Saturday, November 21, 2009

هايل ....أيخبتن -جملة أعتراضيه-


أعتدت دائما أن أكون فخورا لأقصى حد بوطني وبتاريخه وبكل ذرة من ترابه، وقليلة هي المرات التي أحسست فيها بالخجل والعار لأنني مصري، من تلك المرات حين هلل بعض الصغار الفاشيست عديمي الأنسانيه لمذبحة اللاجئين السودانيين بيوم 31 ديسمبر 2005، لم يصبني بالعار تصرف الشرطة المصرية، فأنا أعلم تماما مدى فجر ذلك الجهاز ووحشيته وفساده وأستهتاره بكرامة البشر وبحياتهم ذاتها مثله كمثل كل الأجهزة الأمنيه في الأنظمه الفاشيه والبوليسيه عبر التاريخ، إلا أن المرة الثانية في حياتي- والتي أتمنى أن تكون الأخيره- التي أحسست فيها بالعار لأنني أتشارك في الجنسيه مع مثل تلك الكائنات هي منذ بداية الفضيحه المؤسفه المسماة ( مباراة مصر والجزائر)

مبدئيا وبصراحه أنا لا أحب كرة القدم ولا أطيقها، وأعتبرها واحدة من أسخف الأنشطة البشرية وأكثرها أستمتاعا بأهتمام لا تستحقه نهائيا، وهي التي أنحطت من رياضة مسلية ممتعه إلى أخطبوط دولي لممارسة القمار وغسيل الأموال، وهي تمتاز عن كل اللعبات الرياضية بسوء أخلاق مشجعيها بشكل عام وتعصبهم وحماسهم الحيواني الهمجي، وهي في الحقيقة تحولت منذ زمن بعيد لتسلية لأسافل الناس وأكثرهم أنحطاطا، ووسيله لتخدير الجماهير وخداعها وتعميتها عن مشاكلها الحقيقيه، وسبب لتدفق مئات الملايين على من لا يستحق وحرمان من يستحق منها ، في البدايه كان الإذلال المتعمد و الدائم لكل ما هو وطنية وتاريخ وتحقير لكل شهداء مصر وأبطالها ووطنييها، حين تم الحط من قيم الوطنية والأنتماء لمستوى مجرد مباراة كره، واذيعت الأغاني الوطنيه التي لا طالما هزت مشاعرنا في أزمنة الحروب والتضحيات لتصبح أشبه بأغاني العوالم تمجيدا لمجموعة من الجهلة والعواطليه لا يجيدون شيئا سوى ركل الكرة بأقدامهم تشبها بأعضاء العائله الحافريه، وتحشد الجماهير بشكل هستيري لسبب تافه في محاولة تكررت مرارا من قبل لتخدير الشعب وإعمائه عن ما يواجهه من دولة بوليسية ديكتاتوريه، وفساد شامل وبطاله ونهب لثرواته ومحاولة دنيئه لتوريث الحكم، وعلى الناحية الأخرى فإن نظام أبوتفليقه الفاشيستي الديكتاتوري الفاسد الناهب لثروة شعبه والمتورط في حرب أهلية دموية وإثارة المشاكل لجيرانه وجد فيها فرصة لأعماء شعبه عما يعاني من فساد وبطالة وفقر في واحدة منكبار منتجي البترول والغاز في العالم، تلاقت مصالح النظامين الفاسدين الفاشلين معا ومع مصالح مجموعة من وسائل الإعلام الفاسدة الرأسماليه التي لا ترى شيئا في الوجود سوى مدى تضخم ثروات أصحابها دون أدنى أحترام لأي قيم أنسانية أو أخلاقيه سواء أكانت الصحف الصفراء الوضيعه في الجزائر أو الفضائيات الصفراء الحقيرة في مصر

ذلك التواطؤ المتبادل الذي بدأ برفض أقتراح الفيفا بأقامة المباراة في ملعب بألبانيا وأقامتها في السودان التي تطفح بأجهزة الأمن والمخابرات المصريه التي غضت النظر عمدا عن أحتشاد البلطجيه الجزائريين ، البلطجيه الذين أرسلهم نظام بوتفليقه الفاسد لخلق معركة وهمية تلهي الشعب الجزائري عن المأسي التي يغرق فيها، ويجهز لنفسه فرصة أن يبقى رابضا على أنفاس الجزائر لفترة رابعه أقتدائا بمثيله المصري

وأكتمل التواطؤ ببعض أحداث بلطجة أجراميه من حثالة الشعب الجزائري التي تطفح مدرحات ملاعبنا بأمثالها وأشباهها، تلك الأحداث التي ضخمها أعلامنا الردىء العميل الفاسد لحد هستيري لا يساوي أبدا ما أشارت إليه وسائل الإعلام العالميه ذات المصداقيه، ذلك التضخيم المتعمد الذي يهدف للتغطية على سوء حالة الفريق الوطني وإهدار المال العام في دعم فريق فاشل لا طائل من ورائه، ويهدف اساس لحشد الجماهير المدفوعة بروح القطيع الوحشيه لتقبل زعامة أكثر حكاتم مصر فشلا وفسادا منذ الخديوي توفيق وأبنيه المتورطين في كل فساد الرأسماليه الذي ينهش لحم هذا الوطن

أنا اشعر بالعار من هذه الحملة الشوفينيه العنصريه المسيئه والتي يسلطها الإعلام ضد الشعب الجزائري الشقيق الذي حارب جنوده معنا جنبا لجنب في حرب أكتوبر وأستشهدوا معنا دفاعا عن ترابنا وكرامتنا
أنا أشعر بالعار لسلوك من يدعون أنفسهم فنانين ومبدعين وهم في الحقيقة مجرد مشخصتيه وأشباه عوالم والذين بداوا حملة مقاطعة غير مبررة للفنانين الجزائريين

أنا أشعر بالعار بسبب برامج السب واللعن وسوء الأدب التي يقيم فيها مجموعة من لاعبي الكرة المعتزلين العواطليه عديمي الثقافة والأدب مولدا لسب شعب كامل وصب كل قاموس شتائم الشوارع والبيوت المشبوهة على أم رأسه

أنا أبصق في وجه كل السفلة ممن يوسخون الجنسيتين المصريه أو الجزائريه والذين يشعلون هذه النار ببلاهة طفوليه وحيوانية مزريه

أنا أتهم كلا من النظامين المصري والجزائري الفاسدين والديكتاتوريين بأنهما أصطنعا هذه المسرحية معا وحبكوها سويا لأستفادتهما معا وخداع شعبيهما عما يرتكبه كل نظام في حق بلده

أنا اشعر بالعار للموقف الحقير والعميل والمتخاذل لأغلبية مثقفي البلدين أو من يدعون أنهم مثقفي البلدين والذين تورطوا في هذه الحملة الحيوانية المسعورة وأنساقوا خلف الغوغاء والسوقة والأسافل

أنا أشعر بالصدمة والعار أن يسمح برنامج تلفزيوني بأصدار مناشدات للإفراج عن البلطجية والمجرمين الذين حاولوا الأعتداء على السفارة الجزائرية بأعتبارهم شباب مصري متحمس وهم عار على مصر والمصريين الحقيقيين

أنا أعتبر تلك الحملة السخيفة والمأجورة أمتهان وإهانة لكل شهداء العبارة وحوادث القطارات الذين لم يلقوا ولا ذرة من ذلك الإهتمام وتلك الحميه الزائفه، وهي إهانة لكل عمال مصر المضربين وكل وطنييها الرافضين الذين سقطوا سهوا في ضجيج ذلك الزعيق الحيواني المجرم

أنا أعتبر كل اتلميع الإعلامي للعائلة المباركية بأسم الدفاع عن كرامة مصر إهانة لكل ما هو مصري ووطني ونقي وحقيقي في هذا الوطن

أنا أكره الجزائر...جزائر الرعاع والمجرمين وبلطجية كرة القدم، جزائر بوتفليقه وزبانيته، جزائر الإرهاب الديني المهين للبشريه، لكنني أعشق جزائر أخرى نسينها وربما نساها الجزائريون نفسهم، جزائر عبد القادر الجزائري والطاهر وطار وكاتب ياسين والشيخه ريمتي، جزائر الشهداء الذين سالت دمائهم على أرض مصر ، جزائر جميله بوحريد وهواري بومدين

كما أنني أكره مصر مبارك وعلاء وجمال وأحمد عز وعمرو أديب والغندور وشوبير وكل أعداء الوطن الحقيقيين
وأعشق مصر الحقيقيه التي يحاولون أن ننساها


عاشت الحريه
عاشت مصر
عاشت الجزائر
عاشت أخوة الشعوب
عاشت أفريقيا

والعار لأعداء الشعوب
ملحوظه: أقترح أن يرفع جمهور كرة القدم هذا العلم ولا يوسخوا رايتنا الشريفة بسخافتهم


Saturday, October 10, 2009

نصل أوكام البتار...1 من 2


مدخل:
يبدو العنوان كمقتطف من مسلسل (غرندايزر), إلا أن نصل أوكام ليس في الحقيقة من أسلحة الروبوت العملاق القادم من فليت للدفاع عن الأرض ضد هجمات فيغا, نصل أوكام هو قاعدة منطقية من وضع المفكر الفرانسيسكاني أوكام والذي توفي في العام 1349, وتنص هذه القاعدة ببساطة على أنه يجب عدم زيادة عدد الكيانات بغير حاجه, أو بمعنى أخر : لماذا تستخدم الأكثر بينما الأقل يكفي, أو بشكل أكثر تحديدا- ونحن نتكلم عن المنطق- أنه لا يجب أن تتصور عللا متكاثرة بينما علة واحدة تكفي, عليك أن تحاول دائما أن يكون عدد فروضك هو الحد الادنى ولا تكثر من عدد البديهيات.
بالنسبة إلي كان نصل أوكام (لُقيه) كنزا حقيقيا, أحمله معي كما يحمل البلطجي (البشله) ليشهرها في أسوأ أوقات العراك ممزقا وجه غريمه بلا رحمه, نصل أوكام المنطقي هو سلاحي الوحيد تقريبا والأكثر حدة ضد الركام الطويل العريض من الكلمات والتنظيرات والكتب - المكتوبة بالعربية- التي يقيئها العالم في رأسي, سلاح يمكنني من تمزيق كل ذلك التراكم والزحام المعلوماتي الغير برىء وصولا إلى الحقيقة البسيطة المنسحقة تحت الزيف
هل تدعو بذلك للتبسيطيه؟
على الإطلاق, أنا أخر من يتخيل عالما بسيطا, وأنا أعلم تماما مدى تعقيد وتركيب العالم والمجتمع البشري خصوصا, لكن ذلك ليس صحيحا دائما, كثيرا ما تكون للأسئلة البسيطة المباشرة أجابات بسيطة حادة الأطراف, وعادة ما تكون للظواهر الأكثر فجاجة أسباب بسيطة وقحة لا تقل عنها فجاجه
لنأخذ مثالا:
سؤال: لماذا تبيع الحكومة المصرية الغاز الطبيعي بسعر اقل من سعر التكلفة لإسرائيل أو بالتحديد للشركات الإسرائيليه؟ ولماذا تبيع نفس الحكومة نفس السلعة بسعر اقل من السعر العالمي لشركة أسبانيه؟
سؤالان سكب من أجل الإجابة عليهما نهرا صغيرا من الحبر ليروي افدنة من الورق وأستهلكت كيلوات لا حصر لها من الكهرباء في البث الفضائي, لمجرد الإجابة على سؤالين بسيطين ،خلقت قطعان كاملة من النظريات المدعمة بالتنظير والمحقونة بالأيدلوجيا والموشاة بالإقتصاد والسياسة وكل علم إنساني يمكن بيع مقولاته
أنا لا شأن لي بذلك, أنا أمتلك نصل أوكام, ونصل أوكام يوصلني للفرضية الأبسط والأكثر منطقيه التي تقول:
أن الحكومة المصرية تبيع الغاز الطبيعي بالخسارة لأن مسئولا كبيرا جدا بالحكومة المصرية يحصل على رشوة كبيرة جدا للقيام بمثل تلك الصفقات المشبوهة, مجرد لص مهما بلغ حجمه ومنصبه وسلطاته, مثله كمثل أحقر أمين مخزن مرتشي بمخزن أتفه جمعية زراعيه باصغر كفر في مصر, مجرد مرتشي, لا ارى سياسة ولا تنظير ولا أقتصاد ولا مؤامرة كونية صهيونيه أمريكيه, أرى مسئولا مرتشيا يبيع ما أؤتمن عليه من بضاعه مقابل رشوه

لكن هل أنا عبقري مثلا حتى أصل لتلك النتيجه ويعجز عن بلوغها كل هؤلاء الدكاتره والأساتذه والبهوات اللامعي الوجوه على صفحات الجرائد وفي الفضائيات؟ هل لا يعرف أحد من كل هؤلاء الجهابذة بوجود نصل أوكام وتقتصر معرفته علي أنا فقط الكاتب الأنترنتي المغمور؟ الأجابة هي : لأ, بالطبع لا , لكن الحقيقة أنني لو دعيت للرغي في فضائية ما أو لسكب الكلمات في جريدة ما فالحق أقول أنني ساترك نصل أوكام في البيت, واصطحب معي كل ذخيرتي من التنظير والتفسير والتسييس والتقنين والفصاحة والبلاغة والتلاعب بكل جملة ولفظ ممكن في لغة الضاد, لأنني ببساطة لو أتيت القوم بهذه الإجابة البسيطة فمن أين سأتي بكلمات تملأ ثلاثة ارباع الساعة من البث الفضائي, أو نصف صفحة من البث الصحفي
نعم يا أعزائي , يجب أن تكون الإجابات معقدة ومخفية والإحتمالات متعددة ولود خصبة ولا نهائيه, وإلا فمن اين سنأتي برغي الفضائيات, وبكتابة الصحف, وعما سنؤلف الكتب ونلقي المحاضرات ونحصل على الدرجات العلميه , ليذهب أوكام ونصله للجحيم وليكن العالم سيركا معلوماتيا لا أخر لعروضه العجيبه

نموذج أخر لو لا أطيل عليكم
سؤال عمره عقود وإجاباته لا تنتهي ولا تنفد وتنظيراته لا تعد ولا تحصى
لماذا تعددت الإنشقاقات في الحركة الشيوعية المصرية طوال عقدي الستينيات والسبعينيات؟ لماذا كان ينقسم كل تنظيم سري لا يزيد عدده عن أصابع اليدين ليصبح تنظيمين لا يزيد عدد أفراد ايا منهما عن اصابع اليد الواحده - شاملا عملاء المباحث-؟
أعترف انني نسيت نصل أوكام أمام هذا السؤال ورحت أدور في حلقة المجذوبين محاولا البحث عن إجابة مثقفة منطقية مؤدلجة شاملة مانعه تائها وسط غابة لا نهاية لها من الفرضيات المتعددة والمختلفه, حتى أوصلني حوارودي مع صديق عجوز عاش طويلا على هامش اليسار إلى الحقيقة الساطعة التي برق تحت ضوئها الساطع نصل أوكام محددا الفرضية الوحيدة المنطقية والأكثر واقعية, لم ينقسموا ويتشظوا لاسباب أيدولوجية ولا فكريه, ببساطه أنشقوا وأنقسموا لاسباب بنكيه, لأن رءوس التنظيمات أختلفوا وتعاركوا دائما على نصيب كل منهم من الدعم الذي كان يتدفق من الخارج- أيا كان ذلك الخارج - تعارك الرفاق القادة على مناصب السكرتير وعضو المكتب السياسي أو اللجنة المركزية طمعا في المغنم المادي, في الأصفر الرنان, في البنكنوت الرفاقي الذي كان يتدفق على من تدق الثورة ابوابهم, لهذا أنقسموا وأنشقوا وأتحدوا وعادوا لينقسموا وينشقوا ويجرجرون رفاقهم الغارقين في رومانسيتهم الثورية من زنزانة لأخرى, ومن إكتئاب لإنتحار لهوس جنوني, ولنفس السبب تدله اليسار المصري السبعيني في حب وعشق الثورة الفلسطينية والتراب الفلسطيني , وأعلن حزب العمال الشيوعي أن تحرير مصر يبدأ من تحرير فلسطين, لأن الرفاق أعضاء منظمة التحرير كانوا يدعمون ذلك الحس الثوري بالشيكات والهبات والأظرف المكتنزه, والشيكات الفواحه
نصل أوكام عليه اللعنه
لكنني لم أطرح تلك الأمثلة السابقة إلا للتدليل والتبسيط فقط, وما أنوي أن أسلط عليه النصل المنطقي هو أبسط كثيرا من تلك القضايا التاريخيه الكونيه ومن اراد الأعتراض فأنا أدخن الشيشة كل يوم جمعه على مقهى الوطنيه ما بين الساعه 1- 3 ظهرا

السؤال الذي انوي أن أُعمل فيه نصل أوكام البتار هو:
لماذا يصبح شخص ما كاتبا أديبا فخيما شهيرا يشار له بالبنان وتدبج فيه المقالات وتدعوه الفضائيات؟
أظن أنني قادر على إجابة هذا السؤال على الاقل لأنني فشلت فشلا ذريعا في أن أكون ذلك الكائن الكاتب الأديب الشهير الفضائي

موت الكاتب
لنبدا أولا بالبضاعه, الكتابة في حد ذاتها أو لنكون اكثر تحديدا أنا أتحدث عن الكلمة المكتوبه, في العصور القديمة كانت للكلمة المكتوبة قداسة خاصه, كانت تتربع في صدور الصحف او على عروش الكتب, وحتى في الورقة التي تصبح قرطاس الفلافل المزيت كان للكلمات قداسة لم تزل, كان ذلك في العصر الحجري الحديث حتى أتت الأنترنت, وتعربت الأنترنت, ونجح مشروع كمبيوتر لكل طالب وأخاه السري( كمبيوتر لكل جاهل) وأصبحت الوصلة في كل مكان, ثم اضاف البشر لأكتشافاتهم العظمى أكتشاف المدونات, فأنفجروباء الكتابه, وصارت الكلمات المطبوعة تباع بالأردب وأحيانا بالبركه, صارت الكلمات المطبوعة في كل مكان وبكل شكل ومقياس ولون, لم يعد للكلمة المطبوعة اي قداسه, وصار كل من يستطيع وضع اصابعه على الكي بورد قادرعلى انتاج كلمات مطبوعه يمكن عرضها للغير, وأصبح كل من كتب صفحتي وورد على تدوينه - حاجه ببلاش كده- قادر على ألصاق كلمة كاتب بنفسه, قامت قيامة الكتابه وأصبح شعار المرحله (كاتب لكل مواطن) وأنتجت الكتابة الجديدة قوانين جديده فأصبح لدينا الكاتب أحادي العمل, والكتابة النظيفه, والكاتبه المؤدبه المتربيه , وأصبحت 140 صفحه من أصغر قطع ممكن للكتب تعد (روايه) بل واصبح لدينا سرد جديد, وفصيلة جديدة كاملة من الكائنات المطبوعه, مات الكاتب ليحل محله كائن جديد قادم من فيافي التدوين أو قفار الصحافة ليصرخ في برية الأدب الخاوية معلنا أنه سيدها الجديد

إنبعاث الناشر والكتابة ال
Take Away
إذا كانت الكلمات المطبوعة بضاعة فلكل بضاعة تاجر , إن قال الإعلان التلفزيوني الحكومي أن المول مشروع استثماري مهم لأنه عمل به مصطفى وحسنين وعبد البر الذي اشترى لمراته دستة كتاكيت تربيهم, فإن السرد الجديد مشروع استثماري مهم لأنه سيفتح باب رزق لزعيط وعيط ونطاط الحيط, وهم هنا دور النشر وهي على صنفين, قديمة عريقة تغوص جذورها في الزمن كشجرة الزقوم, أو جديدة مستجلبة تتبرعم كشجيرات الهيش والحلفاء, أما الأولى فليست بقضيتي إنما قضية قانون: من أين لك هذا؟ لو كان ما يزال باقيا, أما الثانية فهي الأكثر إثارة للتساؤل: من اين تأتي تلك الدور الناشرة؟ ومن أين تأتي براس مالها؟ بل من أين تأتي بالبضاعة التي تبيعها، هذه هي الحقبة الميريتية يا أعزائي ، فبعد أن قدم عمرو خالد وتلاميذه من دعاة الفضائيات الدين التاك أواي، وبعد أن أبتكرت كفايه والجمعيات الحقوقية السياسة ال تاك أواي، جاء وقت الكتابة التاك أواي، فالبرجوازية الجديدة قد باضت وفرخت جيلا من (الكتاكيت) التي تمتلك تعليما عاليا وثقافة ضحلة تتناسب مع أرواحهم الضحلة ووعيهم المبتسر المشوه، وأصبحت الكتابة والقراءة موضة البرجوازيين الجدد، الذين رضعوا لبان الثقافة الرفيعة في الأعمال الباهرة لنبيل فاروق مبدع سلسلة (رجل المستحيل)، وبدلا من جلسات النميمة الأعتيادية على المقاهي والكافتريات الفاخره، صارت الكتابة هي اللعبة الجديدة والقراءة هي النشاط الأحدث لفقس البرجوازية الجديدة، ولأنه إن وجد المستهلك وجد السوق فقد أتت الحقبة الذهبية لجيل كامل من (ملوثي الأوراق بالكلمات) يضخون للمطابع القطرات التافهة لخيالهم المنعدم وموهبتهم المتلاشيه بكتابات تشبه من يقرأون لهم ، ضحلة ومبتسرة ولا معنى لها ولا قيمة إبداعيه ولا ثقافيه، ولا حتى قدرة لغويه.
أسمحوا لي هنا أن أتذكر قانون أخر من قوانين الطبيعة لاقى نجاحا مذهلا عند تطبيقه إجتماعيا:، ينص ذلك القانون على أن الأنظمة الجزئية تميل لتمثل النظام الكلي الذي تنتمي إليه، ففرع الشجرة يتمثل بنية الشجرة ككل، والصخرة تتمثل بنية الجبل الذي قطعت منه، وعليه فإن هذا النوع من الكتابة ليس بالشاذ ولا بالغريب، بل هو أبن مجتمعه يتمثله ويشابهه، مجتمع يدخل في المراحل الأخيرة من تحلله الإجتماعي والحضاري وقد تهشمت هويته تحت ضغط الحكم الفاسد البوليسي، وهجمات ثقافة الصحراء البدائيه، والحقيقة أنه لا عجب أن يحترف أهل صناعة النشر تقديم مثل تلك البضاعة الرديئة الفاسدة للمستهلكين، فما الذي يجعل صناعة النشر مختلفة عن بقية الأنشطة التجارية بمصر؟، الا يضخ المستوردون في سوقنا أردأ وأسوأ ما أنتجته المصانع الصينيه؟ ألا تنتج مصانعنا أسوأ وأردأ المنتجات الصناعيه؟ ألا تستورد حكومتنا أردأ أنواع القمح في العالم ؟ ألسنا الشعب الذي أطعموه طعام القطط والكلاب بأعتباره (بلوبيف) وأفخاذ طيور البشروش بأعتبارها (أفخاذ ديوك روميه) هي نفس العقليه الراسماليه الفاسده، كما أكلتم طعاما فاسدا أقرأوا أدبا فاسدا وكتابة عفنه
لكن المثلث لا يكتمل إلا بضلعه الأخير
ضلعه الذي يقع لى عاتقه عبء التسويق والتنظير والتغليف
وهو ما أتركه للحلقة القادمه من حديثي عن نصل أوكام


Monday, August 24, 2009

تنوة الكلام


1- كنت أجلس على مقهى (بطاطه) في الظهيرة الصيفية الحارقة كالعاده, أشرب قهوتهم الخفيفة عديمة الطعم, وأدخن شيشتهم كثيرة الجمر نادرة المعسل, كانت الشمس تلهب بسياط غاضبة بلاطات الرصيف التي ركبوها حديثا برداءة واضحة, كان حلقي جافا, وزادته الشيشة الملتهبة جفافا, أثارت المركبات المتزاحمة بشارع محرم بك المختنق سحابات لا تتبدد من الأتربة الساخنه الناضحة برائحة الأسمنت والصرف الصحي, أشرت للقهوجي وطلبت بثقة وإلحاح -لئلا ينسى- هات كبايتين ميه وحياتك يا هيما, أنقلب وجهه وعلته أبتسامة محرجة بديلة لأبتسامته الساخرة اللزجة الإعتياديه, : لا مؤاخذه يا باشا, دي أوامر المحافظه, واشار للافتة معلقة على مدخل المقهى مكتوبة بخط ردىء معوج:
طبقا لتعليمات مديرية التموين والمحافظه تقدم كوباية ميه واحده مع كل طلب, وكل كوبايه زياده مقابل 35 قرشا
أستيقظت وحلقي يؤلمني من الظمأ, وتذكرت أن وزير الري صرح بأن مخزون مصر من المياه يكفيها لخمس أو ست أعوام.

2- رأيتني اقف في صف طويل, ظننته في البداية طابور الفرن البلدي, إلا أن نظافة المكان وهواء المكيف الرطب ورائحة البرفانات أكدت لي أنني حتما لا أقف في طابور الفرن, لكن في مكان لم يمكنني التعرف عليه, بدا لي ككافيتريا من تلك الكافتريات الجديدة التي تقلد الكافتريات الأوروبيه في سخافة وسقم ذوق, ولا تقدم سوى القهوه الموكا والكابتشينو وأنواع أخرى من إهانات البن الزاعقة الاسماء والسخيفة الطعوم, لكن أرفف زجاجية أنيقة مملوءة بالكتب والقطع الفخارية التزينيه جعلتني أشك في أنها أقرب للمكتبه, ربما كافتيريا/مكتبه, أو أي أختراع جديد تفتق عنه ذهن برجوازي مسطح , وجهت أنتباهي لمني يقفون معي في الصف ربما أجد وسطهم إجابه, أمامي وقفت فتاة قصيرة نحيلة ترتدي حجابا زاعق الألوان لابد أنه يحتوي توبا كاملا من القماش , وبادي اصفر
اللون يلتصق بجسدها النحيل ألتصاقا يثير خيالات كريكاتورية حول كيف ترتديه أو تخلعه, كانت تتواثب متحمسة وهي تنظر من خلف كتف الواقفة أمامها والتي كانت ترتدي توبا كاملا من القماش
فوق رأسها هي الأخرى مع بادي وردي اللون, أنحنيت نحوها هامسا: بعد أذنك, هو الطابور ده ليه؟ كان صوتي منخفضا جدا ولدهشتي أن همسي الخفيض أمكنه أختراق طبقات القماش حول أذنيها, ألتفتت غلي بنصف وجه وحدجتني بنظرة سكبت حملوة عربة نقل من الأحتقار على وجهي و عادت للنظر من خلف كتف من تقف أمامها, تلفت حولي,وقد خجلت أن أسألها مرة أخرى, أثرت الصمت وتضييع الوقت الذي بدا بلا نهاية في تأمل ديكور المكان, بعد ما يقرب من الساعة رايت أنه لم يتبق أمامي سوى الفتاتين ذوات الحجاب الهائل, شببت على أطراف أصابعي متفاديا تلتي القماش فوق راسيهما لأرى ما الذي أنتظرت كل هذا الوقت مع كل هؤلاء الناس للوصول إليه, كانت ذات الالبادي الوردي تنحني في شبه خشوع على مكتب صغير جلس خلفه شاب عشريني بلحية نابتة وشعر مهوش وعينين مجهدتين محمرتين, فتحت أمامه ما يبدو ككتاب قليل الصفحات, ودون أن ينظر إليها رفع أصبع السبابة وضغطه في محبرة بجانبه ثم بصم لها على الكتاب الذي أغلقته على الفور وأنسحبت خجلة مع ابتسامة أبتهاج هائله على شفتيها المخضبتين بلون أحمر قان مستفز , ألتفت خلفي لصبي في لا يتجاوز عمره العشرين يلف عنقه بكوفيه فلسطينيه رغم حرارة الجو وسألته : هي أيه الحكايه؟ أحنا بنعمل أيه هنا؟ هو الأخ ده بيعمل أيه؟
شمخ بأنفه متعالما وأجابني بكلمات تقطر إحتقارا: ده حفلة توقيع رواية الاستاذ وهو بيوقع على النسخ:

3- رأيتني في عربة الترام في ظهيرة خانقه, أكافح الزحام البشري الناضح برائحة العرق محاولا الوصول قرب باب النزول فالترام يستعد للإنعطاف يمينا بعد جامع (العمري) إذا أقتربت محطتي, كان أكثر ما يضايقني جسم لزج متماسك ساخن في قبضتي اليمنى, المحشورة خلفي وسط الزحام, وجدت صعوبة كبيرة في سحبها, وحين نجحت أخيرا في وضعها أمامي رايت فيها كفا سمراء رجولية خشنه معلقة في طرف ذراع سميك ومغطا بالعرق لشاب صغير بوجه اسمر طيب وعينان لامعتان وجثة ضخمة لا توحي بصغر سنه, كان ينفخ من شدة الحر والزحام ووجه الاسمر الممتلىء ينضح بالعرق والإحمرار, هتف باستسلام محاولا التفوق على ضوضاء الترام وركابه: ألم نصل لمحطتنا بعد؟
أجبته كأنني أعرف عما يتحدث: المحطه القادمه على طول, بس نوصل للباب
دفعته أمامي مستندا بكفي على كتفيه مستغلا جرمه الضخم في إزاحة التكتل البشري أمام الباب, بما يشبه حالة الولادة أستطعنا النزول, أعدت كفه لكفي كأنني أخاف عليه من الضياع, وأسرعنا بعبور الطريق مررنا بورش تصنيع الأستانليس المواجهة لضريح أبو الدردار, أنعطفت به في أول ممر إلى اليسار, في منتصف الممر وقفت امام باب ورشة مظلمة المدخل, وسط عتمتها أمكنني رؤية اشباح اشخاص يقفون أمام طاولات كبيرة منحنين ويدي كلا منهم مشغولة بشىء ما امامه, هتفت نحو العتمه: يا اسطى, يا اسطى السلامو عليكو
خرج من العتمة رجل في أواخر الأربعينيات, أسمر بصلعة واضحه وعوينات صغيرة مربعه , مد لي يده بالسلام مرحبا واشار لمرافقي دون ان يصافحه: هو ده؟
أبتسمت وهززت راسي مشيرا غليه بفخر: أيوه هو ده, شغال كويس ع الفايس بوك والبلوجات والبركه فيك أنت بقى تعلمه الصنعه ويطلع من تحت أيدك معلم كبير, وهو دماغه كويسه ومؤدب وحتى السجاره مابيشربهاش, مددت إليه كف مرافقي : أستلم يا عم صبيك الجديد, وهممت بالإنصراف, تمسك الفتى بذراعي مرتبكا, فربت على كفه مشجعا: ما تخافش يا ابني, هي دي الورشه الي كنت بتسأل عليها, بكره تطلع منها روائي كبير وكلنا نفتخر بيك, وأنصرفت.

4- وكنت أمر بجوار جامع القائد إبراهيم في طريقي إلى محطة الرمل, أنحشرت وسط الصيوانات محاولا الإفلات من زحام شارع التورماي, أثناء مروري بجانب أحد الصيوانات كان طرف القماش مرفوعا جزئيا عن القسم المخصص للمعزيات من النساء, رميت بنظري داخله بدافع الفضول فراعني أن رايت أمي وزوجتي جالستين وسط المعزيات ومتشحتين بالسواد, أمتلأت الكراسي حولهن بقريبات وجارات ونساء لا أعرفهن وحتى نساء عرفتهن منذ أزمنة بعيدة وأنقطعت صلتي بهن ما أدهشني أن أحدا لم يكن يبكي أو ينتحب ولا حتى أمي وزوجتي, كن فقط يميمصن شفاههن, وقع قلبي في قدمي هلعا فركضت ركضا إلى الناحية الأخرى من الصيوان حيث المعزيين الرجال, كان أبي يقف كعادته ببذة أنيقة وربطة عنق متناسقة الألوان وهو يصافح جماعة من المعزين بأبتسامة خفيفة ونظرة واثقه حيث يمرون بعده لمصافحة أحد أعمامي ومجموعة من أبناء عمومتي لم ارهم منذ سنوات ثم مجموعة أخرى من الرجال الذين لا أعرف أحد منهم, تقدمت متوجسا من أبي مددت يدي نحوه فصافحني محدقا في وجهي بحيادية كأنما لم يرني من قبل قط, تمتمت : البقيه في حياتك, فلم يجبنب سوى بأبتسامة باهتة ومصمصة شفاه , صافحت عمي فلم يجبني سوى بمصمصة الشفاه هو الأخر وهكذا فعل ابناء عمومتي والصف الطويل من الرجال الذين لا أعرفهم والذين نهضوا لتلقي العزاء, الجميع أجابوا تعزيتي بمصمة للشفاه...وفقط
عدت لأول الصف وأنحشرت ضاغطا ما بين أبي وعمي, أنتهزت فرصة تباطوء أحد المعزين في دخول الصيوان وأنحنيت على أبي متسائلا: هو ده عزا مين يا حاج؟
أجابني دون أن ينظر نحوي حيث كان متجها بكليته للمعزي القادم الذي بدى شخصية هامة: عزا ابني ياسر
سالته مندهشا: هو مات؟
أجابني وهو يتقدم نحو المعزي الهام مرحبا: أيوه...الله يرحمه وده عزائه
أندفع الدم فائرا لراسي وغلى الغضب في عروقي
خرجت من صف المعزين وألتفت نحوهم هاتفا بكل غضبي وبأعلى صوت أستطعته:
يا عديمي الرجولة والنخوه أتقبلون فيه العزاء ولم يؤخذ بثاره بعد؟,

Monday, June 15, 2009

البطل....الأضحيه


حين يمرون بك..سيبتسمون في وجهك بإعجاب, وأحيانا ما سيوقفونك في ممر منعزل أو شارع صغير ليشدوا على يديك مشجعين, بعضهم قد يربت على كتفك, سترمقك الفتيات من بعيد ويتهامسن بأسمك معجبات وهن يرمقنك بنظرات الوله والتمني, سيشير إليك الرجال ويهزون رءوسهم مؤمنين أو حاسدين, سيذكرونك في أحاديثهم ويكررون عنك الحكايات في ثرثرات المقاهي, سيردد أناس لم يروك ابدا سيرتك وحكاياتك بعد حدوثها بسنوات, سيصنعون منك قصصا وأساطير , سيجعلون منك...بطلا

لكن تذكر يا عزيزي أن من يبتسمون في وجهك ويشدون على يديك في الحواري المظلمة والممرات المنعزلة سيتجاهلونك في الميادين المضيئة والممرات المزدحمة, وأن الفتيات لن يمنحنك أكثر من نظرات الإعجاب, وأن الذين يربتون على كتفيك سينظرون إلى الناحية الأخرى حين تقف وحيدا شاهرا وحدتك المريرة ومتصديا لأعدائهم, تذكر يا عزيزي أنهم يصفقون لك ثم يأوون إلى بيوتهم الدافئة ليحكوا لأحبائهم في الدفء اللذيذ عن أخر نوادر البطل , بينما تضرب أنت في الشوارع الوحيدة الباردة, قابضا بكفك على حيث قلبك عسى تصد عنه برودة الوحدة.

تذكر يا عزيزي أن العباءات القرمزية التي توضع على أكتاف الأبطال لا تهدف سوى لأخفاء الجراح المميتة النازفة عن أعين المصفقين, وأن الهدف من أكاليل الغار هو إخفاء أصفرار الموت على وجه المقاتل الممزق الصدر, وأن الهتافات الصادحة والأبواق الزاعقة تخفي أول ما تخفي أنات الألم التي تمزق حنجرتك

تذكر يا عزيزي أنه حين تصبح بطلا فأنت وحيد ولا أحد يقف خلفك, وأن من سيصفقون لبطولتك لن يحركوا أصبعا ليساندوك في المعركه, وأن النصر لهم جميعا والجراح لك وحدك

تذكر يا عزيزي أن الصديقين العزيزين الذين أبديا مساء الأمس أعجابا شديدا بهجماتك ضد المزيفين الأسواني والعايدي لم يكتب أحدهما سطرا واحدا يدعم فيه كلامك

تذكر يا عزيزي أن كل أكاليل الغار تذوي وتذبل, وأن كل العباءات القرمزية تبهت وتنحلو وأن كل القصص تنسى وتُمل, وحدها الجراح تبقى حية في جنبيك, وحدها الوحدة لا تفنى



Saturday, June 06, 2009

الصيف....الحقير


أه يا سكندريتي, يأتيك الصيف في ميعاده , وتبدأ الجامعات والمدارس في منح الكائنات المحبوسة خلف اسوارها إفراجا مؤقتا, وكأنه يجب أن تلتقي مصيبتين معا لتنصبا على راسك

ياتي الصيف يا ماريه لتمتلىء شوارعك بالهواء الخانق والرطوبة والكائنات الضالة المتسكعة كذباب الصيف اللجوج, وعما قريب ستضاف للكائنات الضالة المحلية أخرى مستورده ليتنافس الصنفان أيهما اكثر فسادا وإفسادا من الأخر

يأتي الصيف يا التي ترابها زعفران ليمكن لكل أحمق أن يأتي إليك ليطلق العنان لكل سخفه وحيوانيته وهمجيته وبدائيته في شوارعك وعلى شواطئك بدعوى أنه (يصيف), وكأن الصيف خلق لكي يرتد البشر في سلم التطور عائدين لمرتبة السعادين, وكأنه مكتوب عليك أن تلوث شوارعك بهم, وتستحيل شواطئك المسحورة (ترعا) وكورنيشك المجيد لـ... (ع الزراعيه ياما نفسي اقابل حبيبي), ويصبح كل ما بك مستباحا وفاسدا

أه يا حبيبتي, لو أني أملك أن اقيم حولك سورا من نيران التنانين فلا تنتهك تلك الجحافل الجرادية شوارعك المقدسه, لكني لا أملك سوى الصبر كما تفعلين

اليوم مرت سحابة شتوية أخيرة وأمطرت قطيرات مطر أخيرة, إنه الشتاء الرقيق النبيل يذكرنا أنه عائد, وأن الصيف ومصيفيه إبتلاء مؤقت سيزول

أبقى أنا أحلم بالشتاء وبالنوة الأولى التي ستطهر شوارعك وشواطئك وتعيدك إلي لتكوني حبيبتي مرة أخرى

Thursday, June 04, 2009

فـي حضــرة الســيد ....تورجينيف


أظن المرة الأولى التي رايت فيها كتابا لتورجينيف كانت معرضا ما من معارض الكتاب في النصف الثاني بالتسعينيات, لم يكن الأدب الروسي وقتها غريبا علي طبعا, كنت قد مررت- اي كلمة خائبه مررت هذه- أقصد كنت قد استلبت بديستوفسكي, وأنذهلت بجوجول, وثملت بتشيكوف, وعشقت جوركي, وبنيت موقفا تجاه تولستوي, وصولا لروعة جبروت ومجد شولوخوف , وقوة سيرافيموفيتش المركزه العنيفة كأعصار, لسبب ما اشتريت الكتاب, ليس كتابا واحدا بل مجموعة الأعمال الكاملة في خمس مجلدات من إصدار دار (رادوغا), ولسبب ما قررت وضعها جانبا , وعدم الإلتفات إليها, أعتبرتني مشبعا بالأدب الروسي, وأنه يكفيني من الأدب الروسي بالقرن التاسع عشر كلا من الإلهين ديستوفسكي وجوجول, ثم أن الزمن كان زمن الواقعية السحرية, والأطياف الملونة الأتية من أمريكا اللاتينية, كان زمن مركيز- قبل أن يقرر أشباه مثقفي وسط البلد أن مودته أنتهت- إذن من يحتاج للجد تورجينيف الرمادي الأتي من القرن التاسع عشر؟
أعترف مطرقا للارض خجلا أن تلك المجلدات لم تفتح ابدا لسنوات وأنني دائما ما وجدت شيئا أحق بالقراءة منها, وأنني في النهاية أهديتها لشخص ما ونسيت, بمعرض الكتاب الماضي, وجدت نفس المجلدات أمامي بنفس الطبعة, الحقيقة مجرد مجلدين فقط, الرابع والخامس, أشتريتهما ربما لأنها اصبحت نسخة نادرة, وأنها لن تتوفر ابدا مرة أخرى, ولعل وعسى, من يدري ربما اقرأه يوما ما, ولشهور بقى المجلدين راقدين بهدوء وسط كتيبي, حتى أتى اليوم الذي ألتقطت فيه المجلد الرابع عرضا بقصد الإطلاع السريع فقط, وكانت تلك لحظة أن دخلت في حضرة السيد تورجينيف, لحظة أن أنفجرت بوجهي كل تلك القدرة الرائعة على سبك الجمل وصياغة الكلمات والوصف والغوص في أعماق البشر, وتحويل قصص بسيطة وحبكات تبدو حتى ساذجة إلى إثارة رائعة فخمة مبهرة وكثيفة لكن غير متعاليه, كتابة تشبه إحتضان الجدة العجوز التي تأخذك إلى جانبها اسفل شالها الثقيل الدافىء وتحكي لك وهي تمسد كتفك بحنو ورقه.
كم أشعر بالذنب أني اضعت كل تلك السنوات دون التشرف بمعرفة السيد تورجينيف, والجلوس في حضرته, والإغتراف من روعة كتاباته
أه ايها العظيم إيفاتن تورجينيف كم من الروائيين المصريين الكبار بنوا عروشهم الأدبية من الفتات الذي تساقط منك وأنت تشيد صرحك الجبار, وكم يبدون أقرزاما ومضحكين مقارنة بعمق بساطة حكمتك وكثافتها, كم تبدو موهبتم تافهة مقارنة بك كما تبدو الطحالب تافهة مقارنة بشجرة الجميز العفيه

سيدي العزيز اسمح لي ان اضيف قرائي على شىء من كتاباتك

يقول تورجينيف: ( الحياة رغيدة للحمقى بين الجبناء)
بتلك الجملة وحدها فتحت عيني لأرى كيف يسود السخف كل شىء, ولم يسير في معرض الكتاب خيري شلبي متابطا ذراع تافه زائف مثل أحمد العايدي, ولم يتحول كائن مثل مرتكب جريمتي شيكاغو وعمارة يعقوبيان إلى روائي مصر الأول, ولم تمتلىء رفوف المكتبات بإفرازات زواحف أدبية تحت مسميات روايات وقصص واشعار, نعم ياسيدي للحمقى رغد الحياة بين الجبناء, ونحن مملكة الجبناء فنحن فردوس الحمقى الأعظم

يقول تورجينيف: ( في ايام الشكوك, في ايام الفكار المضنية في مصائر وطني , أنت وحدك سندي ودعامتي, أيتها اللغة الروسية, العظيمة, الجبارة, الصدوق, الطليقة, وكيف لي, لولاك, أن لا أسقط في الياس, وأنا أرى كل ما يجري في بلادي؟ ولكن لا يجوز التصديق بأن مثل هذه اللغة لم توهب لشعب عظيم!)

أه يا سيد تورجينيف, يا من وجدت سلوتك وعزيمتك في لغة وطنك, أين أنا منك, أنا أنتمي لأمة بلا لغة, ولوطن لا لسان له, نعم سيدي, وطني لا لغة له, تلك اللغة العربية مهما كانت رائعة وعظيمة وقوية وخصبة, تبقى لغة غريبة, تبقى لغة بعيدة, تبقى لغة اتت من هناك, لم تولد بين شفتي ايا من اسلافي, ولم يغني بها الفلاحون وهم يحولون مجرى النيل, ولم يترنم بها الكهان في نمعابد وطني القديمة, أتعرف يا سيدي , يبدو كأنما الكل تأمر على لغة وطني, أكاد اسمع الأن قارئا مسيحيا مصريا يصدر أهة الفرح هاتفا: صحيح...فلغتنا الحقيقية هي القبطيه, أترى اي سخف أعيشه ياسيدي؟ الكل يتناسى أن المؤامرة الأولى على لغة مصر حيكت بليل في واحد من أديرة الرهبان أو أمام مذبح كنيسة ما, لم يكفي المسيحية أن أحتزت روح مصر واقتلعت جذور شخصيتها ساحقة ألهتها العريقة ومدمرة حضارتها الأكثر مجدا, بل كان يجب أن تكتمل الماساة بتشويه اللغة نفسها, ليستبدلوا الحروف المصرية الاصلية باخرى يونانية غريبة لم تسع لغتنا بكل ثرائها فاضافوا لها سبع حروف من لغتنا الصلية ليخلقوا مسخ اعرج مدجن ومسحوق بقبضة المسيحية الثقيله, الحقيقة انا أود أن يجلو شخصا ما جهلي ويدلنبي على ما أنتجته اللغة المصرية المكتوبة بالحرف القبطي من أدب أو فنون قوليه
ثم أتت القاضية يا سيدي مع اللغة العربية, أكثر لغات العالم غرابة, اللغة التي ولدت في السماء فاتت مكفنة بالقداسة, لغة الملائكة وأهل الجنة, عجيب أن تكون لغة مقدسة وتحتوي كل هذا القدر من الفاظ السباب واللعن, تلك اللغة التي أصابت مصر بالخرس فلم تنطق حرفا بها, ما يقرب من الف وخمسمائة عام عقمت فيها مصر أن تلد أديبا واحدا يستخدم العربية, الف وخمسمائة عام دون اي أنتاج أدبي ذو قيمة بتلك اللغة المقدسة الجميلة والثرية و...الغريبه

ليس لوطني لسان يا سيدي, ولا لغة لنا , لغتنا ليست المصرية, لغتنا العربية
تبقى غريبة
ويبقى وطني غريبا
وابقى لا سند ولا دعامة لي

قل لي يا سيدي
كيف تكون كتاباتك بتلك الحياه, ويكون واقعنا بهذا الموات؟
هل في حكمتك ما يكفي لإيجابي؟

ياسر

Tuesday, May 05, 2009

ســين.....ســين...إسلاميين..ليبراليين....






من المثير بهذا العالم أن تعيش سنوات طويلة بأعتقاد ما, راسخ ومؤكد, ونادرا ما تشكك فيه أو تحاكمه عقليا, وفجأة تدهشك الحياه بما يهز هذا الأعتقاد, بل وبما قد يقلبه راسا على عقب ليتركك العالم مندهشا كطفل غير , أضدقكم القول قرائي الأعزاء أنني لسنوات طويلة كنت أظن بالمنتمين لتيار الإسلام السياسي ثقل الدم وغلاظة الروح وأنعدام أحساسهم بالفكاهة والدعابه, ناهيك عن اللمحات الذكية المدهشه, إلا أن العالم فاجئني مؤخرا بما هز هذا الأعتقاد من جذوره وذلك حين دهشت برؤية هذا المشهد

وهاكم صورة مقربه


نعم أعزائي وعزيزاتي القراء والقارئات, ما ترونه حقيقة واقعية, ليست وهما ولا مشهدا سينمائيا, ولا صورة مزورة بالفوتوشوب, تلك اللافته تزين شارع (محرم بك) بحي محرم بك العتيد بالإسكندريه التي ترابها زعفران, وبهذا الكشف العظيم يثبت أبناء وبنات الإسلام السياسي أنهم ليسوا فقط ظرفاء وأبناء نكته, بل أنهم دماغهم عاليه جدا , وأحب أن اسجل باسم الإسلام السياسي أختراع القفشه السياسيه الحيه بترشيحهم للسيده سين سين, التي هي وكما يبدو من صورتها التي تنير شوارع محرم بك إمرأة ملتزمة بالنقاب الشرعي, والحقيقة أنني أكتب هذه التدوينة لأدعو أبناء حي محرم بك العريق لأنتخاب السيدة سين سين, هي تعد نموذجا للمرشح البرلماني في عصر مابعد الحداثة, فهي أولا ستكون أول عضو برلمان أفتراضي في التاريخ وفي العالم كله كسبق ريادي تؤكد به مصر مبارك ريادتها, فسين سين محجوبة الوجه , مجهولة الملامح وعليه يمكن أن تكون هذه الصوره لها أو لأي شخص أخر مرتديا النقاب (صبي المصوراتي مثلا) وهي طبعا ستذهب إلى مجلس الشعب مرتدية لنقابها الذي هو حصنها الحصين, وعليه فلن توجد أي وسيلة لتأكيد شخصيتها فيمكن أن يرتدي أي شخص النقاب ويحضر جلسات المجلس الموقر بأعتباره النائبة سين سين, وبما أن السيدة المذكورة مسلمة شديدة الإلتزام فهي تؤمن أن صوت المرأة عوره, وعليه فهي لا تلقي اي خطب أنتخابيه, ونضمن لكم أنها لن تنطق حرفا في المجلس (كأغلب أعضائه) كما أنها لا تخرج من المنزل دون محرم وعليه فهي لن تحضر جلسات المجلس سوى بمحرمها, وعليه أعتقد أنه سيتم تعديل اللائحه الداخليه للمجلس ليسمح بحضور محرم مع كل عضو, وربما أبتسم لنا الزمان لنصل لتعديل قانون الأنتخابات ليتم أنتخاب العضو ومحرم العضو, ليكون النداء الرسمي بالمجلس هو: السادة الأعضاء والسادة المحارم.

أضافة برلمانية ديموقراطية أخرى قد تضيفها السيدة سين سين وهي أنصياعها كمسلمة ملتزمة لأمر (وقرن ي بيوتكن) وعليه فستقاطع جلسات المجلس الموقر وتجلس في بيتها, إلا أنها بأعتبارها نائب رمزي مجهول الوجه والملامح فمن الممكن أن ترسل بديلا عنها لحضور الجلسات مرتديا النقاب الأسود _ يعني هو حد عارف هي شكلها ايه- وعليه ستصبح العضوية البرلمانية مثلثه: العضو ومحرم العضو وشخيص العضو...أرأيتم روعة تلك التجربة الديموقراطية.

درس أخر يقدمه لنا ترشيح السيده سين سين لمجلس الشعب هو أثبات نظرية الصديقة العزيزة الأستاذة عزه مغازي حول ولادة تيار الأسلاميين الليبراليين فكما هو مبين في الشكل التالي


فإننا نرى أن السيدة سين سين مرشحة العمال عن حزب الغد - رمز الفنار, صحيح هي مرشحة جناح موسى مصطفى موسى (مين ده؟!!) وليس جناح مانديلا مصر العتيد (أيمن نور) إلا أنها تبقى مرشحة لحزب الغد, حزب الليبراليه العظيم, وهي إسلامية سلفيه, وعليه فهي نموذج لولادة التيار الإسلامي السلفي الليبرالي....شفتوا العظمه, شفتوا الديموقراطيه, وهي تؤكد أنتمائها الفكري بوضوح في ملصقها الدعائي فهي الأمل في التغير وليس التغيير كما يفعل العلمانيين الليبراليين والعياذ بالله, فهو تغير وليس تغيير, هو فعل من افعال القدر وليس من افعال البشر

وأنا من هذا المنبر أدعو كافة أهالي محرم بك وأبيس لأنتخاب السيدة سين سين من أجل تيار أسلامي وهابي سلفي ليبرالي تقدمي

وسمعني أحلى سلام العتبه جزاز والسلم نيلو في نيلو

ياسر

Wednesday, April 08, 2009

وداعا...إبداع؟؟؟؟؟؟






يا للسـماء...هذا الصباح العجيب

مرة أخرى- ولعلها أخيرة - يثبت القضاء المصري الشامخ, أنه الأشمخ ما بين كل قضاءات العالم, ويؤكد على أنه حصن الحرية الحصين بمصر وسورها المنيع, وأنه نبراس الأحرار والمدافع عنهم, وأنه ساحة العدالة الغراء, لله در قضاة مصر العظماء الذين ينتقلون من شموخ لشموخ ثم لشموخ أشمخ من الشموخ الأول, تالله أن ريشات (ماعت) لترتعش بهجة وغبطة من شموخ وروعة الحكم الذي هو عنوان الحقيقة والذي زفته إلينا الصحف والمواقع الأنترنتية في هذا الصباح الذي كان على موعده مع التاريخ, وعلى ذكر التاريخ ليتوقف التاريخ هاهنا وليسجل هذا اليوم الناصع في الحضارة البشرية يوم 7 أبريل حين وقف قضاء مصر العظيم خالص وقفة شامخة من وقفاته الشموخية, بانيا صرحا جديدا مهيبا من صروح الحرية حيث أعلن القضاء الإداري المصري إلغاء ترخيص إصدار مجلة (إبداع ) الأدبية, الحقيقة عزيزتي القارئة وعزيزي القارىء أن أصابعي لا تكاد تثبت على لوحة المفاتيح مرتعدة من شموخ الحكم وهيبته , وفرحا نزقا بروعة القضاء المصري لذلك أحيل من يريد قراءة كامل الحكم التاريخي لهذا الرابط, وهذا الرابط, ولا تنسوا أن تثلجوا قلوبكم وتجلوا أعينكم بأسماء القضاة الأجلاء الذين سطروا هذه الحروف النورانية للعدالة والحرية, ولا تنسوا أن تشرحوا قلوبكم بالعبارات المضمخة بطيب الحرية التي سطرها المعلقون على الخبر
أما أنا فلي الحداد, من أكثر ما أعلم عنه من تجارب هذه الحياة فقد الأصدقاء بالموت, ذلك الفراغ الذي لا يمتلىء أبدا الذي يتركه الصديق الراحل في الروح, وتلك المرارة التي لا تزول أبدا, والحنين الحلو حين تتذكر صديقا رحل وتتم عباراتك عنه بدعاء الرحمة له, وينشب الأشتياق إليه في قلبك مخالبه حين تتخايله في الزحام ثم تتذكر أنه ميت وأنك لابد واهم, عرفت إبداع حين كانت تصدر في قطعها الكبير كنت طالبا في الثانوية حين أكتشفتها للمرة الأولى, وفيها تعرفت على أدباء كثر على رأسهم حجاج أدول ومحمد مستجاب - رحمه الله- وأصبح كلا منهما صديقا عزيزا أفخر بصداقته وتعرفت على عبد المنعم مطاوع وحامد ندا للمرة الأولى عبر ملحقها التشكيلي الذي كان ينشر صورا ملونة رديئة الطباعة للأعمال التشكيلية, لم أخلف معها ميعادي أبدا في كل شهر, كانت أهم ما أنتقي من مطبوعات, لم تكن أنتقائية فقد كانت تنشر للجميع بغض النظر عن المستوى أو الشهرة,كانت اشبه بالقهوة الشعبية يجلس عليها الجميع, وحين حلت على مصر روح التنوير وتولى عبد المعطي حجازي رئاسة تحريرها خاسفا حجمها ومحيلا إياها لصالون للصفوة (شلته يعني) تضايقت بعض الشىء, لكننا بقينا أصدقاء, وبقيت صداقتنا ممتدة تعتريها أحيانا ما يعنتري الصداقات الطويلة من حرارة وفتور, صحيح أنني القيت عدد المجلة الذي نشر قصيدة (أية جينم) لحسن طلب من نافذة الميكروباص الذي كان يقاللني للكلية غضبا من سخافة القصيدة المحتفى بها, إلا أنني عدت وأشتريت نسخة أخرى مصالحا ومسترضيا,وبقينا أصدقاء نلتقي كل شهر ويكون ما ينشر فيها أول ما نناقش أنا والأصدقاء من الأدباء أو المهتمين بالأدب, صحيح أن العلاقة بيننا قد شابها الكثير من الفتور الذي وصل للتجمد حيث أنقطعت عن شراء أعدادها في السنوات القليلة الأخيرة - بسبب سوء التوزيع أولا- إلا أنها بقيت كصديق قديم تقطعت بكم السبل إلا أنك تبقى ذاكرا له مطمئنا عليه من حين لأخر
وأخيرا ماتت إبداع, ماتت صديقتي, وعلي أن أعرف مرة أخرى طعم فقد صديق عزيز , أما أنتي يا صديقتي العزيزة فارقدي بسلام على رجاء زمن أخر لا يكون مشبعا بكل هذا الشموخ, زمن أخر تعودين فيه للحياة يوم تبعث الحرية مرة أخرى وتسير بقدميها الوضيئتين على ضفاف النيل, أرقدي بسلام يا أبداع فلن يطويك النسيان أبدا

لا اراكم الله مكروها في عزيز لديكم
ياسر

Sunday, April 05, 2009

هؤلاء...



في تدوينته الأخيرة وصف الصديق العزيز أبوفارس تدويناتي بأنها غاضبه والحقيقة أنني أعتقد أن الغضب هو العاطفة الوحيدة التي قد
يسمح بها لنفسه أي شخص مبتلى بضمير حي

1- مطاط وقداسه:
الحق أقول لكم أنني صرحت أكثر من مرة أنني معجب - وبعمق-
بالكاثوليكيه أو بالتحديد (الكنيسة الرومانية الكاثوليكية), وأسباب أعجابي بها متعددة ومتنوعه, فهي كنيسة روما بكل ما تحمله الكلمة من معاني, فهي كنيسة الأمبراطورية التوسعية العسكرية , الكنيسة التي تحمل بيد سيفا وبالأخرى كيسا من الذهب, الكنيسة التي أعطت لوصية (لا تقتل ) معنا فريدا فأحرقت المئات لكي تطهرهم من التجديف والخطيئة ووضعت بمحاكم التفتيش ومفتشيها في العصور الوسطى القواعد الأساسية التي ستتبعها كل أجهزة القمع البوليسية في التاريخ , وقام أتباعها الأكثر تقوى بجزر وذبح شعوبا كاملة وأبادوا حضارات عن بكرة ابيها لهدايتهم للطريق القويم, وهي مؤسسة مدهشة فعلا استطاعت أن تحتفظ بكل تراث العصور المظلمة الأوروبية وتنجو به عبر كل محاولات تدميرها, وعبر حروب الإصلاح الديني وثورة عصر النهضة, وكل التطور الفكري والفلسفي البشري, كل ذلك لم يمسها في شىء, بل بقيت حية عابرة للعصور كحفرية حضارية بكل ركام العصور المظلمة , بقيت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية مزهوة بكل دماء المفكرين والأحرار الذين قتلتهم وبكل صرخات الألاف اللذين لاقوا حتفهم تحت التعذيب المقدس, بقيت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية الموشاة بالذهب من أخمص قدميها لقمة تاج باباواتها أمينة على تعاليم المسيح الذي أعتقد أنه لم يمتلك في حياته أكثر من ثوب ورداء خشنين, ومن أهم مظاهر عبقرية الكنيسة الرومانية قدرتها الفذة على ممارسة أحط الألعاب السياسية وأدنأ المؤامرات مع أحتفاظها بأحساسها العميق بالقداسة وممارسة تلك البشاعات تحت تأثير تقوى طاغيه, وهي المؤسسة التي طورت مفهوم (الديماجوجية) وحولته لفن وعلم قائم بذاته, كما أنها وضعت القواعد الإحترافية لصناعة وتحريك الغوغاء وهي الجموع البشرية المهتاجة عاطفيا بتأثير وعي زائف, وأستخدمتهم لقمع وتدمير القوى المعادية لها, بل قمع وتدمير القوى المستنيرة والتحررية عبر التاريخ, وحتى في القرن الأخير ظلت تلك المؤسسة الحفرية تلعب دورها النشط في مكافحة التحرر والحرية إجمالا فكان البابا الأخير يوحنا بولس الثاني خير حليف للمخابرات الأمريكية في صراعها مع اليساريين عبر العالم, لكنني لم أهتم حقيقة كثيرا بالباباوات حتى تم تنصيب البابا بندكيت السادس عشر, فالرجل جوهرة نادرة, هو خوميني كاثوليكي, روح من العصور الوسطى بعثت في القرن الحادي والعشرون, فمنذ بداية توليه شن هجوما لفظيا عنيفا على كل من الإسلام والكنائس المسيحية الأخرى متخليا عن التسامح الناعم لسابقه وكاشفا الوجه الحقيقي لكنيسة روما المحاربه, على الأقل كان الرجل واضحا حاسما مكشوف الوجه, لكن قداسته نسى أن العالم قد فصل ما بين العلم والميتافيزيقا منذ قرون طويله- يحاول مشايخنا بارك الله فيهم تصحيح هذا الخطأ التاريخي بجهود لا تكل- لذلك أتحفنا قداسته قبل ايام بتصريحه المقدس بأن
العوازل الطبية تزيد من أنتشار مرض الأيدز

ضاربا عرض الحائط بكل الأدلة العلمية الطبية, وشاطبا سنوات طويلة من الجهد والمال للترويج للعوازل الطبية كحائط صد أخير ضد الأيدز الذي يكتسح أفقر مناطق العالم كوباء, قداسته أعتبر أن عقيدته الكاثوليكية الرومانية أهم من أتباعها وبما أن تلك العقيدة تعتبر موانع الحمل من أعمال الشياطين, فلا بأس من أن ينتشر الأيدز بين ملايين البسطاء الذين سينسون طبعا مقولات العفاف والنقاء ويتذكرون فقط أن العازل الطبي لا فائدة له

الحقيقة يجب أن نتسائل كيف يمكن لشخص يمتلك كل هذا النفوذ أن يفتقر للأحساس بالمسئولية لهذا الحد؟

2- ورق ونار وتطهير ديني


أعلموا رحمكم الله وعافاكم أن بمصر المحروسة سبوبة هي أصدار الصحف وأن فيها من يمتهنون حرفة تسمى (الصحافة) والغرض منها الذي يدل عليه أسمها هو ملء الصفحات التي تكون تلك الصحف, ملئها بماذا؟ مش مهم المهم أنها تتملى, ومن عجائب الدهر وغرائبه أن لأبناء تلك الحرفة الميمونة جمعية تسمى (نقابة الصحفيين) أو الصحفجيه , ولتلك الجمعية مجلسس للإداره ومن بين أعضاء ذلك المجلس صحفجي يدعى (جمال عبد الرحيم) يبيدو أنه يخلط ما بين (صحفجي) و(بلطجي) فهو صاحب صولات وجولات وفتوحات وغزوات أخرها تصديه بفتونة منقطعة النظير لمؤتمر حرية الأديان الذي كان مقررا عقده بمقر النقابة - بتاعة الصحفجية- في 11 أبريل من العام الماضي وقام تقريبا بالأعتداء على نقيب الصحفجية (مكرم محمد أحمد) - أيوه الراجل الكباره بتاع الحكومه أبو شعر أبيض-, وفي أبريل من عامنا هذا كان لجمال عبد الرحيم وقفة جديدة حيث تلبسته روح مفتشي محاكم التفتيش الرومانيه فقام يرغي ويزبد في برنامج تلفزيوني متهما البهائيين بالردة ومحرضا على قتلهم, وكانت تلك هي كلمة السر التي قام على أثرها عدد من الحثالة والمجرمين بمهاجمة منازل البهائيين في واحدة من قلاع الفقر والتخلف بمصر والشرق الأوسط (محافظة سوهاج) وعليه أضطر هؤلاء النفر من البهائيين للهجرة من القرية التي أضطهدهم أهلها لأرض الله الواسعه, وقامت الحكومه - أي والله فيه حكومه في مصر وفي أسيوط كمان- بتشميع بيوتهم؟
مبارك لأرض مصر ولشعب مصر أن أعاد مسلموها أحياء سنة أسلافهم المسيحيين وأضطهدوا المخالفين في الديانة وأحرقوا بيوتهم وحرضوا على قتلهم, وكما ذبح المسيحيين المصريين أخوانهم الوثنيين تقوة وورعا قبل 16 قرنا, هكذا يفعل المسلمون من قبط مصر ويحرقون البهائيين, مباركة هي أرض مصر ومباركة تقواها وورعها, ومبارك البلطجي الصحفجي المحرض على القتل - هي دي مش جريمخه يعاقب عليها القانون؟- ومباركة هي الحكومة التي أرسلت بلطجيتها وأزلامها لتأديب البهائيين عقابا لهم على الحكم الخائب الأعرج الذي حكم به لهم ببطاقات خالية من غير سوء من الديانة, ومبارك من مدح الفعلة ومبارك الذي علق قائلا أن مصر للمسلمين والاقباط فقط لأنه من الليبراليين الإسلاميين فلم يقل أنها للمسلمين فقط

ممكن سؤال؟
غالبا لا يتوقف المسيحيين المصريين عن الضجيج بخصوص الأضطهاد الديني الذي يلاقونه من المسلمين في مصر, ولا يتوقفون عن المطالبة بحرية التدين التحول الديني, فلماذا لم يسمع لهم أي أحد اي صوت بخصوص اضطهاد البهائيين؟
أختر أجابة:
أ - المسيحيون المصريون لا يقرأون الجرائد ولا يشاهدون التلفزيون ولا يعرفون شيئا عن الموضوع
ب - المسيحيون المصريون موافقون على أضطهاد البهائيين
ج - هم يقصدون بحرية الديانة حرية ديانتهم هم فقط وليس أي ديانة أخرى
د - هم بأغلبهم موالسون مع الحكومة ولا يخالفونها في أي شىء بما فيه الأضطهاد الديني لغير المسيحيين

3-المزيد من التطهير الديني

ومرة أخرى مع الباباوات وهذه المرة مع البابا المحلي
البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية - يا نهار أسود ده أنا حأدخل نفسي في مصيبه- صرح قداسته قبل ايام التصريح التالي (توجد خطايا عارضة وخطايا خطيرة، فمثل من يعمل فى صناعة التماثيل والأصنام، وما شابهها من أعمال، لا تقبل عطاياه، مثلها مثل الربا، والمرأة الزانية التى تعيش فى الزنا لا تقبل عطاياها), مساويا ما بين النحاتين وما بين الزناة والمرابين, أي أن مختار والسجيني ومايكل أنجلو وهنري مور يتساوون مع الزناة والمرابين, وعليه فإن أقسام النحت في كليات الفنون الجميلة تروج للخطيئة وتخرج أشباه المرابين والزانيات, وعلليه فإن مثلي كمثل الزاني والمرابي لأني أمارس النحت أحيانا

هاهنا يا أخواني نرى نموذجا رائعا للتأخي ما بين الأديان والتواصل ما بينها, ولعل العاملين على التقريب بين الديانات ينتبهون لهذا القدر من التقارب ما بين فتوى البابا وفتوى هؤلاء
سؤال خارج المنهج: هل معنى هذا أن الطلبه الأرثوذكس لن يدخلوا قسم النحت بكلية الفنون الجميله؟ وتبقى أقسام للمسلمين فقط؟ ونحط عليها شعار اسلاميه اسلاميه ونسلم شعبة النحت في نقابة التشكيليين للأخوان المسلمين؟


4- المقص والبلاط منذ وعيت على الدنيا وأنا أرى كورنيش الإسكندرية بمنطقة محطة الرمل مفروشا بقطع من بلاط حجري مميزة الشكل في تكوين أصيل يوحي بالعراقة والقدم, ولسبب ما قام السيد اللواء محافظ الإسكندرية -حماه الله- بإزالة هذا البلاط الحجري النادر مستبدلا اياه ببلاط أسمنتي حقير وسخيف, طبعا المحافظ حر في محافظته يفعل بها ما يريد, لكن السؤال : هو البلاط ده راح فين؟ هو صحيح كما يقول بعض المغرضين أنه تم تصديره لأوروبا؟ طيب لو تم تصديره فعلا راحت فين الفلوس؟

بس...خلاص

log In NAME & PASS WORD -5

بمناسبة أن غدا ميعاد ثورة الفيسبوكيين العظيمة تنتشر بالشارع المصري إشاعات بأن كل شخص يجب أن يدخل ال لوجين نايم والباس ورد قبل الأنخراط في المظاهره,
وهو ممكن الساده الثوريين الفايس بوكيين العظام يقولوا لي ما هو الهدف من مما سيفعلونه غدا؟
يعني أيه أهداف التحرك ده وأغراضه وتخطيطه والكلام الكبير المعقد بتاع الكلاكيع ده, على فكره لو الموضوع باظ مش حينفع تعمل REPLAY THE GAME
يالا كل مولد 6 أبريل وأنتم طيبين وكومبيوتراتكم خاليه من الفيروسات
سؤال خارج المنهج:
هي حركة الأشتراكيين الثوريين حتشترك بمين؟ بأعضائها المباحث ألي سلموا زمايلهم ولا بالأعضاء المتسلمين؟
مجرد سؤال برىء

يالا
صباح الخير

ياسر


Friday, March 20, 2009

البحث عن رئيس





إعــلان

جمهوريــة مصــر العربيــة



جمهورية مصر العربية (مصر) دولة مساحتها حوالي مليون كيلومتر مربع تقع في الركن الشمالي الشرقي لقارة إفريقيا, يقطنها شعب ذو تاريخ عريق, نشطت منذ تأسيسها لبناء الحضارة والمساهمة الفعالة المميزة في التاريخ البشري, وتم مؤخرا إعادة هيكلتها لتلعب دور الوسيط الإقليمي للولايات المتحدة, ومن ثم أعيدت هيكلتها لتصبح عديمة الدور أو القيمة أو الثقل.
تعلن جمهورية مصر العربية أنه بمناسبة قرب خلو منصب (رئيس الجمهوريه) في الدوله-لأسباب طبيعيه- ورغبة في تفادي أي فراغ دستوري تعلن الدولة عن فتح باب تلقي طلبات شغل الوظيفة المذكورة والمنصوص على مسئولياتها ومهامها في المواد من 73 إلى 85 من الدستور المصري وذلك لمن تنطبق عليه الشروط التاليه:

1- أن يكون مصري الجنسية من أبوين مصريين
2- متمتعا بحقوقه المدنية والسياسية
3- ألا تقل سنه عن 40 سنة ميلادية
4- أدي الخدمة العسكرية أو معاف منها
5- حسن السمعة والسلوك
6- خالي من الأمراض المعدية والمتوطنة

7- مستعد للإقامه أغلب العام في شرم الشيخ


وعلى الراغب في التقدم لشغل الوظيفة تقديم محفظة أوراق تحوي الوثائق التاليه:

1- شهادة ميلاده الأصلية وشهادة ميلاد أبويه
2- صورة بطاقة الرقم القومي

3- صورة من المؤهل الدراسي أو شهادة أجتياز أختبار إجادة القراءة والكتابه

4- صورة من شهادة تأدية الخدمة العسكرية أو إعفاء منها

5- فيش وتشبيه حديث

6-وصل كهرباء أو مياه

7-عدد 6 صور حديثه
8- أصل شهادات التطعيم ضد الحصبه والثلاثي
مميزات المنصب:

1- سلطات مطلقة لم يحلم بها الملك لويس 14 2
2- مواد دستور مفصلة خصيصا لتجميع كل السلطات في شخصه

3- طبقة سياسية مهترئة وعاجزة ومسالمة لأقصى حد

4- الراتب: سر قومي
المخصصات المالية: سر قومي
توفر الدولة:
1-عدد سري من المقار فائقة الفخامة, وعدد سري من وسائل النقل والترفيه

2- عدد 1 حزب سياسي فاسد تمليك, وعدد غير محدد من الأحزاب العفنه أيجار مفروش

يتم تقديم الطلبات في خلال 30 يوما من نشر الإعلان, وسيتم إبلاغ المقبولين مبدئيا بميعاد ومكان الأختبارات المؤهله في خلال 60 يوما من تاريخه
والله من وراء القصد.

قرائي الأعزاء رغم أني لا أميل للحملات الأنترنتيه, ولا أثق عادة فيها ألا إنني للمرة الأولى أدعوكم لحملة إكتتاب شعبي لجمع تكلفة نشر الإعلان السابق في الجرائد الرئيسية على صفحة كاملة, وأحسبها صح تعيش صح, وتعاطفك لوحده مش كفايه.. إتبرع ولو بجنيه لأن الجنيه غلب الكارنيه كما أفتى عميد السينما العربيه محمد سعد,وأنا إذ أتبنى هذه الدعوة المباركة لا أفعل ذلك إلا من باب التعاطف والشفقة الإنسانيين, التعاطف مع الطبقة السياسية المصرية وتابعتها الصحفية والشفقة على مثل هؤلاء الرجال المحترمين أن يستمروا في لعبة الكلب الحيران ما بين شخص وأخر وقد جفت حلوقهم وتدلت ألسنتهم وتفككت مفاصلهم في بحثهم الدءوب عن من يحل عليه الروح القدس ويأتيه تابوت العهد ليكون رئيسا للشعب فيمسحونه بالزيت المقدس ويجعلونه رئيسا على كل شعب مصر

الحق أقول لكم أنني أقف قلبا وقالبا ضد كل الدعوات المشبوهة لكفايه والتغيير والتبديل وأيا مما قد يمس مكانة الرجل الكبير ودوام تسلطه وحكمه, وهو ما لم أتوقف عن إعلانه منذ سنوات شفهيا وتحريريا, وهو ما عرضت في عجالة أسبابه بالتدوينة السابقه
أولا لنلقي نظرة تشخيصية نوعا ما على نظام الحكم القائم في مصر المحروسة حاليا وهو ما يصنف بأعتباره (نظام أستبدادي فردي) وهو النظام الذي قام مثله - بشكل أو بأخر- في أغلب دول الشرق الأوسط , وهو يتشابه لحد كبير مع النظام الإقطاعي القديم حيث سيد وحيد (ملك)يجمع بين يديه كل السلطات ويسيطر على كافة مصادر الثروة ويعد وحده مصدر الشرعيه والسلطه, ويقوم هذا (السيد الكبير) بتقسيم مملكته إلى إقطاعيات يمنح كل منها لسيد أقل شأنا- عادة ما يكون واحد من فرسانه او نبلائه- والسيد الإقطاعي مطلق اليد بشكل كامل في إدارة إقطاعيته بما عليها من بشر وممتلكات شريطة أن يلتزم بالولاء للملك ويؤدي الضريبة التي يفرضها عليه الملك, وأخذ النظام الإقطاعي تاريخيا طبيعة أكثر تعقيدا حيث ينشىء السيد الإقطاعي نظاما جزئيا بإقطاعيته شبيها بالنظام الكلي للملكه, فيقسم الإقطاعيه إلى مساحات أصغر يمنحها لسادة إقطاعيين أقل مرتبة يدينون له بالولاء ويؤدون له الضريبة, وهكذا.

هذا بعجالة هو النظام الإقطاعي تاريخيا وبشكله الكلاسيكي, ونحن نعيش في مصر نظاما شبيها لحد كبير بذلك النظام حيث السيد الرئيس يمتلك سلطات شبه مطلقة طبقا للدستور وسلطات مطلقة تماما طبقا للواقع وهو يقسم المملكة أو الجمهورية الإستبدادية إلى إحتكارات يمنح كلا منها لواحد من السادة الإقطاعيين المعاصرين (يحملون لقب رجل أعمال ) فهو يمنح أحتكار الحديد لأحمد عز, ويخص حسين سالم بأحتكار الغاز, ويرجح أن لواء العقارات كان معقودا لهشام طلعت مصطفى قبل سقوطه, ويهيمن على إحتكار النقل البحري ممدوح إسماعيل, وذلك على سبيل المثال فقط, كما يمنح (الرئيس الإقطاعي) رجاله إقطاعيات على الطراز القديم على شكل مساحات هائلة من الأراضي بأثمان شبه رمزيه, ويقوم هؤلاء (السادة الإقطاعيين) بإعادة تقسيم إحتكاراتهم أو إقطاعياتهم لمنحها لإقكطاعيين أصغر حجما بحيث اصبح لكل نشاط أقتصادي في مصر محتكروه قوميا وإقليميا, ويقوم الرئيس الإقطاعي بحماية رجاله ومنحهم درعا ضد اي مسالة قانونية كما يؤكد على تأولوية مصالحهم الإقتصادية - راجع الإطاحة بوزير الري لتعويقه طموحات مالك (الريف الأوروبي)- لكن هذا التحالف ما بين الفساد السياسي ورجال العصابات الملقبين (رجال أعمال) ليس ابديا ولا دائما, فكما في النظام الإقطاعي القديم حيث تصارع الإقطاعيون فيما بينهم مع إبقاء الملك الإقطاعي على صراعاتهم مكتومة ومسيطر عليها لئلا تنفجر مدمرة النظام كله, فإن الطبقة الحاكمة في مصر والمكونة من كبار السياسيين الفاسيدين والراسماليين الطفبيليين الكومبرادوريين تبدو من بعيد متحدة ومتفقة, لكنه إتفاق قطيع الذئاب, فصراعاتهم الداخلية عنيفة, قاسية ولا تعرف الرحمة, وهي تبقى محكومة ومكبوتة تحت سيطرة السلطات المطلقة للرجل الكبير, لكن - وهذه اللكن هي ما يجعلني أرفض اي مطالبة بتغيير الرئيس- فمع تقدم مبارك في السن أصبح من الصعب عليه بشكل مضطرد السيطرة على صراعات رجاله وصداماتهم خصوصا مع ظهور وصعود نجم (المحاسب) جمال مبارك ومحاولته أحتلال موضع ولي العهد مدفوعا بطموح مجموعة جديدة من رجال الأعمال المتأمركين, وبداية ما وصف بصراع الحرس القديم والحرس الجديد والذي كان من نتائجه الإطاحة بكبار من عيار يوسف والي ووضع بلدوزر الحكومه (كمال الشاذلي) على الرف، وتقليص سلطات صفوت الشريف, وحتى داخل ما يسمى الحرس الجديد وصلت الصراعات بينهم لكسر عظام هشام طلعت مصطفى على يد أحمد عز والأن يتنمر رشيد محمد رشيد لنتف أجنحة أحمد عز
, هذه المجموعة الجديدة من الإقطاعيين تمتاز بميزتين مهمتين, الأولى هي إفتقادها لأحترام الرجل الكبير لأنها تراه وهو في أضعف حالاته وقد هدته الشيخوخة والصراعات الدائرة حوله مع تواضع قدراته وميله للحلول الوقتية الجزئية ولذلك فهي أكثر ضراوة في التصارع فيما بينها وأكثر إستعدادا لأسقاط بعضها البعض دون التفكير في تاأثير ذلك على المنظومة الكليه للحكم الذي يواجه أزمة عنيفة في الصراع ما بين أجنحتعه الأساسية وما تكرار إعتداء الشرطة على رجال القضاء إلا دلالة على أستعداد النظام لإستخدام ذراع ضد أخر وجناح لقمع تمرد جناح أخر وهو في رأيي تطور مهم وذو دلالات, مما بدفعني للأعتقاد أن هذه الصراعات بين أجنحة النظام ورجاله لن تلبث طويلا حتى تصل إلى الأركان الأساسية وهي الأجهزة الأمنية بفروعها وأنواعها المتعددة, والمرشحة لخوض صراعاتها الداخلية كصدى للصراعات بين رجال الرئيس وأبنه, وخوض صراعاتها كأجهزة ضد بعضها البعض عند أشتداد حالة الإستقطاب لتجهيز الساحة للخلافه, المميز الثاني للمجموعة الجديدة من رجال النهب هي عدم فهمهم ولا أحترامهم لحالة الهدنة القائمة ما بين النظام من جهة والشعب من جهة أخرى والقائمة على الحفاظ على حد أدنى من المكتسبات الإجتماعية دون مساس (= الدعم, قانون الإيجارات القديم...إلخ) وهم في فورة سعارهم لنهب الدولة يهددون تلك المكتسبات ويخلون بالهدنة مما يدفع بالمزيد من القوى الشعبية لمعاداة النظام والأستعداد للثورة عليه.
إذا بقاء حسني مبارك على رأس النظام لأطول فترة ممكنة بكل ضعفه وأفتقاره للقدرة على السيطرة على أركان (دولته/عصابته) سيؤدي حتما لتفجير الصراعات أكثر وتصاعدها بين أركان نظامه كما سيؤدي لمزيد من الإحتقان الشعبي وتثوير الشارع وهو ما يتوقع أن يطيح بالنظام كله.
لكن الحتمية البيولوجيه أقوى من أي شىء أخر, والرئيس العجوز قد يمتد به العمر وتتدهور حالته أكثر ليتحول إلى حاكم من غرفة الإنعاش أو أن يلاقي وجه ربه قريبا فيخلو مكانه وحينها من سيأتي مكانه؟
أعتقد جازما أن هذا السؤال مطروح بقوة وحدة في العديد من الدوائر تبدأ من مكتب ما في إدارة مستشار الرئيس أوباما لأمن القومي وتنتهي في قعده على قهوة أنح مرورا بالهمسات في القصر الرئاسي نفسه, بينما تغني الطبقة السياسية المصرية أغنية (الرفاق حائرون ...يتساءلون) أثناء لعبهم (الكلب الحيران) من مرشح لأخر طارحين الأسماء الأتية على سبيل المثال:

1- جمال مبارك...نتكلم عنه فيما بعد
2- اللواء عمر سليمان: شخصية غامضة أشبه ما يكون برقم صفر في مغامرات الشياطين 13، (73 سنه)أحد أعمدة النظام وأركانه وحافظي توازنه, يبدو من بعيد رزينا ممسكا بخيوط كثيره , لم يعرف عنه اي أهتمام واضح بالسياسه الداخليه ولا يعرف له راي أو موقف بخصوصها
3- عمرو موسى: بيروقراطي حكومي أصلي بلقب وزير سابق (73 سنه), ويشعغل حاليا منصب أكبر بيروقراطي في أفسد جهاز بالشرق الأوسط, أبن النظام وربيبه, يحمل كل صفات الموظفين البيروقراطيين, حنجوري كبير وأتحدى من يسجل له موقف وحيد حقيقي.
4- محمد البرادعي : بيروقراطي عالمي لم يعرف عنه اي أهتمام من اي نوع بالسياسه الداخليه المصريه
5- أيمن نور: بالونه إعلاميه وشخصيه بسيطه محدوده يلعب لعبة لا يملك مقوماتها, أقرب لمشاغب سياسي منه لزعيم حقيقي, برنامجه الاقتصادي والسياسي لا يتناقض جوهريا مع برنامج الحزب الوطني.

لكن إذا كان كل هؤلاء لا يصلحون فمن يصلح رئيسا للجمهوريه؟
وأنا أجيب :
أي أحد يصلح رئيسا للجمهوريه
وإجابتي ليست بسبب تعاملي مع الموضوع بخفة أو عبثية, لكن لأنني أدرك أن السادة المفلسين سياسيا وعقليا الذين يبحثون عن رئيس يصرون على أبقاء الدولة واقفة على راسها, أولا طالبوا بتقليص صلاحيات الرئيس التي تشبه السلطات المطلقه للسلاطين العثمانيين, وطالبوا بتفكيك تحالف الفساد السياسي والراسماليه الكومبرادوريه, وحرروا مقدرات الوطن من سيطرة راس المال الطفيلي العميل وأنشئوا دولة مؤسسات حقيقيه, وأطالبوا بحرب حقيقية ضد الفساد بكافة اشكاله مهما كان الثمن, وحينها فإن أي شخص قد يصلح رئيسا, لأنه حينها لن يكون الرئيس هو الوالي المتحكم بالرقاب والعباد, بل سيصبح مجرد موظف عمومي بدرجة (رئيس دوله) بينما يتولى الشعب السلطة الحقيقية عن طريق تنظيماته الشعبية الديموقراطيه, هكذا تقف الدولة على قدميها وليس على راسها, وتوضع القضية في موضعها الصحيح
فليس السؤال : من يحكم مصر؟
لكن السؤال الحقيقي هو : كيف تُحكم مصر؟
وهو السؤال الذي تتفاداه الطبقة السياسية المصرية بإصرار مريب
لا أدري إن كان بسوء نية لرغبتهم في أبقاء هذا العفن براس جديد, أم بحسن نية لأنهم بكل هذا الخطل والفلس الفكري
سؤال انتظر إجابته

ياسر

Friday, March 06, 2009

مصر هي أمي .......الساذجة 4من2



تعلمنا الأدبيات الليبراليه , بل وتلح على أن الحرية ضالة الرأسمالي وأن الديموقراطية هي محرابه المقدس الثاني- بعد البنك- وأن لا بقاء للرأسمالية إلا بتوفر الحرية والديموقراطية, والحقيقة أن الراسمالية لم توفر جهدا في الدفاع عن الحرية والديموقراطية فقد دمرت دولا وأبادت شعوبا وخلقت أسلحة دمار لا تخطر على ذهن شيطان, كل ذلك في سبيل الدفاع عن الديموقراطية ونشرها, إن كان هذا هو الحال الذي أستقر عبر أكثر من قرن من الزمن وأصبحت الديموقراطية المعبود الثاني للرأسماليه- بعد الربح- فلي أن أتعجب حين يفرز (سميح ساويرس) سخافة مثل أقواله التي نشرتها جريدة البديل نقلاعن حديثه مع جريدة سويسريه -وهو ما أحتفى به العديد من المواقع الإسلاميه والمسيحيه كلا بغبائه الخاص- حيث يرى هذا النكره الساويريسي
أنه يفضل أن يحكم مصر ديكتاتور مستنير أفضل من أن تكون دولة كاملة الديمقراطية
ويضيف من فرط حكمته الساويريسيه قائلا :
مصر ليست مؤهلة للديمقراطية لأنه من السهل خداع الناس وشراؤهم بالفلوس وأي انتخابات حرة ستؤدي لعدم الاستقرار
ويكمل الساويريسي الصغير هرتلته العقليه في مديح للنظام الملكي وخربطات أخرى حول الأديان واشياء من هذا القبيل

راسمالي ويدافع عن الديكتاتورية والحكم الملكي بينما الرأسماليه هي من اسقطت الحكم الملكي في أوروبا وقيدت سلطات من تبقى فيها من ملوك....عجيبه مش كده؟!!! لكن كلام أخر العنقود الساويريسي ليس بجديد فقد تفضل السيد الدكتور رئيس الوزراء المصري قبل ثلاث سنوات تقريبا بان الشعب المصري بلم ينضج بعد للديموقراطية, والعجيب أن اللورد كرومر كان له راي شبيه بذلك قبل ما يقرب من قرن من الزمن فحواه أن المصريين غير مؤهلين لحكم أنفسهم لأنهم لم ينضجوا بعد لا أملك إلا ان أضع هذه الجمل التاريخيه لتلك الشخوص جنبا لجنب مع جمل يروجها اشباه الاسطى إبراهيم عيسى عن كون الشعب المصري خاضع وخانع ومحب للعبودية......إلخ, وهو ما يتسشابه مع أمثال جمل من عينة أن الشعب المصري تجري في جيناته جينات العبيد والمستسلمين...إلخ تبد مقولات كتلك مترابطة بعضها ببعض رغم أن كلا منها له منطلقه وأهدافه الخاصة, فكلا من الساويريسي الصغير ورئيس الوزراء الطويل عضو أساسي في تحالف الدولة الفاسدة والرأسماليه الكومبرادوريه (وهي رأسمالية طفيليه تعمل كوكيل محلي للراسماليه الأجنبيه), وبما أن ثروة السيد ساويرس وغيره من الراسماليين المصريين تعتمد على فساد الدولة التي تدعم تلك الرأسمالية اللقيطة بكل بطشها الأمني وحقارتها التشريعيه وفسادها الإداري فمن الطبيعي أن يرفض أي رأسمالي مصري أي نوع من الديموقراطية أو الشفافية الذين قد يقضون على الفساد الحكومي الذي تزدهر فيه تلك الرأسمالية الطفيليه وتنتعش والتي لا يمكنها التواجد دونه, ببساطة هذه هي أسباب الرأسمالية في تحقير الشعب المصري ودمغه بالعبودية والخنوع, فما هي أسباب هؤلاء البرجوازيين الصغار؟
ينقسم البرجوازيون من لاعني الشعب إلى نوعين:
الأول: الخدم والعبيد الذين ينشطون في معية الرأسماليين الفاسدين الكبار والذين يعملون كمروجين ومنظرين لرجال الأعمال وعلى راس هذه المجموعة كتبة الصحف المسماة (مستقلة) والتي تنتشر أنتشار العفن في الجيفة دافعة مرتبات (مريبة) غير مبررة يسيل لها لعاب الكثير من الصغار والكبار الذين يروجون بذكاء أحيانا وبغباء كثيرا لكل تنظيرات الرأسماليه المصرية الفاسدة وعلى رأسها أن المصريين شعب خنوع ذليل عبودي.

أما النوع الثاني فهي البرجوازية التي أدركت - وإن بغير وعي كامل- ضعفها وجبنها وعجزها التام عن القيام بأي تغيير حقيقي فهي تهدهد نفسها بتعميم تشوهها الخاص على الشعب كله, وهو تكنيك نفسي شائع يسمى الإسقاط حين يقوم الشخص بأسقاط عيوبه على الأخرين ليبرىء نفسه منها, فالفاسد يتهم العالكم كله بالفساد,والرعديد يتهم العالم كله بالجبن, والبرجوازية العبدة الخانعه تتهم الشعب كله بأنه عبودي وخنوع, وهي لا تعبر عن ضيقها من الوضع الحالي سوى بما يمكن تسميته (الطفوله التغييريه) , التغيير وخلاص, ليذهب الرجل الكبير وليكن بعدها ما يكون, كفايه عليه كده
أليس هذا ما يقولون؟
أليس هذا ما نشأت من أجله كفايه؟ ويروج له الكتبة المأجورون من عينة إبراهيم عيسى وأشباهه؟
أليس هذا شعار (ثوراتهم) الصغيره؟
وهي في رأيي دعوة خبيثة تهدف للحفاظ على الوضع القائم وليس تغييره في الحقيقه فبنية الدولة المصرية المعاصرة والتي تعتمد قاعدة المستبد الفرد والذي قد تعاونه وتندمج فيه مجموعة عائلية صغيرة تجعل من الرئيس والمجموعة الضيقة المحيطة به الإطار الضام والحافظ للنظام كله- بكل فساده وبشاعته وفشله- فهو أشبه بالخيط الذي يضم حبيبات المسبحه, فإن أنقطع ذلك الخيط إنفرطت الحبات وتفرقت وضاعت, وتدرك الطبقة الحاكمه أن النظام الحالي قد أخذ في التهرؤ بعنف وأضطراد سريع مما يهدد بأنهيار النظام كله, وبدلا من أن نترك النظام ينهار محطما بعضه, بدلا من أن نترك خيط المسبحة المهترىء حتى ينقطع فتنفرط الحبات, فإنهم ينادون بتغيير راس النظام, بأحضار (خيال مأته) يوضع على راس النظام بدلا من راسه الذي هدته الشيخوخة وجبروت المسئوليه مقارنة بمحدودية القدرات ليقوم الراس الجديد ربما ببضع حركات مسرحية من نوعية (التطهير) و(محاربة الفساد) مبقيا نظام التحالف ما بين الفساد والكومبرادورية قائما ربما لعقود أخرى, خيط جديد للمسبحه يمنع إنفراط حباتها دون تغيير لترتيب الحبات ودون تخلص مما يبدو كحبات المسبحه وإن كان في الحقيقة اقرب إلى (روث الغنم), لا أيها السادة الذين تضربون الأرض كما يفعل الطفل الحرون مطالبين برحيل راس النظام, ليبقى الراس المترنح حتى يسقط وحده مسقطا معه العفن الرابض على قلب مصر, هذه الطفوله التغييريه هي عرض مهم من أعراض تشوه ومرض البرجوازية المصرية التي لم تتوقف عن أصابة المجتمع كله بأمراضها وتشوهاتها عبر ما يقرب من قرن ونصف من الزمن أهدرت فيه هذه البرجوازية الرديئة نضال الطبقات الأخرى وأجهضته نافثة الوباء في أعضاء مصر كلها, وخاصة البرجوازية العقارية والتجارية التي ابقت عليها رأسمالية دولة عبد الناصر لتتغذى على الفساد الذي خلقته(=البرجوازية) مدمرة القطاع العام وناهبة اياه لتنادي الأن ببيعه لها ولسادتها الراسماليين الأجانب بابخس سعر ممكن, البرجوازية المريضة التي أنفتح لها باب الحل الفردي بالهجرة لبلاد الجاز والرمال لتتشرب الذل هناك وتعود محملة بتراث التحجر الديني والتخلف الحضاري ومقدمة رافد أكثر تشددا للممثل المحلي للفاشية الدينية (الإخوان المسلمين) والتي ساهمت كمنتج فكري برجوازي صميم في تشويه الحركة النقابية المصريه, وتوغلت لتصيب بعدواها المميتة حتى الطبقة العامله.
الحقيقه أعتقد أنها قد تكون فكرة جيدة لكتاب بعنوان (التاريخ الإنتهازي الإنهزامي للبرجوازية المصرية) أو (كيف عوقت البرجوازية المصرية كفاح الشعب المصري), والحقيقة أن الممارسات الإنتهازية لما يسمى (المثقفين) البرجوازيين أو (الناشطين) هي نموذج واضح تماما لمدى زيف هذه الطبقة وتزييفها للواقع بما يخدم إنكارها لما تحمله من جبن وفشل وإنتهازيه.


أذكر أنني وقت إندلعت إضرابات عمال المحلة تعجبت من أن بعض المدونين الذين ملئوا الفضاء السيبري ضجيجا دفاعا عن ضحايا التعذيب, وأعتراضا على أحكام حبس رؤساء التحرير صمتوا تماما أمام ما يحدث في المحلة وكأنه حدث في كوكب أخر, بل أن أحد المدونات المصابة بغزاروة تدوينية أتهمت من لاموها على تجاهل أحداث المحله بأنهم (مباحث)!!, وأذكر أنني في تدوينة قديمة حين نقدت تجزئة مفهوم (حقوق الإنسان) الإجمالي إلى قضايا فرعية كحقوق المرأة وحقوق المثليين ...إلخ وجهت بهجوم عنيفو وغير مبرر من وجهة نظري وقتها, لكنني مؤخرا أكتشفت السر, وكلمة السر هي (السبوبه) فتلك الجماعات والجمعيات الحقوقية التي تنتشركالفطر على الخبز المتعفن هي جمعيات (سبوبه) وأسترزاق أو بلغة موسيقيين الأفراح (نحتايه) تهدف لأجتذاب التمويل الخارجي الوفيروتوجيهه لجيوب القائمين عليها, لذلك فالكتابة عن فقضايا التعذيب - رغم عدالة القضية- مدفوع الثمن, بينما لا أحد سيدفع من أجل الكتابة عن أضرابات المحله, كما أن تلك القضايا الحقوقية الزائفة هي (أكل عيش) وطبعا قطع العيش أسوأ من قطع الرقبه.

جملة أعتراضيه: هو ماحدش بيكتب عن التعذيب الأيام دي ليه؟ هما بطلوه؟

نموذج أخر لأنتهازية المثقفين البرجوازيين وليهم للحقائق, فبينما قام السادة الكتبة (= الصحفيين) بتضخيم وإبراز تحركات البرجوازية التمردية كحركة القضاة والصيادله وملاك مقطورات النقل, فإنها تتعمد إخفاء وتجاهل التحركات العماليه، فحين أضرب أكثر من 4000 عامل في مصنع (أندوراما للغزل-شبين للغزل سابقا) نشرت وكالة رويترز الخبر يوم 5 الجاري, بينما لم تتفضل صحيفة (البديل) اليساريه!!! بنشره إلا يوم 8 وفي ترتيب متأخر بصفحتها الإلكترونيه, طبعا فالشعب خانع وعبودي وتجري في عروقه دماء الرقيق الأذلاء وهو لا يتحرك ولا يثور, وإنما هم صفوته البرجوازية فقط تثور وتتمرد من أجل أعادة اقتسام كعكة الوطن مع الفساد اللصوصي الحاكم.

نأتي للنقطة الرئيسيه, والسؤال المحوري
هل البرجوازية المصرية قادرة على القيام بثورة وطنية ديموقراطيه؟
لنستعرض في عجالة ما فصلناه سابقا عن أوراق أعتماد تلك البرجوازية
1- أفسدت وأجهضت عبر أكثر من قرن ونصف نضال الطبقات الأخرى وعوقت التطور الطبيعي للنضال الشعبي من أجل الحرية والديموقراطيه.
2- عجزت عن أيجاد أي شكل حقيقي للثورة أو التغيير أو عن وضع أي تحليل منطقي للوضع الحالي وسبل الخروج منه وهي ما تزال تتخبط في تنظيرتها البلهاء عن وجوب تغيير راس النظام مهرولة من شخصية مقترحة (لا تصلح)لأخرى ومن تمرد زائف قابل للشراء لأخر
3- طبقة هشة مصطنعة شوهاء لا قوام ولا هيبة لها

تنص الماركسية اللينينية على وجوب أن تقوم الطبقة البرجوازية أولا بثورتها الوطنية الديموقراطية, ومن ثم تمهد الطريق لقيام الثورة الشعبية الديموقراطية الإشتراكيه, لكن ماذا لو أن البرجوازية عاجزة عن أنجاز ثورتها؟
ماذا لو أن الطبقة البرجوازية غير راغبة في القيام بتلك الثورة, ولا تفعل سوى خيانة الطبقات الأخرى؟
هل على بقية الشعب أن ينتظرها للأبد؟
بالطبع لا, فقد تجاوز التاريخ المرحلة التي قد تقوم فيها البرجوازية بثورتها الديموقراطية,وهي لم تكن ولم تعد مؤهلة لهذا الدور، هي كالممثل الذي فوت إشارة دخوله للمسرح وتجاوز النص دوره , فلا يحق له أن يدخل في أي لحظة ليلقي جملته لأنها ستكون حينها عبثية ومدمرة لأنتظام العرض المسرحي كله, لقد فات القطار البرجوازية المصريه وكل محاولاتها العرجاء الشوهاء للعب مسرحية (الثورة) و(التغيير) محكوم عليها بالفشل ومكانها الحقيقي هو مزبلة التاريخ

أيها السيدات والساده .لقد أنتهى دوركم وأثبتم فشلكم وخيانتكم, أيها السيدات والسادة أذهبوا للجحيم

فالقوى الحقيقية الحية بهذا المجتمع هي عماله والذين بعد تحررهم من أوهام قالقطاع العام بدأوا بأكتساب وعيهم الطبقي بسرعة مدوه ودون أي مساعدة أو تدخل من السادة المتعاصين ماركسيه, الطبقة العامله المتحالفه مع القوى النضاليه للفلاحين والقوى النضاليه لبروليتاريا الياقات البيضاء (موظفو الحكومه) والذين أثبت الأعتصام البطولي لموظفي الضرائب العقارية أنهم قابلون للتحول لحليف مهم قوي للطبقة العاملة, هم والقلة الشريفة من المثقفين الثوريين الوطنيين هي القوى الوحيدة القادرة على إنجاز ثورة شعبية ديموقراطية حقيقيه

أما السيدات والساده المرابطين خلف أوشحتهم وفايسبوكهم وكفايتهم وحركاتهم ذات التواريخ فهم السذج وليست مصر أمي

ياسر

Friday, January 23, 2009

مصر..هي أمي....الساذجه - 3 من2


مدخل:
"المثقفون وحدهم هم الذين يمكنهم أكتساب الحكمة..فهؤلاء لديهم متسع من الوقت ويتمتعون بالأسترخاء والتأمل....فكيف يكتسب الحكمة من يسير خلف المحراث وهو مشغول بالعمل اليدوي طول الوقت...وكل حديثه لا يدور إلا حول الثيران والأبقار..!؟"
إيدموند بُرك- سياسي وبرلماني بريطاني
1797- 1729

وماذا بعد أن خيب هذا الشعب المستسلم الخانع أمال رجالات العلم والقيم العائلية والمشاعر السامية من رجالات الجامعه ؟،
وقبلهم خيب أمال شباب وشيوخ كفايه ومن أجل التغيير, ما الذي بقي في جعبة هذا الشعب العجيب الخانع الخاضع المستسلم؟

القضاه..هو ده ألي فاضل لكي لا يكون للناس حجه, أن يخرج القضاه بكل شموخهم وعدالتهم وعظمتهم وأوشحتهم ليقفوا للحكومة وقفة رجل واحد مطالبين بأستقلال القضاء-لا أعلم بالتحديد أستقلاله عن ماذا- ويتحدى القضاة الأجلاء الحكومة والنظام والرجل الكبير وكل مجموعة شخصيات مسلسل الكارتون المسمى الحكومه المصريه,في البدايه أندهش الشارع وأنفهش ودعكت مصر عينيهاغير مصدقه, وزمجر الأسد القضائي المهيب, وزائر ونفش معرفته المهيبة مهددا, وضرب الأرض ببراثنه القانونية والدستورية الباطشه, ووقف بكامل جلاله وبهائه وهيبته يتحدى ضباع الحكومة النهاشة وعرسها الجبانة, الحق أقول أنني أندهشت أنا الأخر وأنبهرت وجرفتني الحاله, وكدت أقف مع من وقفوا هاتفين: يا قضاة.. يا قضاة ارحمونا من الطغاة
ثم ويا للحسرة كالعادة أنفض الناس عنهم وتركوهم بمفردهم يواجهون عسف النظام ووحشيته, فكان أن غادر بعضهم أرض الوطن لبلاد تركب اللكسز والإنفينتي ليساعدوا على ترسيخ أستقلال القضاء وعدالته على ضفاف الخليج الثائر حيث معاقل تقديس الدستور وحماية أستقلال القضاء, بينما خاض أخرون معركة أخرى- وليست أخيرة- تهدف لتدعيم السلطة القضائية وترسيخ أركانها بتشددهم في مطالبة رئيس الجمهورية بتعيين ابنائهم في مناصب النيابة وأصرارهم على ذلك, ومن أفضل ممن ولد وتربى في بيت قانوني وتغذى منذ نعومة أظفاره على لبان العدالة وأحترام القانون, وما كان للوائح خاوية المضمون , جامدة وسخيفة أن تمنع هؤلاء الشباب الذي تجري في عروقه العدالة مجرى الدم من تولي مناصب النيابة ليكون لهم شرف تنسم خطوات ابائهم نحو منصات القضاء الشامخه.

لنقف هنا لنجري جردا بسيطا لعدد الحركات التمردية التي تخلت عنها الجماهير الخنوعة رغم أستماتة تلك الحركات في المطالبة بالحرية والديموقراطية والتخلص من البطش والتوريصث والتكلس الشيخوخي للنظام
1- كفايه وما رشح منها من حركات من أجل التغيير
2- أساتذة الجامعه
3-الحركات التدوينيه والفايسبوكيه
4- القضاه

الجميع خرج والجميع واجهته السلطة بكل بطشها والجميع تخلى عنهم الشعب ورفض أن يساندهم وتركهم بمفردهم
أي شعب ردىء هذا وأي جماهير مستعبدة خانعة تثير مشاعر الخجل في النفوس الحرة الأبيه؟

جملة أعتراضية: يمكن للسيدات الرقيقات القلوب وللسادة ذوي التربية المحافظة التوقف عن القراءة كما يفضل لأنصاف المثقفين المتنطعين أن ينتقلوا لمدونة أخرى ويريحوني ويستريحوا

من أين نبدأ تقييم ورصد تلك الحركات التمرديه؟
سيطر على تفكيري هذا السؤال لأيام طويلة حتى أعاقني عن الكتابه, ما هي تلك الحركات التمردية حقيقة, كيف يمكن تقييمها ورصدها بحيادية ودون الوقوع في فخ الأبتهاج الطفولي بأن الناس تتحرك وخلاص, أي حركه والسلام, ببساطه تلك الحركات التمردية هي حلقة جديدة في سلسلة الحركات الشوهاء المضطربة العبثية للطبقة البرجوازيه المصريه المشوهة التكوين والتركيب, والعاجزة لدرجة مدهشة عن أنجاز أي شىء.
لا يمنعني من وصمها بحقيقتها من حيث كونها شوهاء وعاجزه ما أعتاد الساده المهذبون قوله من كون الطبقة الوسطى (البرجوازيه) هي حاملة لقيم المجتمع , وتحذيرهم من أنقراضها وتلاشيها, أولا الساده بما فيهم بعض الملوثون بالماركسيه مخطئون في أعتقادي بأن الطبقة البرجوازيه المصريه معرضة للأنقراض, لم؟ الحقيقة أن مناعتها ضد الإنقراض لها علاقة ببدايتها الأولى والتي أتت شوهاء غير طبيعيه, فالطبقة البرجوازية المصرية تتميز بحدة عن تلك الأوروبيه بأنها لم تولد ولادة طبيعية ولم تخرج إلى النور نتاج تفاعل أجتماعي طبيعي, بل تم تخليقها تخليقا وأصطناعها صناعة بقرار سيادي, ولا يعني ذلك أن مصر لم تكن قادرة على أنتاج برجوازية طبيعيه بولادة حقيقيه, بل الحقيقة التاريخيه المؤلمه أن المجتمع الديناميكي الفعال الذي أزدهر طوال الدولة المملوكيه منتجا البوادر الأولى لتنظيمات مجتمع مدني (روابط الحرفيين), والأرهاصات الأولية لطبقة برجوازية حقيقة تنمو وسط خصوبة أزدهار التبادل التجاري وتراكم الثروات بين تجار من غير ذوي الأصول النبيلة الحاكمه (المماليك), هذا المجتمع المزدهر المتطور تعرض لأنتكاسة مخيفة حين سحقته الألة العسكرية العثمانية الهمجيه, والتي أسقطت مصر من سلم التطور التاريخي لتسقط في براثن التدهور الأجتماعي العثماني الذي كان ما يزال في مراحله الأولى من الإقطاع الشرقي مع روابط قوية مع بنيته الرعوية السابقة على تأسيس الدولة العثمانية الغازيه والمغتصبه, بداية البرجوازية الحقيقة جاءت بعدها بقرون على يد (محمد علي), الذي أحتاج لبناء دولته الحديثة خلق طبقة من المهنيين والموظفين والتكنوقراط المصريين أو المتمصرين, تلك هي الطبقة البرجوازيه المصريه, موظفين, طبقة من الموظفين والمسئولين الحكوميين, طبقة ولدت في حضن سلطة الدوله, بل خلقتها تلك الدولة وأصطنعتها لنفسها, أستكمل خلفاء محمد علي عملية تخليق وصناعة البرجوازية المصرية بتكريسهم لجهاز الدولة المركزي وخلق طبقة من الملاك الزراعيين بأصدار اللائحة السعيدية الأولى والثانية, وهو ما أستمر الإحتلال البريطاني في القيام به, تخليق وتدعيم طبقة برجوازية مكونة من موظفي الدولة وملاك الأراضي الزراعية, تلك البرجوازية المصطنعة حملت منذ البداية الأولى -بالإضافة للأمراض الأعتيادية للبرجوازية- تشوهها الخاص وفائض من الجبن والتردد والخضوع العبودي مغلف بروح رجعية محافظة وميول بيروقراطية غير عاديه, هي طبقة عاجزة عن أي فعل ثوري على الإطلاق,لماذا؟
إن مجرد المقارنة ما بين البرجوازية المصرية وتلك الغربيه لكاف جدا لإيضاح مدى تشوهها, فبينما خاضت البرجوازية الغربيه غمار حروب أهلية وثورات كبرى وأطاحت بأسر مالكة وأعدمت ملوكا وملكات لتتحرر من أسار الحكم الملكي الإقطاعي المطلق, فإن برجوازيتنا المصرية هي نتاج فرمان من ولي النعم, فهي ولدت بأمر السلطه, وهي تستمد وجودها وأمتيازاتها من السلطه, بالتحديد من الدوله الفرديه الغاشمة السيطره, بسبب هذه الطبقة البرجوازية الشوهاء المعلقة دائما ما بين خوفها المرضي من التمرد على (ولي النعم)وما بين رغبتها في زيادة نصيبها من منح السلطان أو مقاومتها لزيادة عسفه عليها عن الحد المقبول أو المحتمل, هذا التشوه البنيوي للبرجوازية المصريه أنتقلت عدواه لمجمل حركة الشعب المصري بداية من تمرد عرابي المبتسر وجبنه عن تنحية (ولي النعم)وإعلان الجمهوريه كما الح عليه عبد الله النديم, وكما وافق أعيان مصر ورؤساء طوائفها الدينيه ,أحمد عرابي (الفلاح الباشا) صنيعة (ولي النعم) لم يتخيل تنحية ولي النعم وقطع رأسه, فقط أراد قطعة إضافية من الكعكه( المزيد من الإمتيازات للظباط المصريين الأصل و بعض الحريه!!!!), وتستمر تشوهات البرجوازية المصرية تدمغ ما أصطلح على تسميته (الحركة الوطنية المصريه), فمصطفى كامل لا يتخيل وسيلة لتحرير مصر من الإحتلال الإنجليزي إلا بإعادتها للإحتلال التركي حيث تستعيد طبقة (الباشوات المصريين) الإمتيازات التي فقدتها نتيجة للأحتلال الأجنبي!!!, وهو المصير الذي أفلت منه الرائع والعظيم المهضوم الحق(محمد فريد), إلا أن محمد فريد وقع هو أيضا ضحية البرجوازية المصرية الشوهاء والخئون, ضحية سعد زغلول مؤسس حزب الوفد, حزب كبار الراسماليين وملاك الاراضي الذي دشن ما يمكن تسميته (سياسة الصالونات), حيث المُحتل يتقدم بكل أدب وكياسة لمن يحتله طالبا من كسيد مهذب أن يكون سيدا مهذبا هو الأخر ويتسم بالقدر الكافي من الكياسة بحيث ينسحب ببساطة وأدب, وإن لم يفعل فإن الواقع عليه الإحتلال سيشكوه بأدب لسادة مهذبين أخرين هم قيادات أوروبا المسعورة إستعماريا, هكذا هي سياسة الباشاوات الذين يحملون توكيلات تحريرية موقعة (لنتعجب من هذا التفكير القانوني البيروقراطي!) من أبناء الطبقة المتوسطة والمتعلمين, سعيا لاستقلال عن طريق التفاوض بين الناس المحترمين أبناء أصول مصر وأبناء أصول بريطانيا العظمى, أنى للزعر والحرافيش ولابسي الخيش أن يفهموا أو يعوا تلك التحركات الدبلوماسية الراقية فقد أنطلق ابناء الشوارع والغيطان هؤلاء كالسيل الهادر ليعلنوها ثورة حقيقية فاضرب العمال وقطعت خطوط المواصلات وتمزق الجهاز البيروقراطي للدولة شر ممزق تحت الضربات العنيفة للعمال والفلاحين وصغار الموظفين والمستخدمين, ثورة كادت تطيح بكل النظام العفن للدولة المصرية بملكها وأعيانها وباشاواتها وكل النسيج المريض المحيط بسرطان الأحتلال البريطاني, هنا ينتبه باشاوات الوفد إلى أن مصالحهم مهددة وأن مفاوضات الرجال المهذبين مهددة بثورة العمال والفلاحين, فيهرع الباشاوات والبهوات لأنقاذ نظام الدولة العفن من الأنهيار وليأدوا الثورة في مهدها وليطالبوا الناس بالتوقف عن ثورتهم العنيفة ليتمكن الباشوات من السعي للاستقلال بالطرق (المشروعه!), لتنتهي تلك الثورة العارمه بأتفاق أعرج مجلل بالعار تعترف فيه الدول الكبرى بالحماية البريطانية على مصر ويتم تقنين الأحتلال البريطاني والأبقاء على هيكلية النظام الإجتماعي, ولتذهب دماء شهداء الشعب قربانا لتولي الباشاوات كرسي الحكومة العرجاء, عذرا ..نسيت, سعد باشا زغلول الوطني الكبير رفض عودة محمد فريد للإشتراك في ثورة 1919 !!!, ولكي لا ننسى أن من أوائل قرارات الحكومة الوفدية الوطنية حل الحزب الشيوعي المصري وأعتباره غير شرعي, وطنيين بقى.....
بعد تلك الطعنة التي وجهتها البرجوازية المصرية أنخرطت جمعيات الباشوات والبهوات المسماة (أحزاب) في رقصتها الشاذة مع الأحتلال والعفن المسمى (ملك مصر والسودان) في الاعيب سياسية لا تنتهي مشدودة ما بين طرفين, البحث عن استقلال لا يمكن تحقيقه تفاوضيا والخوف من أنفجار الطبقات الشعبية التي لم تتوقف عن التضحية بدمائها وخبزها من أجل الأستقلال, لتاتي حركة البرجوازية الأكثر قوة وخبثا ونجاحا.....أنقلاب 1952- وعذرا للعفن الفكري الملكي والليبرالي إن كنت استعمل تعبيركم الأثير (أنقلاب الجيش 1952)-, فالبرجوازية المصرية أو بالتحديد الطبقة السفلى من البرجوازية المصرية وقد ملت أنتظار أن تقتسم معها البرجوازية الكبيرة كعكة (مصر المحروسه) قررت التحرك لتطيح بالمستأثرين بالثورة وتنتزع منهم الأوزة كاملة بدلا من أن ترضى بفتاتها, تلك الحركة التي كشفت عن وجهها مبكرا جدا, فأخرجت العفن المكتنز المسمى (فاروق الأول) من مصر مع 21 طلقة تحية وتشريفة من ظباط الحركة المباركة, وأعدمت العاملين (مصطفى خميس), و(محمد البقري-17 عاما) لإتهامهما بقيادة إضراب في مصنع أحد الراسماليين الكبار (باشا) بمدينة كفر الدوار, أنقلاب البرجوازيه الذي تعلم قواعد اللعبه جيدا فاسرع برشوة الطبقات الكادحة بأكاذيب (تحديد الملكية الزراعية) و(خمس فدادين..فدادين خمسه)، والتأميم ....خديعته العظمى حيث تتحول الدولة إلى أكبر راسمالي في البلد, ليصبح بيدها العصا والجزره ويصبح التمرد عليها خيانه, والإضراب أخلال بالأمن القومي, ولتامم النقابات ولتدخل الطبقة العاملة في سبات طويل لذيذ بتاثير رشاوي تغدقها عليها الدوله, ولتتضخم طبقة الموظفين والبيروقراطيين, ولما لا؟ الم تولد الطبقة البرجوازية على شكل موظفين دولة وبيروقراطيين؟ فالأوجب أن يتم تدعيمها وتغذيتها بجعل أغلب الشعب (موظفين) لدى الدولة لتكون الطبقة البرجوازية البيروقراطية هي الأكثر عددا والأوفر نفيرا, بينما كان يتم تجميع ثروة مصر وتضخيمها لصالح البرجوازية الكبيرة التي كانت تتلمظ خلف ستار الظباط عديمي الخبرة السياسة والذين يعانون من كم هائل من السذاجة الفكرية وأنعدام الرؤية الأيدولوجيه, البرجوازية البيروقراطية الصغيرة التي سيطرت على مصر في عهد عبد الناصر تحولت لبرجوازية راسمالية عميلة في عهد السادات, لتتحول لأحتكارية فاسدة ووحشية في عهد مبارك حيث تباع مصر بالجملة والقطاعي لرجال أعمال مجهولي الاصول ومطعون في نزاهتهم وشرعية ثرواتهم, يعملون في الأغلب واجهات لراسمالية أجنبية متحالفة ومشاركة لطبقة حاكمه أوصلت الفساد لافاق جديدة.

تلك عجالة لتاريخ البرجوازية المصرية الشوهاء العاجزه والتي لم تتوقف ابدا عن تشويه نضال الشعب المصري واصابته بالعرج والكساح السياسي والفكري والتي مازالت تصر على طرح نفسها كقاطرة لنضال المصريين رغم كل فشلها عبر قرن ونصف من الزمن وصولا غلى المسخره والعبث الفكري والسياسي الذي تقدمه الأن, وهو ما سنتوسع في إلقاء الضوء عليه بالجمعه القادمه.


ياسر






















Thursday, January 15, 2009

مصر..هي أمي....الساذجه - 2 من2


الأسطى إبراهيم عيسى هو أشجعن صحفي في المنطئه- برخصه رسميه-, وهو حامل لشهادة الأيزو في المعارضه, كما أنه ثورجي جامد قوي وصاحب مقالات نارية, ومحكوم عليه بشهرين حبس(والحبس للجدعان) وحاصل على عفو رئاسي( ولا اعرف العفو الرئاسي لمين)هذه الشخصيه ونحن نعرضه هنا كمثال فقط يحترف الردح والشردحه وفرش الملايه للحكومه والنظام, لكن الثورجي الكبير والوطني العظيم الأسطى إبراهيم يركبه أحيانا شيطان غريب لعله من اصول هكسوسيه فيدير مدافع مقالاته ضد الشعب المصري موجها له الإهانه تلو الأخرى, وأذكر أنه قد أتهم الشعب المصري بكونه (قرني) ولا مؤاخذه, عجيبه...مش كده؟ أن تكون ثوريا وطنيا فخيما بشهادة ايزو ثم تسب أبناء وطنك وتهاجمهم وتتهمهم بأنهم - تقريبا- ماعندهمش دم, وتفعل ذلك على صفحات الجريده التي يكع هؤلاء المشتومون ثمنها مما يمكن ناشرها من منح الأسطى إبراهيم مرتب يقال أنه يفوق 20 الف جنيه شهريا, الحقيقه أن إبراهيم عيسى وسبوبته ليست موضوعنا, وهو ليس الوحيد الذي يفعل ذلك, فالعديد من المثقفين (المتعاصين ثوريه ووطنيه) يتهمون الشعب المصري بأنه بارد وماعندهوش دم, وأنه ربما فاسد وعبودي وخاضع ويعشق الكرباج, ليه بس يا بهوات؟ ليه يا ثورجيه ووطنجيه وكلمنجيه وكتيبه وجامدين قوي وميتين في عشق تراب كعب زنوبة مصر هي مامتهم؟

الحق اقول...يبدو الشارع صامتا في أعينهم, يبدو الناس صامتون, صابرون, بل وحتى مستسلمون, لا صوت يعلو فوق صوت ..الصمت
يخرج المناضلون, السياسيون, المحامون الحليقون منهم والملتحون, يخرج القضاه بجلالة قدرهم ورفعة شأنهم وشموخ مناصبهم ونقاء ضمائرهم ليقف الجميع في الشوارع والميادين وعلى السلالم والنواصي والمداخل والمخارج, يهتفون من أجل مصر , من أجل الحريه, من أجل غد افضل, يحاصرهم الأمن جحافل جحافل, صفوف وصفوف, يخنقون الكلمات المضيئة المجنحه, المرفرفه كاليمامات, الكف الميري الثقيله لا تفرق ما بين قفا ونهد, ولا بين راية ووشاح, ولا بين وجه ومؤخره, الكل سواسيه, الكل أعداء النظام, الكل أعداء الرجل الكبير وحواشيه وحوارييه وصبيانه, الجميع يخرجون لمصر, لحب مصر, للحريه, لغد أفضل...لكن..الناس كأنها صماء, كأنها عمياء, كأنها خشب مسنده, لا تحتذي بهم, لا تسير خلفهم, المناضل الكبير أيمن نور( مانديلا مصر المحروسه) يتعفن في زنزانته ويتعرض مكتبه للحرق والتخريب, يدبج المقاله تلو الأخرى, يمطر الصحف بمقالاته اليوميه, يستنجد, يتحدى, يفضح, يستعطف, والجماهير صماء, لا مباليه, لا تتحرك جحافلها لتكتسح سجنه وتخرج زعيمها وبطلها الليبرالي من حبسه هاتفة (بالروح والدم نفديك يا أيمن)، ما الذي حدث للناس؟ ماذا أصابهم؟لماذا أصبحوا لامبالين, كسالى, قانعون بمثل هذه حكومه وهذا نظام؟
شعب فعلا يقرف
يغص
يكسف
يخجل المرء الذي جبل على الحرية, وتعلقت روحه بالتغيير من اجل غد افضل من أنه ينتمي لمثل هذا الشعب
كم مرة خيب هذا الشعب العجيب الخمول أمال وطنييه وثواره ورواده للتغيير؟

هاهم رجالات المعارضة الذين ملوا الوجه الواحد والنظام الواحد للرجل الكبير الجالس على قلوبنا طلبا لرقم قياسي جديد في طول الحكم, هؤلاء من ملوا ذلك العفن تنادوا من كل حدب وصوب لينتظموا معا في حركة واحدة على أختلاف مشاربهم وأنتمائاتهم لا يجمعهم سوى حبهم لمصر, تجمع صفوة من صف ثالث ورابع من قيادات شيوعية عتيقة ومنسيه نافست باعمارها أعمار اثار مصر التليدة تزينهم كوكبة من شباب مصر الذين هجروا كمبيوتراتهم ومقاهيهم وقعداتهم الرايقه من أجل غد افضل, وللتأكيد على تنوع الحركة وتسامحها أنضم إليها عدد من الأخونجية التائهين , مع إضافة القليل من بقايا تنظيمات يسارية متأكلة ونصها مسلم النص التاني للمباحث فاصبحت نموذجا للتنوع والتعددية التي أكتملت باصرار الحركةعلى الاصالة والأعتراف بفضل كبار السن فحرصت على ان يكون قادتها دائما ممن طعنوا في السن وأقتربوا من حافة القبر, من ذلك المزيج الوطني التعددي العظيم ولدت حركة كفايه..تلك الحركة الوطنيه الثوريه المباركه التي أنطلقت في حرية وتحرر من كل أيدولوجية أو إسار فكري طارحة شعارها الرهيب (كفايه) لا تطالب سوى بأن يرحل حسني مبارك فقط عن كرسي الحكم, ليرحل فقط ومش مهم أي حاجه بعد كده, ليرحل وسينصلح حال البلاد والعباد لحظة رحيله, ليرحل ولا يهم أي شىء أخر, لن نشغل أنفسنا بتخيل برنامج لما بعد رحيله, ولن نجهد عقولنا ونحد حركتنا بوضع تصور لكيفية تفكيك نظام عملاق متكلس من الفساد وتشابك المصالح, فقط ليرحل..هكذا كان نضال حركة كفايه المباركه وهكذا ظل, تلك الحركة التي نمت في جبروت كشجيرة لبلاب باسقة تلتف حول عامود من الأخوانجيه, ما أن تخلوا عنها حتى سقطت متمددة بدلال أخاذ نتج عنه أن أنتثرت منها وبسببها حركات لا تعد ولا تحصى حصلت كلها على توكيل (من أجل التغيير) فاصبح اي مجموعة ناس بتعمل اي حاجه تضع اسمها تتلوه العبارة السحريه...من أجل التغيير, تغيير ايه؟ وتغييره لأيه؟ وتغييره أزاي؟ مش مهم , المهم تغيير والسلام, كل هذا والجماهير وكأن على رءوسها الطير, باردة, صامتة, لا مباليه في برود وأنعدام للحميه, فلم تخرج جماهير هذا الشعب الخنوع لتهز الميادين بهتافاتها الجباره خلف كوكبة رجالات كفايه, صحيح أن الحركه مازالت غير قادرة على بث الحرارة في الجسد البارد المتجمد للجماهير المصريه التي لابد أنها قد ماتت فعلا لكن الحركة قد أستطاعت تقديم غد أفضل فعلا لعدد من أعضائها الذين تطوروا من سياسيين هواة منسيين إلى وجوه إعلاميه, كما صعد عدد من أعضائها الشباب سلم المجد متحولين من عواطليه وأرباب مقاهي إلى كتاب وأدباء وأرباب أقلام....وسبحان الحي من له الدوام

ومن كفايه أنتشرت العدوى الوطنية الثورية لتصيب اركان المجتمع , فاصابت محراب العلم وموطن سدنته, بوابة الحكمة والأخلاق ...الجامعه المصريه فتكونت حركة تحمل أسما فيه رقم وتاريخ على ما أذكر لتناضل من أجل أستقلال الجامعه, وما هي الجامعه المصريه؟ إنها محراب القيم العائليه حيث يتبع الأب خطوات أبيه, والحفيد يسير على درب جده والشاب يحرص على الأقتران بمن تسير في نفس طريقه, فنرى هيئات التدريس بالكليات المختلفة وقد أزدانت بعائلات كاملة أوقفت حياتها على التدريس بالجامعه, فالجد رئيس قسم والأب أستاذ, والأم أستاذ مساعد والأبن مدرس وزوجة الأبن معيده، والخالة في شئون الطلاب , والعمة من أمناء المكتبه, والأحفاد ينتزعون الدرجات النهائية تأهبا لأعتلاء مناصب المعيدين في تناغم عائلي علمي يندر أن يوجد في أي مكان أخر, ودعنا من القيم الغربية البائسة ولنتمسك بقيم مجتمعاتنا الأصيلة العائلية, الجامعة المصرية هي كذلك أبعد ما تكون عن ما تنشرةه الحضارة الغربية الساقطه من جمود الأرواح وتحجر المشاعروحيادتها, بل هي معبد من معابد العواطف الشفيفة الساميه، فقد يهتز القلب العجوز لأستاذ فاضل أفنى عمره علما وكتبا ومذكرات وسكشنات لبضاضة عقل أحد طالباته, ونعومة رغبتها في المعرفه, ودلال طلبها للعلم, فيحنو عليها ويختصها بالأهتمام والرعاية إيصالا لها لمراتب الترقي العلمي حتى يضمها لصفوف أعضاء وعضوات هيئة الت..ريس, كأنما هو البستاني الحاذق ينتقي لباقته نوادر الورود والرياحين, أو قد يستشعر الطالب الوطني المستقيم توجسا من بعض زملائه الخارجين على الدولة والقانون فيضع نصب عينيه مسئوليته الوطنية أولا ويهرع ليحذر رجال الضبط والربط من تلك القلة المارقة, والأمن وقد استشعر منه الوطنية الجارفة لهو مكافئه بدفعه للإنضمام لهيئة الت..ريس , فحقا الأدب فضلوه على العلم, تلك هي الجامعه التي تنتفض أنتفاضتها الوقور بحثا عن التغيير وعن الأستقلال لتؤكد على مزيد من القيم والتقاليد الجانعية العريقه التي تميزها عن بقية جامعات العالم.

ورغم ذلك تبقى تلك الجماهير العاقة مستدبرة, صامتة, تأبى أن تسير في ركاب سدنة العلم والأخلاق الحميدة, تأبى الأنتفاض من أجل أستقلال الجامعة ومن أجل التغيير
أف له من وطن وأف لها من جماهير

على ان مسيرة التغيير الوطني الثوري لا تنتهي هاهنا بل تنتشر وتتوغل وتنتشر وتتوغل لتصل لأسمى القمم

لكن ذلك أمر شرحه يطول وأنا الليلة مشغول
فإلى لقاء قريب نتنقل فيه سويا في حديقة القوى الوطنية المصرية ونتعجب فيه معا من بؤس هذا الشعب وحخنوعه وأستسلامه...فإلى موعد قريب

ياسر