأهتمام لا تستحقه نهائيا، وهي التي أنحطت من رياضة مسلية ممتعه إلى أخطبوط دولي لممارسة القمار وغسيل الأموال، وهي تمتاز عن كل اللعبات الرياضية بسوء أخلاق مشجعيها بشكل عام وتعصبهم وحماسهم الحيواني الهمجي، وهي في الحقيقة تحولت منذ زمن بعيد لتسلية لأسافل الناس وأكثرهم أنحطاطا، ووسيله لتخدير الجماهير وخداعها وتعميتها عن مشاكلها الحقيقيه، وسبب لتدفق مئات الملايين على من لا يستحق وحرمان من يستحق منها ، في البدايه كان الإذلال المتعمد و الدائم لكل ما هو وطنية وتاريخ وتحقير لكل شهداء مصر وأبطالها ووطنييها، حين تم الحط من قيم الوطنية والأنتماء لمستوى مجرد مباراة كره، واذيعت الأغاني الوطنيه التي لا طالما هزت مشاعرنا في أزمنة الحروب والتضحيات لتصبح أشبه بأغاني العوالم تمجيدا لمجموعة من الجهلة والعواطليه لا يجيدون شيئا سوى ركل الكرة بأقدامهم تشبها بأعضاء العائله الحافريه، وتحشد الجماهير بشكل هستيري لسبب تافه في محاولة تكررت مرارا من قبل لتخدير الشعب وإعمائه عن ما يواجهه من دولة بوليسية ديكتاتوريه، وفساد شامل وبطاله ونهب لثرواته ومحاولة دنيئه لتوريث الحكم، وعلى الناحية الأخرى فإن نظام أبوتفليقه الفاشيستي الديكتاتوري الفاسد الناهب لثروة شعبه والمتورط في حرب أهلية دموية وإثارة المشاكل لجيرانه وجد فيها فرصة لأعماء شعبه عما يعاني من فساد وبطالة وفقر في واحدة منكبار منتجي البترول والغاز في العالم، تلاقت مصالح النظامين الفاسدين الفاشلين معا ومع مصالح مجموعة من وسائل الإعلام الفاسدة الرأسماليه التي لا ترى شيئا في الوجود سوى مدى تضخم ثروات أصحابها دون أدنى أحترام لأي قيم أنسانية أو أخلاقيه سواء أكانت الصحف الصفراء الوضيعه في الجزائر أو الفضائيات الصفراء الحقيرة في مصر

ذلك التواطؤ المتبادل الذي بدأ برفض أقتراح الفيفا بأقامة المباراة في ملعب بألبانيا وأقامتها في السودان التي تطفح بأجهزة الأمن والمخابرات المصريه التي غضت النظر عمدا عن أحتشاد البلطجيه الجزائريين ، البلطجيه الذين أرسلهم نظام بوتفليقه الفاسد لخلق معركة وهمية تلهي الشعب الجزائري عن المأسي التي يغرق فيها، ويجهز لنفسه فرصة أن يبقى رابضا على أنفاس الجزائر لفترة رابعه أقتدائا بمثيله المصري

وأكتمل التواطؤ ببعض أحداث بلطجة أجراميه من حثالة الشعب الجزائري التي تطفح مدرحات ملاعبنا بأمثالها وأشباهها، تلك الأحداث التي ضخمها أعلامنا الردىء العميل الفاسد لحد هستيري لا يساوي أبدا ما أشارت إليه وسائل الإعلام العالميه ذات المصداقيه، ذلك التضخيم المتعمد الذي يهدف للتغطية على سوء حالة الفريق الوطني وإهدار المال العام في دعم فريق فاشل لا طائل من ورائه، ويهدف اساس لحشد الجماهير المدفوعة بروح القطيع الوحشيه لتقبل زعامة أكثر حكاتم مصر فشلا وفسادا منذ الخديوي توفيق وأبنيه المتورطين في كل فساد الرأسماليه الذي ينهش لحم هذا الوطن

أنا اشعر بالعار من هذه الحملة الشوفينيه العنصريه المسيئه والتي يسلطها الإعلام ضد الشعب الجزائري الشقيق الذي حارب جنوده معنا جنبا لجنب في حرب أكتوبر وأستشهدوا معنا دفاعا عن ترابنا وكرامتنا
أنا أشعر بالعار لسلوك من يدعون أنفسهم فنانين ومبدعين وهم في الحقيقة مجرد مشخصتيه وأشباه عوالم والذين بداوا حملة مقاطعة غير مبررة للفنانين الجزائريين

أنا أشعر بالعار بسبب برامج السب واللعن وسوء الأدب التي يقيم فيها مجموعة من لاعبي الكرة المعتزلين العواطليه عديمي الثقافة والأدب مولدا لسب شعب كامل وصب كل قاموس شتائم الشوارع والبيوت المشبوهة على أم رأسه

أنا أبصق في وجه كل السفلة ممن يوسخون الجنسيتين المصريه أو الجزائريه والذين يشعلون هذه النار ببلاهة طفوليه وحيوانية مزريه

أنا أتهم كلا من النظامين المصري والجزائري الفاسدين والديكتاتوريين بأنهما أصطنعا هذه المسرحية معا وحبكوها سويا لأستفادتهما معا وخداع شعبيهما عما يرتكبه كل نظام في حق بلده

أنا اشعر بالعار للموقف الحقير والعميل والمتخاذل لأغلبية مثقفي البلدين أو من يدعون أنهم مثقفي البلدين والذين تورطوا في هذه الحملة الحيوانية المسعورة وأنساقوا خلف الغوغاء والسوقة والأسافل

أنا أشعر بالصدمة والعار أن يسمح برنامج تلفزيوني بأصدار مناشدات للإفراج عن البلطجية والمجرمين الذين حاولوا الأعتداء على السفارة الجزائرية بأعتبارهم شباب مصري متحمس وهم عار على مصر والمصريين الحقيقيين

أنا أعتبر تلك الحملة السخيفة والمأجورة أمتهان وإهانة لكل شهداء العبارة وحوادث القطارات الذين لم يلقوا ولا ذرة من ذلك الإهتمام وتلك الحميه الزائفه، وهي إهانة لكل عمال مصر المضربين وكل وطنييها الرافضين الذين سقطوا سهوا في ضجيج ذلك الزعيق الحيواني المجرم

أنا أعتبر كل اتلميع الإعلامي للعائلة المباركية بأسم الدفاع عن كرامة مصر إهانة لكل ما هو مصري ووطني ونقي وحقيقي في هذا الوطن

أنا أكره الجزائر...جزائر الرعاع والمجرمين وبلطجية كرة القدم، جزائر بوتفليقه وزبانيته، جزائر الإرهاب الديني المهين للبشريه، لكنني أعشق جزائر أخرى نسينها وربما نساها الجزائريون نفسهم، جزائر عبد القادر الجزائري والطاهر وطار وكاتب ياسين والشيخه ريمتي، جزائر الشهداء الذين سالت دمائهم على أرض مصر ، جزائر جميله بوحريد وهواري بومدين

كما أنني أكره مصر مبارك وعلاء وجمال وأحمد عز وعمرو أديب والغندور وشوبير وكل أعداء الوطن الحقيقيين
وأعشق مصر الحقيقيه التي يحاولون أن ننساها


عاشت الحريه
عاشت مصر
عاشت الجزائر
عاشت أخوة الشعوب
عاشت أفريقيا

والعار لأعداء الشعوب
ملحوظه: أقترح أن يرفع جمهور كرة القدم هذا العلم ولا يوسخوا رايتنا الشريفة بسخافتهم