Tuesday, November 27, 2007

أنتصار الديماجوجية الشعبوية..وهزيمة المثقف-2


خيانة المثقف
خيانة المثقف الثوري
المثقف الخائن
المثقف الثوري المصاب بالطفولة اليسارية
......إلخ

أكليشيهات
عناوين ثابتة راسخة أكتبست عبر الزمن والتكرار شرعية وقوة وقبولا
دائما المثقف يخون
طيب
موافق
لا أعترض
بل أدعم ويمكنني تقديم قائمة طويلة جدا من المثقفين الخونة
لا مشكله

لكن حدثا تاريخيا نادرا ما يذكر يبقى دائما متوهج في عقلي، ولسنوات كنت أحلم به وأفكر فيه وأتمنى العمل أبداعيا عليه
هانيبال أو هنيبعل هو هانيبعل بن بركه القائد القرطاجي الأسطوري الذي قاد محاولة تحالف شعوب شمال أفريقيا بقيادة قرطاج لتدمير القوة الرومانية الصاعدة فيما عرف بالحروب البونية ، لن أطيل لأحكي تاريخ لكنني أركز على لحظة تاريخية محددة، حين حوصرت جيوش هانبيعل في برنديزي
وأشتدت مقاومة الرومان حتى فقد هنبيبعل نفسه أحد عينيه وكفعل طبيعي طلب الجنرال الأسطوري المدد من مدينته الحبيبة، أو بالتحديد من مجلس شيوخ المدينة (المنظمة كجمهورية) لكن رد المدينة كان أخر ما تخيله، لقد عقدت المدينة سلمها الخاص مع الرومان وثمن هذا السلام هو التضحية بهانيبال وجيشه وتركهم فريسة للفيالق الرومانية الممتلئة حقدا على الجنرال الذي سفك دماء نصف مليون روماني
خيانة
نوع نادر من الخيانة
أو هكذا كان وقتها على الأقل
البطل لا يخون شعبه
بل الشعب يخون بطله
الوطن يبيع أبنه البار

لنبقي هذه اللحظة التاريخية مثبتة، ونعود إلى الحاضر
إلى الأن
هل حقيقة أن المثقف المصري خائن؟
ألا يمارس المجتمع خيانته للمثقف أيضا؟
ألم يفعل طوال القرن الماضي كله وما زال يفعل؟

هنا أتجرأ على بسط رؤيتي لعلاقة الشعب في مصر بمثقفه
وأرجو العزيز شريف الصيفي إن كان لي حظ أن يقرأ هذه المدونة أن يتفضل علي بتصحيح اي أخطاء تاريخية قد أقع فيها
تكون المجتمع المصري القديم من هيكلية طبقية واضحة مثله كمثل كل المجتمعات البشرية وقتها
إلا أن عبقرية مصر الحقيقية كانت في نظامها الطبقي المفتوح نسبيا
بمعنى أن ولادتك في طبقة الفلاحين لا تعتبر حتمية مطلقة
بل يمكنك النظام الطبقي المفتوح من الترقي الطبقي لتنضم لطبقة الفنيين والعمال
أو تتلقى قدرا من التعليم يؤهلك للأنخراط في طبقة البروقراطيين ككاتب أو ظابط وهو ما يفتح لك الطريق للوصول إلى مناصب عليا
بل حتى أن طبقة الكهنة تكونت من نواة من أقلية من الكهنة المحترفين تعاونها أكثرية من الكهنة غير المحترفين الذين يرتدون عباءة الكهانة لفترات محددة سنويا ومن ثم يعودون لأعمالهم العادية، هذه عبقرية مصر القديمة والتي ضمنت الا تتكلس أي طبقة عليا بل تستمر الطبقات الأدنى ترفدها بالكفاءات والعقول الشابة والدماء الجديدة، ومن هنا نشأت تلك العلاقة المميزة ما بين الشعب وما بين المثقف، ما بين الفلاح وما بين الكاتب، مصر القديمة الكتلة الديموغرافية العملاقة كانت تعتمد في قيادتها على طبقة هي مزيج من الكتبة (المثقفين) والكهنة الذين هم في نفس الوقت علماء ومهندسون وأطباء ، كان الشعب يثق في أن الصفوة تقوده في الإتجاه الصائب، وكانت الصفوة تثق في أن الشعب سيسير خلفها ويتبعها، تلك العلاقة لم تنشأ من العدم بل نشأت من حقيقة أن مصر كمجتمع ودولة لا يمكنها أن تعيش دون المثقف الممتلك للمعرفة والعلم، وكما تقول بعض المصادر أن أول حكام حقيقيين قبل التوحيد كانوا مهندسي ري ومساحة، أستعملوا نفوذهم المكتسب من معرفتهم وعلمهم ليتبوأوا الحكم في رضى من الشعب المقر بفضلهم ، فبدون مهندس ري لا يمكن ري الحقول أو تصريف مائها الزائد، وبدون مهندس مساحة لا يمكن أعادة تخطيط الحقول بعد الفيضان، فلا وجود لمصر دون المعرفة والعلم ، لا وجود لها دون مثقف.

تلك حقيقة تاريخية تأسيسية

لكن متى بدأ الأنفصام ما بين الشعب والمثقف؟

في رأيي أن الضربة الأولى جاءت مع المسيحية، وبالتحديد سقوط الحضارة المصرية في طورها الهيلنستي البحر متوسطي سقوطها على يد الايدولوجية المسيحية المتحالفة مع اليمين الأرستقراطي الأكثر تشددا ومحافظة من سياسيو روما الإمبراطوريه، بدأ الإنفصام بقتل المثقف نفسه، قتله ماديا وليس معنويا، بداية بتدمير السيرابيوم والمكتبة الصغرى وأغلاق الأكاديمية وطرد الفلاسفة، ومذبحة كهنة منف، ثم تلى تلك المرحلة قتل الثقافة نفسها، بتبني الحروف اليونانية العاجزة كلغة كتابة لصنع ذلك الهجين العجيب المسمى الكتابة القبطية( والتي افصلها عن اللغة القبطية المنطوقةالتي هي تطور طبيعي للغة المصرية والتي كانت تكتب بالخط الديموطيقي )هنا بدأت كارثة متعددة الرئوس، أولها: بتدمير المثقف المصري الهلنستي ومنشأته في الإسكندرية، وبتدمير المثقف المصري التقليدي (الكاهن) في منف، ثم بالقطيعة المعرفية ما بين الشعب وما بين نصوصه التاريخيه بعد أن فرضت عليه لغة كتابة غريبة،كما أن المسيحية بنسختها المصرية لم تكن معنية بإنتاج مثقف، كانت معنية بأمور أخرى ، كانت معنية بالخلاص، بأستكمال معركتها الحاسمة مع الديانات السابقة عليها، كانت معنية بتأسيس مملكة السماء، ثم أنشغلت بهمها الأكبر بعد فصم تحالفها مع روما ألا وهو ترقية الفلاحين إلى شهداء ، الشعب الذي فقد مثقفيه، الكتلة الديموغرافية العملاقة التي أصبحت فجأءة بلا رأس تبعت اقرب ما رأت إلى فكرة المثقف، تبعت الرجال الأتون من القلايات الصحراوية ، الرجال المرتدون للسواد، كانوا صورة ممسوخة من الكاهن المصري، الكاهن المصري كان يرتدي الأبيض دائما، هم أرتدوا السواد، الكاهن المصري كان حليق دائما، هم كانوا شعث غبر ، الكاهن المصري عرى صدره ، هم غطوا صدورهم، الكاهن المصري لبس الكتان النقي وأعتبر الصوف نجس، هم لبسوا الصوف، الكاهن المصري علق بعنقه عنخ المصرية، هم لبسوا صلبانا ،تلقى الكاهن المصري تعاليمه وسط خصب الوادي، هؤلاء أتوا من الصحراء القفر، الكاهن المصري كان نتاج تدريب وتثقيف وتأهيل طويل ومضني، وهؤلاء كانوا أميين في الأغلب، لكنهم اصبحوا رأس الشعب، أصبحوا مثقفيه، وهم قادوه إلى ارض المذبحة، أصبحت مصر بقيادتهم أرض المذابح والموتى الحاملين للقب شهداء، مذبحة الرومان الوثنيين للمسيحيين المصريين، ومذبحة المسيحيين المصريين للوثنيين المصريين، ومذبحة الرومان المسيحيين للمصريين المسيحيين الذين أختاروا التناقض الأيدولوجي مع روما، تلك السلطه من الدماء والمجازر والخواء الثقافي والفكري والتي أستمرت حتى ضربت مصر موجة التوسع العروبي البدوي ، إمبراطورية جديدة تنيخ بثقلها على عنق مصر، أمبراطورية جديدة، أيدولوجية جديدة، هذه المرة أختارت مصر أن تصمت

وإلى أستكمال قريب


أسمحوا لي بالأعتذار عن غيابي عنكم سواء بمدونتي أو بمدوناتكم
قهرني مزيج من الظروف الشخصية وظروف العمل
وأسمحوا لي أن أخص بالشكر والأعتذار الصديقات والأصدقاء الأعزاء

تامر

عمرو

عصمت

Marvel

77Mathematics

هيومان

أسكندراني متغرب

أبوفارس

goodman

شريف الصيفي




Monday, November 26, 2007

الكلمات المتمرده

كيف تفعل بها؟
بروح لا تلتوي
لا تنثني
لا تخضع
لا تخنع
لا تخشع
حتى لسلطان القاهر القادر
لسلطان العقل
عقلك أنت نفسك
كيف تفعل بها؟
حين تتمرد روحك على عقلك نفسه، وترفض قرارك ذاته، الروح المتطرفة التمرد التي ظننت أنك دفنتها في القلم الذي هجرته من سنون
عادت كشبح عنيد وسكنت أزرار لوحة مفاتيح الكمبيوتر
يا للسخرية
كنت تقول: الروح خيول برية هائجة أطلق قوتها ثم أترك العقل كالسائس المحنك يجمعها بلجم وحبال من منطق وتروي وتوجيه لكي تنطلق عربة الأفكار في طريقها جامعة بين الحرية والتعقل.
هكذا كنت تقول؟
يا أنا
ألم تكن تقول كمثل تلك الجمله؟
تقريبا...
فما الذي حدث؟
كيف تتمرد الخيول على سائسها الفولاذي القبضة
تنفر منه
تنطلق وحيدة لا تقبل شكيمة ولا ترضى توجيها
عجيب
كلما حاولت قصرها على المسير في الطريق الذي أرغب
حرنت ورفضت وصمتت
وماتت الكلمات عند حواف اصابعي
وحين أطلقها بلا خطة أو هدف
تتدفق الكلمات كأنما هي طيور طال حبسها
حسنا يا كلمات
ما الذي تريدين أن تقولي
عليك قبل كل شىء وبعد كل شىء أن تقولي شيئا
أولا توقفي عن الأستسخاف وتكرار نفسك
الناس لن يضيعون وقتهم مع هذه السطور دون أن يجدوا شيئا له معنى
المعنى؟


نحن متلبسون بالبحث عن المعنى
مجانين بالمعنى نحن البشر
لا نستريح حتى نصب المعنى فوق كل شىء
وطبعا إذا ما كنا مثقفين تصبح الحالة اسوأ وأبشع وأكثر خطورة
يصبح المعنى حالة عصابية
شبه مرض نفسي
يجب أن يكون لكل شىء بالعالم معنى
لماذا؟
لأننا نحن البشر ألهة صغار لا نقبل سوى بخضوع كل شىء لنا
ونحن نخضع كل شىء بالمعنى
أو بالأصح بالبحث عن المعنى
أنتظري يا كلمات
تمهلي
انا تهت
فقدت المعنى
إلى أين نتجه؟
كثير من الأفكار تحتشد براسي
أرغب في إستكمال موضوع هزيمة المثقف وأنتصار الثقافة الشعبويه
أرغب في التعليق على التعليقات
أرغب في التعليق على مدونات أخرين
أرغب في التحدث عن كبت الحريات بأسم الدين
أخطط من زمن لمناقشة حملة (إلا رسولهم)...
أتمنى التعليق على حملة مش بفلوسي يا ساويرس
الكثير يستحق الكتابة عنه
لكنك ملعونة
حقيقة ملعونة يا كلمات
تتواطئين مع روحي التي افلتت من إسار منطق عقلي
كلمات متمردة تمتطي روحا مجنونة
حاولت كبتك
حاولت كبتك حتى بالصمت
كدتي تخنقينني
تجهزين علي
تتضاربين في عقلي حتى أكاد أجن
لا معنى
أنا لا أجد معنى
تتغذين أنت على المعنى
وجعبتي خاوية منه
صدقيني لا اجدمعنى
لا أجد منطق
لا اجد منطق لتشدق الناس بالحرية وهم ألد أعدائها
لا أجد معنى لديمقراطية رسائل المحمول لأنتخاب سيد المغنين وسيدة الراقصات وأمير الشعراء في ارض لا يملك فيها أحد ديمقراطية تكفيه لأنتخاب عمدة قرية أو رئيس حي
لا أجد معنى في أن يضرب مسلسل تلفزيوني عرض الحائط بحقائق تاريخية راسخة ، ويراه البعض مصدرا تاريخيا مهما يستحق أن يعيدوا التفكير بكل ما يعرفونه من أجله وحين تناقش أحدهم يقول لك: كل واحد حر في رأيه
يا نهار أسود
رأيه؟؟!!!!!
طلع له رأي منين الأخ ده؟
هو ليه راي في ايه اساسا حتى يستطيع تحويل لي عنق التاريخ إلى رأي؟
هو لا رأي له في شىء تقريبا
منذ ولد وحتى لحظتها لم يعتد أحد برأيه أبدا
لكنه حر في رأيه
وكل واحد حر في رايه برضه
جميل
ايه رايكم بقى؟
يعني أنا لا اسمع هذا الهدير الجبار للاراء الحرة التي تصدر عن كل هؤلاء الأحرار بارائهم
هل يهمسون بها مثلا؟
أو يكتبونها على أوراق صغيرة يدفنوها في السر

أين المعنى؟
ما معنى أن تمارس الديموقراطية على الموبايل، وحرية الرأي على المدونه، والأستعلاء والتعالم والدكتره والأستذه الكبيره قوي على المنتدى، وبعدين تمشي جنب الحيط
لأ جوه الحيط
لأ الحيط هو ألي بيمشي جنبك لأنك مدفون في كل الصمت والسكون والخرس والخنوع والقبول والتواطوء ويا عم كبر دماغك وما تشردلناش خليها ماشيه.
مرة أخرى اصارع الكلمات وتصارعني
أجبرها على الخضوع لنير الفكرة
تتمرد وتأبى
أقولك
أسكتي أحسن


Friday, November 09, 2007

أنتصار الديماجوجية الشعبوية ...وهزيمة المثقف-1





يخشى الكثيرون القمع
أقصد يخشى الكثير من المثقفين القمع وتقييد الحريات، يخشون الرقابة وسلطات المنع، لكن القمع والرقابة ليسا العدو الأول للمثقف، ليسا العدو الأكثر شراسة للفكر، إنه الصمت هوما يجب أن يخشاه كل مثقف أومبدع أو صاحب فكر، الصمت الناتج عن فقد الرغبة في التواصل أو حتى القدرة عليه، الصمت الناتج عن تجذر قناعة أن لا فائدة ولا معنى ولا قيمة، الصمت الذي يدفعك لؤاد الفكرة داخلك باخلا عليها برحم من الكلمات ، ذلك الإحساس السخيف باللامعنى واللاقيمة واللاتحقق، شىء يشبه الموت، تنزوي فيه الروح بعيدا منكمشة على ذاتها، ويدخل العقل في مرحلة عميقة من الإجترار كأنما يغرق في مستنقع من الظلمة
أنه نفس الشعور الذي قد تشعر به حين تدرك أن خطوطك قد أخترقت وأن رفاقك هم من يصوبون الموت نحوك، وأن أقرب حلفائك هم من يدمرون تحصيناتك، وأنك شبه عاجز، بل أشد من ذلك، أنت تتورط في عملية مذلة قميئة من نفاق أعدائك ومن توسل الحلفاء بين من تعرف أنهم الأشد أختلافا معك
الإنتهازية
نعم تلك هي الإنتهازية
إنتهازية المثقف البرجوازي الصغير
وهي ليست بالأكتشاف الجديد حقا
كل من يعرف شيئا عن الماركسية ( وما أقلهم) يعرف كم الأدبيات الماركسية التي تشخص ذلك المرض العضال وتحذر منه
إنتهازية المثقف الثوري البرجوازي الصغير
الجبان المتسلق كطبقته
المستعد لخيانة قضيته من أجل مصالحه الخاصة وتصاعده الطبقي أو قبوله الإجتماعي
لكن الخيانة ليست بالمرض الواضح الأعراض
أنت لا تستيقظ صباحا لتقرر أنك ستتحول هذا اليوم إلى خائن- على الأقل إن كنت تتمتع بأي شىء يشبه الضمير- لكنك تنجرف خطوة خطوة، خطوة صغيرة جدا كل مرة، تنازل تافه لا يؤرقك كل يوم، وذات صباح ستنهض وتنظر في المرأة وتبصق في الوجه الذي تراه خلف الزجاج، تبصق عليه لأنك أعتدت فعل ذلك مع الخونة، ولأن من تراه خلف الزجاج هو وجه خائن لا شك في ذلك

تفعل ذلك فقط إن كانت بقيت لديك ولو ذرات منسية من الأنسانية، تعلم أنك قد خنت كل ما أمنت به وأعتقدت فيه، رغم أنك ما زلت مؤمنا وما زال يقينك صلبا، لكنك مهزوم، مهزوم ومعزول ، لا حلفاء ولا رفاق
تفتقد للخرائط وتجهل الإتجاهات
وحيد حتى الرعب
تشتهي دفء الناس حتى لو كانوا أعدائك
ألم تصبح ثوريا في البداية من أجل الناس
ألم تؤمن لأنك أحيبت البشر بكل جوارحك
أحببتهم فوق اي شىء أخر
حتى الحياه
لكن تبقى مهزوما
هزمك الناس
الناس الذين أحببت وضحيت من أجلهم
الناس الذين أمنت بهم وبحريتهم
أصبحوا هم أعداء حريتك
أصبحوا هم ألة القمع والجلاد والسوط والسيف والمخلعه


ليصبح خلاصك الوحيد هو أن تحتمي بظل السلطان
تحتمي بظل النظام الرأسمالي الكومبرادوري البوليسي القامع ضد الناس
تقايض بجزء من حريتك
مقابل الجزء الأخر
بجزء من ضميرك مقابل حياتك
أي كابوسية هذه؟
المثقف يحتمي بالسلطان الفاسد ضد الناس ؟
لكن اي ناس هؤلاء؟

تحدث الوجوديون عن الشعور بالغثيان
أتسال هل أصبح الشعور بالغثيان كافيا
هل علينا أن نشعر بالغثيان فقط؟
نختنق بذلك الشعور دون حيلة؟
أليس علينا أن نقىء؟

نقىء في وجوههم حقيقتهم
حقيقتهم الأكثر حدة وبشاعة

في فيلم ماتريكس
يتوجه نيو بالسؤال غلى مورفيوس قائلا اليس هؤلاء من نقتلهم هم من علينا أن نحررهم من أسر الماتريكس؟
ويجيبه مورفيوس أن كل من ليس منا هو جزء من المايتركس

نعم
كل من ليس منا هو جزء من الماتريكس
كل من لا يضع الحرية كقيمة أولى اساسية لا يمكن التفاوض أو الفصال عليها
هومنهم
هو جزء من النظام الفاسد والرجعي والفاشيستي

سالني صديق من أيام قليلة: ما الذي أنت مستعد لفعله لكي تكون مصر حرة؟
أجبته: أنا لا اريد الحرية والديموقراطية لمصر
أنا اريد الحرية والديموقراطية لنفسي ..أنا شخصيا
لأن مصر لا تستحق لا الحرية ولا الديموقراطية
ولأن مصر لا تريد الحرية ولا الديموقراطية حتى
لماذا؟
أولا لأنها لا تطالب بها ولا تسعى أليها وليست مستعدة للنضال ولا للتضحية من أجلها
وثانيا لأن مصر لا تدرك حقيقة معنى الحرية أو الديموقراطية
والحقيقة أن لفظة حرية لا تعنى في مصر ما تعنيه في القواميس
فالمصري ينطق الكلمة ثم يتبعها بطوفان من المحاذير والقيود ليقتلها في مهدها
أنت حر
لكن لا تخالف ما هو مألوف ومقبول ومتعارف عليه
أنت حر
لكن لا تعترض على اي مستقر مقبول من أيمان أو أعتقاد أو حتى مثل شعبي
أنت حر
لكن لا تمس أيا مما يعتبره أي شخص مقدس أو مبجل أو محترم
أنت حر
لكن لا تمس بكلمة أو أشارة أي شخص يعتبره أي شخص مقدس أو مبجل
أنت حر
لكن يمكن لأي نكرة أن يحاكمك ويدينك دون أن يفهم حتى ما الذي تقوله
أنت حر
لكن أي صايع أو هلفوت يستطيع أن يخبرك إلى أي مدى يمكنك الوصول بحريتك
أنت حر
ما لم تضر

حسنا لا يمكن أن يضركم شىء فوق ما أنتم فيه من خراب

ولنا عودة