Monday, November 26, 2007

الكلمات المتمرده

كيف تفعل بها؟
بروح لا تلتوي
لا تنثني
لا تخضع
لا تخنع
لا تخشع
حتى لسلطان القاهر القادر
لسلطان العقل
عقلك أنت نفسك
كيف تفعل بها؟
حين تتمرد روحك على عقلك نفسه، وترفض قرارك ذاته، الروح المتطرفة التمرد التي ظننت أنك دفنتها في القلم الذي هجرته من سنون
عادت كشبح عنيد وسكنت أزرار لوحة مفاتيح الكمبيوتر
يا للسخرية
كنت تقول: الروح خيول برية هائجة أطلق قوتها ثم أترك العقل كالسائس المحنك يجمعها بلجم وحبال من منطق وتروي وتوجيه لكي تنطلق عربة الأفكار في طريقها جامعة بين الحرية والتعقل.
هكذا كنت تقول؟
يا أنا
ألم تكن تقول كمثل تلك الجمله؟
تقريبا...
فما الذي حدث؟
كيف تتمرد الخيول على سائسها الفولاذي القبضة
تنفر منه
تنطلق وحيدة لا تقبل شكيمة ولا ترضى توجيها
عجيب
كلما حاولت قصرها على المسير في الطريق الذي أرغب
حرنت ورفضت وصمتت
وماتت الكلمات عند حواف اصابعي
وحين أطلقها بلا خطة أو هدف
تتدفق الكلمات كأنما هي طيور طال حبسها
حسنا يا كلمات
ما الذي تريدين أن تقولي
عليك قبل كل شىء وبعد كل شىء أن تقولي شيئا
أولا توقفي عن الأستسخاف وتكرار نفسك
الناس لن يضيعون وقتهم مع هذه السطور دون أن يجدوا شيئا له معنى
المعنى؟


نحن متلبسون بالبحث عن المعنى
مجانين بالمعنى نحن البشر
لا نستريح حتى نصب المعنى فوق كل شىء
وطبعا إذا ما كنا مثقفين تصبح الحالة اسوأ وأبشع وأكثر خطورة
يصبح المعنى حالة عصابية
شبه مرض نفسي
يجب أن يكون لكل شىء بالعالم معنى
لماذا؟
لأننا نحن البشر ألهة صغار لا نقبل سوى بخضوع كل شىء لنا
ونحن نخضع كل شىء بالمعنى
أو بالأصح بالبحث عن المعنى
أنتظري يا كلمات
تمهلي
انا تهت
فقدت المعنى
إلى أين نتجه؟
كثير من الأفكار تحتشد براسي
أرغب في إستكمال موضوع هزيمة المثقف وأنتصار الثقافة الشعبويه
أرغب في التعليق على التعليقات
أرغب في التعليق على مدونات أخرين
أرغب في التحدث عن كبت الحريات بأسم الدين
أخطط من زمن لمناقشة حملة (إلا رسولهم)...
أتمنى التعليق على حملة مش بفلوسي يا ساويرس
الكثير يستحق الكتابة عنه
لكنك ملعونة
حقيقة ملعونة يا كلمات
تتواطئين مع روحي التي افلتت من إسار منطق عقلي
كلمات متمردة تمتطي روحا مجنونة
حاولت كبتك
حاولت كبتك حتى بالصمت
كدتي تخنقينني
تجهزين علي
تتضاربين في عقلي حتى أكاد أجن
لا معنى
أنا لا أجد معنى
تتغذين أنت على المعنى
وجعبتي خاوية منه
صدقيني لا اجدمعنى
لا أجد منطق
لا اجد منطق لتشدق الناس بالحرية وهم ألد أعدائها
لا أجد معنى لديمقراطية رسائل المحمول لأنتخاب سيد المغنين وسيدة الراقصات وأمير الشعراء في ارض لا يملك فيها أحد ديمقراطية تكفيه لأنتخاب عمدة قرية أو رئيس حي
لا أجد معنى في أن يضرب مسلسل تلفزيوني عرض الحائط بحقائق تاريخية راسخة ، ويراه البعض مصدرا تاريخيا مهما يستحق أن يعيدوا التفكير بكل ما يعرفونه من أجله وحين تناقش أحدهم يقول لك: كل واحد حر في رأيه
يا نهار أسود
رأيه؟؟!!!!!
طلع له رأي منين الأخ ده؟
هو ليه راي في ايه اساسا حتى يستطيع تحويل لي عنق التاريخ إلى رأي؟
هو لا رأي له في شىء تقريبا
منذ ولد وحتى لحظتها لم يعتد أحد برأيه أبدا
لكنه حر في رأيه
وكل واحد حر في رايه برضه
جميل
ايه رايكم بقى؟
يعني أنا لا اسمع هذا الهدير الجبار للاراء الحرة التي تصدر عن كل هؤلاء الأحرار بارائهم
هل يهمسون بها مثلا؟
أو يكتبونها على أوراق صغيرة يدفنوها في السر

أين المعنى؟
ما معنى أن تمارس الديموقراطية على الموبايل، وحرية الرأي على المدونه، والأستعلاء والتعالم والدكتره والأستذه الكبيره قوي على المنتدى، وبعدين تمشي جنب الحيط
لأ جوه الحيط
لأ الحيط هو ألي بيمشي جنبك لأنك مدفون في كل الصمت والسكون والخرس والخنوع والقبول والتواطوء ويا عم كبر دماغك وما تشردلناش خليها ماشيه.
مرة أخرى اصارع الكلمات وتصارعني
أجبرها على الخضوع لنير الفكرة
تتمرد وتأبى
أقولك
أسكتي أحسن


4 comments:

AMRO .O. ABDELHALIM said...

عزيزى اسكندرانى
مسا الخير
انا كنت عيز اشوف بقية المقالة السابقة
نحن فى انتظارها
اعتقد هذا هو قلق المثقف الذى يمر به كثير من الناس
البحث عن المعنى فى كل الاشياء هو شىء اتفهمه تماما
تمرد الروح على العقل، الرغبة فى الانفلات من اسر الكوابح الاجتماعية، الرغبة فى ان تقول
وتصرخ
وتتجاوز حتى سخف المقولة الشهيرة بانك حر مالم تضر
هذا شىء نعالجه جميعا
ومع ذلك فهو لايستمر طويلا معنا، وعندما نرتاح منه قليلا نفاجا بانه قد ترك ندوبه فى الروح قبل ان يغادر
وما المانع ، اعتقد ان المدونة تتيح هذا البراح للبوح
الديمقراطية تحتاج الى كثير من العمل
والمثقفيين الحقيقين ليسوا متواطئين ولا صامتين
ولكن اصواتهم ليست عالية، اتمنى ان اقراء تحليلا لهذا قريبا فى مدونتك
تحياتى

Esmat said...

تحية لك
وسعادتى كبيرة
لرؤيتى لجديد كتبت
يا رب ديما متألق
و خفف الله عنك الضغوط جميعها
تحياتى أخى العزيز

Anonymous said...

عزيزي اسكندراني

في السياسة هناك ما يعرف مجازاً بضرورة تنفيس الكبت المتراكم في نفوس الناس من وقت لآخر نتيجة فشل الحكومات في سياساتها

في البلاد الديمقراطية يحدث هذا التنفيس في صناديق الاقتراع فتعلن غضبك في اسقاط الحكومات و الرؤساء

في الدول شبه الديمقراطية يحدث هذا بإقالة الحكومة إذا ما تعدى الانضغاط المكبوت حداً معيناً

أما في الدول عديمة الديمقراطية فهناك ما يعرف بالتنفيس من أسفل السلم الاجتماعي عن طريق إثارة الفتن مثلاً و النعرات الدينية الكاريكاتيرية و انتخاب ملكة جمال راس البر من مصر و ليس من السعودية

فإذا فعل الإنسان ذلك, أشبع رغبته في الانتصار و نام سعيداً مرتاح البال بعد تحقيق نصره الشخصي في معركته الافتراضية ضد الشر

تصبح على خير

تحياتي

77Math. said...

معك حق..

أتحدث من الناحية الأدبية، خيول الكلمات لم تكن أبدًا مسوسة أو طائعة، وحين نظن أننا امتلكناها فهذا أقوى دليل على أننا لم نملكها ، وكذلك خيل الروح، لن نعرف أبدًا لماذا نبحث، نحن نتساءل بحثًا عن أجوبة لا تجيء..ونقاتل فداء لنصر لا يكتمل..
وسنظلّ كذلك..
ونعيش في وطن لم يعد لنا وطنًا..:(

كلماتك معبّرة..