Tuesday, May 29, 2007

فضفه ع الماشي


قرائي الأعزاء

بما أنى قاعد فى المكتب ولا ورايا أي شيء أعمله

قاعد لا شغله ولا مشغله

وبما أنى لسه قارى مدونه لشخص سعيد ومبتهج بالحياه بشكل مريب الحقيقه- للاسف نسيت أحفظها- ونفسي أعرف الأخ بيستعطى أيه بالظبط عشان يشوف الحياه بلون بمبى مزهزه كده، فقررت دعما للتواصل الأنساني مع سيادتكم أني أفضفض شويه، وأخد راحتى وأسيب الكلام ينسكب أنسكابا على الكي بورد ومنه لأعين حضراتكم.

فضفوضه رقم 1:

مما يفقع المرارة في هذا العالم أن تقول للمرأة التي تحبها أنها جميلة جدا، فتنكر هي ذلك وتصر على أنها ليست جميلة وأنك البعيد نظرك على قدك مثلا أو مش بتشوف أو ذوقك بايظ، وأنها الحقيقة لا جميله ولاحاجه، وشكلها عادي خالص، وكأنك عديم القدرة على التقييم تماما، وكلما أمعنت في التأكيد لها أمعنت هي في الأنكار، بيحصل معاكم الموضوع ده؟

يا ترى لو قلت لها أنها مش جميله وأن شكلها عادي جدا حتنبسط مثلا وتثني على قدرتي المدهشه على الرؤية والتقييم؟ أكيد لأ، ثم أنني وقبل كل شىء أملك قدرة جيدة جدا على التمييز والتقييم ونظر جيد لحد كبير، لذلك يا حبيبتي حين أقول لك أنك أجمل ما رأيت فلا تنكري ذلك لأنك فعلا رائعة الجمال.

فضفوضة رقم 2:

أفتقد أشيائا كثيرة وأنا هنا بعيد عن مصر، إلا أن أكثر ما افتقد وجوده وأكثر ما أحب عدم وجوده هو (الحشريه) ، نعم الحشريه ، تلك العادة المصرية العجيبة، يقول المصريون عن أنفسهم أنهم (عشريين ) لكن عفوا المصريون (حشريين ) وحشريين لدرجة أجرامية ، نحن شعب الأنوف الطويلة التي لا نكف عن دسها فيما لايعنينا ولا يرتبط بنا ونحرص على الا نعرضها أبدا لخطر الأندساس فيما يعنينا ويخصنا حقيقة، فكل غتيت حشرى بمصر يمنح نفسه الحق في التدخل بشئون الأخرين تحت أي مسمى، بداية من جارك الذي يعترض على أن صديقاتك يزرنك بشقتك- التي هي ملكك وأشتريتها بمالك الخاص- بداعي الشرف لأنك أعزب ولا يصح أن تزورك نساء، وكلب الداخلية الذي يجلس متكوما منتفخا ككرشة جاموسه تركت في الشمس على كرسي بمحطة باب الحديد ويسالك حين يرى بطاقتك الشخصية عما جئت تفعل بالقاهره، تلك الرغبة في فضح الأخرين والتدخل السخيف بشئونهم الخاصة، تلك الأنوف الطويلة التي تسعى دائما لتعرية الأخرين وكشف سواترهم لم لا تستخدم لتعرية النظام اللص ونهابوه؟

مجرد سؤال.

فضفوضة رقم 3:

أيه بقى موضوع الجسر بين مصر والسعوديه ده؟ هي ناقصه؟ هل نحن فعلا نحتاج لجسر بين مصر والسعوديه؟ هل نحتاج لجسر يأتي ألينا باسراب السياح السعوديين؟ ونحن نعرف لم يأتون إلى مصر ، لنفس السبب الذي يذهبون فيه إلى البحرين أو دبي ببساطة : الخمر والدعاره، هل نحتاج لمزيد من هذذا النوع من السياح، أصدقائي البحرينيين يشكون مر الشكوى من غزو سياح المتعة السعوديين عبر الجسر الشهير بجسر (جونى وواكر)، وحتى هنا بدبي السائح السعودي غير مرغوب فيه لأنه بتاع مشاكل بصراحه وعدواني وغير منضبط وهمجي وفوضوي ويحيل أي مكان يأتي أليه إلى خرابه ويتسبب في تطفيش السياح الأخرين،- أكيد في ناس محترمه طبعا يمثلون أغلبية لكنهم لا يظهرون وسط مشاكل اقلية رديئه- ثم طبعا المشاكل الأمنيه وأكيد أن تفجيرين متتاليين في شرم الشيخ أظهروا مدى رداءة مستوى الأمن المصري بكافة فروعه فهي مش ناقصه ثقب كمان في جدار الأمن المهدم؛ ثم أيه حكاية الناصريين؟ هما محروقين على الجسر قوي ليه كده؟ من متى يتحالف الناصريين مع آل سعود؟ ومنذ متى يأكلون من الرياض؟ جديدة دى فعلا وهي تنهي الميزة الوحيدة التي كانت للناصريين، هم هكذا أصبحوا فاشيست صرف، وماذا يعني أن أسرائيل لا ترضى بالجسر؟ وهل كل ما يضر أسرائيل ينفعنا وكا ما ينفعها يضرنا؟ هل لو حاربت اسرائيل أنفلونزا الطيور علينا أن ننشرها؟ ولو نشرت الكمبيوترات بالمدارس مثلا فعلينا مكافحة تواجد الكمبيوتر؟

ما هذا المنطق المعتوه؟

ولم تخشى إسرائيل من جسر مصري سعودي؟

هل تقف السعودية مثلا موقفا معاديا لإسرائيل؟

أم هل البلدين المحكومتين بنظامين فاشيين أمريكي الهوى والعشق يمكن أن يشكلا تهديدا لإسرائيل؟

بطلوا دجل يا ناصريين

الجسر فعلا سيكون كارثة بكل المقاييس

عجيبه يا أخى أن مولانا حسني مبارك خان ممكن يعمل – من غير قصد طبعا – حاجه مفيده.

Sunday, May 27, 2007

المثقفة اللوذعية-3


إلى عباس العبد الذي صبر علي طويلا حتى أنهي هذه التدوينة.

في هذا المناخ عاشت (المثقفة)، منطلقة من أسرة موسرة مشروخة بخيانة الأم للأب والتي أبتلعها غصبا عنه خوفا على مستقبله أطفاله، وكونها الابنة الأصغر غير الجميلة والتي لا تلقى أي اهتمام من المحيطين بها- حدثتني مرة أنها اعتادت وهي طفلة أن تدخل على ضيوفهم عارية تماما- وهو تكنيك لأحداث صدمة جالبة للاهتمام، لم تكن جميلة، على الإطلاق، كان يسكنها اعتقاد غير مبرر بأنها جميلة ومثيرة وجذابة، لم تكن فقط غير جميلة، كانت موهوبة في تشويه مظهرها، وهو سلوك أصيل للمثقفة المصرية-إلا من رحم ربي- ولتعميم الفائدة أثبت هنا سطورا من الكتاب السري ( دليل المرأة الألمعية لتصبح مثقفة لوذعية)

أعلمي أختي الألمعية أن طريق الحصول على لقب ( مثقفة لوذعية) هو سهل ميسور وقد تذللت لكي صعابه ومهدت لكي هضابه ووهاده وأعلمي أن أول ما يدخلك بتلك الزمرة المحظوظة هو مظهرك لا مخبرك فإبدائي به إن شئت بسعيك الفلاح والنجاح

أولا : شعرك إياك أن تصففيه أما المشط فقاطعيه، وإياك والوقوع في استخدام الشامبو والبلسم والكريمات وما لا يلزم، بل حتى الصابون انبذيه وشعرك إياك أن تغسليه خاصة إذا ما كان الله قد منحك فيه كرتة شائكة ونكشه فائقة، فاتركيه طليقا ملبدا وإياك وغسله وإن كان لابد فإياك وتجفيفه بل أتركية فريسة للهواء يسمع فيه حفيفه.

ثانيا: أعلمي أيتها المرأة النجيبة أن أزين الزينة الماء فحذار مساحيق التجميل ويحبذا لو تقشف وجهك وتشققت شفتاك، أما لو أسرفت في السهر والتدخين فتحلق عيناك بالسواد وتربعتا على أكياس نفخاء فهو المطلوب والمرام، وإياك والتجمل فهو ينزع عنك طابع الجدية.

ثالثا: الحموم وضرره على مظهرك المثقف اللوذعي معلوم فانبذيه وتجنبيه، فتكون لكي رائحة فواحة وبها تشتهرين وبحضورها تعرفين خاصة في أيام الصيف القاهرية الحارة فاتركي الرطوبة تكوم عليك طبقات وطبقات من تراب القاهرة وتلوثها فيكون لجلدك لونها الكالح وطابعها.

أعزائي القراء تلك كانت مقتطفات من ذلك الكتاب السري مجهول المؤلف أو المؤلفين و(مثقفتي) العزيزة لو لم تكن مؤلفته فهي على الأقل قرأته ودرسته بعناية وطبقت كل تعاليمه حرفيا وبتشدد متطرف، وأضافت أليه فصل خاص باسمها عن كيف ترتدي المثقفة ملابس لا تليق أطلاقا بها أو بتكوين جسدها، تخيل أن تخرج امرأة معك، امرأة مثقفة لا تكف عن ترديد كيف أنها شاعرة وكاتبة مرموقة وهي مؤمنة أنها(مُزة) مثيرة يتهافت عليها العشاق، إضافة إلى ذلك فتلك المرأة المثقفة لا تتوقف كذلك عن ترديد أنها تحبك - مع الوضع في الاعتبار أنها لا تتوقف عن مغازلة رجال آخرين – ولا تتوقف عن أن تقول للآخرين –كاذبة طبعا – أنكما متزوجين – مع الوضع في الاعتبار أن هؤلاء الآخرون هم أصدقائي والذين يعرفون أنها تغازل رجال آخرون، حسنا هذه المرأة التي هي كل ما ذكرت أعلاه حين تقرر أن نخرج سويا – هي تقرر منفردة ولا تنتظر موافقتي – فإنها لا تفكر على الإطلاق في تصفيف شعرها الذي تتركه متناثرا خلف رأسها كذيل ديك إصابته صاعقة كهربائية، ثم تفرحني متباهية بأن التي شرت الذي ترتدي لديها منذ كانت بالمدرسة الإعدادية، ثم ترتدي تنوره – لا أعرف كلمة أخرى لوصفها – فهي تبدو كجزء من ستارة تم تخييطها على شكل أسطوانة وإضافة (أستك) وإذا ما عرفتم أعزائي القراء أنها قصيرة جدا مع امتلاء غير طبيعي بنصفها السفلي فلكم أن تتخيلوا المأساة التي عشتها في تلك (الخروجه) ، أتمنى أن تكون الإنترنت متوفرة حيث (أروى ) الآن لتعرف أي مأساة يعيشها من يرتبط بعلاقة مع مثقفة مصرية – وأنا لم أكن حتى معترفا حقيقة بوجود علاقة بها.

( مشهد رقم 1)

نهار داخلي

المكان: القطار المتجه من القاهرة للإسكندرية

الأشخاص: الكاتب و(المثقفة)

يقفان فى الفسحة ما بين عربتي قطار حيث التدخين مسموح

المثقفة تخرج علبة سجائرها وتشعل سيجارة وتحدق من نافذة باب القطار ولا تحرك عينيها عنها كأنما الشخص الأخر غير موجود تبدأ حوار غير واضح بسبب ضجيج القطار، تهرف بحكاياتها الخرافية التي لا تنفذ بداية من أول علاقة لها مرورا بكل علاقاتها الجنسية التالية وبتفاصيل دقيقة و متنوعة ( ملحوظة: لوقت طويل كنت أتجنب لقاء عدد من الكتاب والمثقفين لألا أنفجر في الضحك لتذكري ما حكته لي عن أدق خصوصياتهم) الكاتب يبدو (منفوخا) وغير مهتم على الإطلاق، وهي مستمرة في التحديق الأبله بالفراغ، مع الوضع فى الأعتبار أنها تحدق هي الأخرى من نافذة باب عربة القطار ولا تعيره أي أهتمام بل فقط تستمر في التهريف أو التأليف، فتلك كانت من أهم صفاتها، أنها تؤلف على نفسها، يعنى مش على الورق أو على الكي بورد أنما تأليف شفوي واقعي تسرى به في الحياة، كأنما لا تعيش حياتها بل تؤلفها، صانعة من كل فعل مشهدا دراميا ومن كل ذكرى تافهة موقعة تاريخية، حاجه تعل بجد، كأنما أقرأ دائما وأنا معها فصول من رواية فرنسية حديثة مملة ومليئة بالأحداث التي لا تتطور ولا تصل لهدف، المهم ألقت المثقفة قنبلتها الكبيرة أو الأكبر وحدثتني عن السر الرهيب في حياتها – أكتشفت فيما بعد أن نصف سكان القاهرة والأقاليم يشاركونني تلك المعرفة السرية المقدسة – ذلك السر هو حملها سفاحا دون أن تكون قادرة على تحديد الأب الحقيقي للكائن برحمها، وأضطرارها لأجهاض ذلك الجنين الذي قررت أنه كان أبنة ، ثم قررت الغناء ونحن بالقطار تحية لتلك الأبنة المغدورة فأصدرت ما يشبه عويل قطة تتصارع مع أفعى، طبعا ساعد صوت القطار على أخفاء ذلك العويل الموسيقي الذي يجمد الدم بالعروق، الكاتب يتخيل إن كان يمكنه أن يفتح باب اعربة القطار ويلقيها خارجه أو يلقي نفسه ويستريح. نهاية المشهد

طبعا قصة الجنين المجهض تم حكايتها لعشرات المرات بعد ذلك وبتفاصيل مختلفة- أحيانا متناقضة – ولأنني أتمتع بذاكرة من فولاذ لا انتقائية أبدا فأنا قادر على تذكر أي تخريف غث يصبه شخص بأذني مهما طال الزمن، لذلك كلما كانت تعيد رواية قصتها الأثيرة تلك كنت أسلي نفسي بالمقارنة ما بين النسخة المحفوظة بعقلي، وتلك التي تعيد تأليفها على أذني، طبعا أي اعتراض من أي نوع على أي تخريف يوحى به أليها ستكون نتيجته صراخ هستيري وسط الشارع وربما حالة تخشب أطراف هستيري، وطبعا فضيحة ومنظر يكسف قدام الناس، تلك القصة المأساوية الرهيبة عن فتاة يغرر بها أحد الذئاب البشرية ولا يفقدها أثمن ما تملك- حيث أنها فقداه من زمان- وتقوم هي بالتغرير بذئب أخر – أو أخرون – وتنتهي هذه (العكة) بحمل سفاح يتم إجهاضه، ثم استعمال هذه الحكاية كوسيلة للابتزاز العاطفي أو ألقاء هالة كاميلياوية – نسبة لغادة الكاميليا – على الذات، مصيبه.

طبعا الحكايات لا تنتهي لكنني أشعر بالملل – وأتمنى ألا تكونوا- كما شعرت بالملل وقتها، ملل مراقبة أنسان يحيل الحياة إلى عمل أدبي وليس العكس، كائن يعيش فى أكذوبة مركبة، أكذوبة القدرة على الأبداع، وأكذوبة أختلاق حياة وشخصية، وأكذوبة أن الهستيريا المرضية موقف فكري، وأسطورة أن (يغمة ) النشر بوزارة الثقافة تمنحك صك الإبداع، وأكذوبة أن أشلاء جيلي الستينيات المسحوق والسبعينيات المحبط قادرة على أطلاق حياة ثقافية أو أدبية من أي نوع، وأكذوبة حركة أدبية منغلقة على الذات تدعي القدرة على منح بعضها البعض شرعية من أي نوع.

والحق أقول أنها لم تكن حالة خاصة أو شاذة بالحركة الأدبية بالتسعينيات، بل كانت واحدة من كثيرون وكثيرات أستبدلوا الورقة بالحياه، أصبحوا يأتون للورق لكي يأكلوا ويناموا ويمارسوا الجنس بل وليخرجوا أحيانا ، أصبحت الورقة الفراش والمرحاض والوجود كله، مزيفون بلا حدود ، وقادرون على أيجاد السماسرة الذين روجوا لهذا الزيف بأعتباره أبداعا حقيقيا عسى أن يمكنهم سرقة بضع أعوام أخرى من زمن صلاحية وجودهم كمثقفين!

ربما اعود للموضوع وربما لا افعل.


Tuesday, May 15, 2007

تحت سماء غريبة

صباح الخير أيتها السماء

لم تبدين زرقاء فولاذية اليوم

صباح الخير يا السماء التي لا تشبه تلك المظللة لمدينتي

صباح الخير يا الشمس الشريرة التي لا تشبه شمس ارضي الطيبة

صباح الخير يا مدينة الصحراء

يا جرح الاسمنت والفولاذ بقلب الكثبان

لا يطيب أبدا

دائما ينز ألما ووحدة وعويلا مكبوتا كدموع الرجال

يا مدينتي البعيدة

كشبح أراك في أحلامي

كسراب تكونين

أفتقدك

أفتقدك طعم ملح بحرك على شفتي

أفتقد همسات أشباحك في ليالي الشتاء الباردة

أفتقدك يا أسكندريتي

منفي أنا في مدن الصحراء العطشى

عطش أنا

لا ارتواء لي

عطش يا مدينتي

وحيد

قلبي استحال تروسا تقعقع

دمائي جفت تحت شمس الصحراء التنينية

وحدك تعلمين من أنا

وحدك تبقين ذكري السيرابيوتاي الأخير

يا مدينتي

عسى ألا أنسى

عسى ألا يتوقف ذكر اسمي بمجالسك

عسى ألا تنمحي أثار قدماي من شوارعك

عسى أن أعود أليك

عسى أن أسير بشوارعك

عسى أن تغسلين روحي ببحرك من قسوة مدن الصحراء

عسى أن أعود حيا عند أعتابك

عسى أن تذكري أسمي حين أخطو عبر بواباتك.

اليوم أكمل عاما كاملا بعيدا عن الإسكندرية

لا تشغلني سوى فكرة وحيدة

هل سأعود؟

هل أبدا سأعود؟

تحياتي لكم يا أخوتي من تذرعون شوارعها

لا تنسوني

عسى أن تذكروني عند بحرها

عسى أن تسألوه أن أعود

Saturday, May 05, 2007

التوقف عن الفلفصه وحركة تحرير ميانمار


في العامية المصرية (فلفص) الشيء أو الشخص أي حرك أطرافه في هستيريا رغبة في الإفلات من قبضة ما، وكثيرا ما تتحول (الفلفصة) إلى فرفره والفرفرة هي الركلات والتشنجات الأخيرة التي تصدر عن الكائن في لحظات احتضاره الأخيرة ، تذكرت هذه الكلمة وأنا اقرأ أن)قرد الرمال) المدون قد قرر التوقف عن التدوين ومن قبله تباكى ( البهظ) على أن فضاء التدوين يفقد حريته ، وأعتقد أن شيئا يجب أن يرصد هاهنا وربما علي أن أنتحل شخصية ذلك الطفل الذي هتف في الحكاية الشهيرة أن (الإمبراطور عارٍ) ، كنت قد كتبت من فترة في احد المنتديات – التي قاطعتها – أن التدوين هو وريث حركة صحف الحائط بجامعات الستينيات والسبعينيات ووريث حركة مجلات (الماستر) بالثمانينات، إلا أنني كنت مخطئا، فهي ليست كذلك على الإطلاق، هناك فارق هائل هذا الفارق هو أساسا في مدى الاستعداد لدفع ثمن لممارسة الحرية، الحرية لا حدود لها ولا قواعد ولا قوانين، الحرية مطلقة ولا نهائية، الحرية لها فقط (فواتير) وبقدر ما أنت مستعد للدفع بقدر ما يمكنك أن تحصل على (حريه)، من علقوا صحف الحائط بالستينيات والسبعينيات على جدران الجامعة وتحملوا اضطهاد المباحث واشتبكوا مع حرس الجامعة ودفعوا الثمن إصابات وسجن وفصل من الدراسة، والذين طبعوا مجلات الماستر قطعوا من قوتهم ثمن ورقها وأحبارها وتعرضوا للاعتقال والاضطهاد كل ذلك لكي يمتلكوا (حرية) التعبير عن رأيهم، أما (التدوين) فهو يبقى الأسهل والأبسط والأقل ثمنا، لا صراع هاهنا ولا مخاطر، ضربات على الكي بورد ويصبح الموضوع متاحا للملايين ودون المخاطرة وكفى الله المدونون شر القتال، أنا لا أنكر الدور الرائع الذي يلعبه بعض المدونون في فضح ممارسات حكومة الاحتلال لمصر بقيادة (حسني مبارك خان) وأن بعضهم يمتلك حرفية صحفية رائعة مثل (جار القمر)، إلا أنني لا أستطيع أن إلا ان أتسال- ببراءة- لماذا كتب كريم هرتلته ضد الحكومة والدين والله ثم زين المدونة بصورة سيادته وبياناته كاملة؟ ولماذا يكتب( قرد الرمال) بالإنجليزية فقط في مدونته ؟ هل لأن الإنجليزية هي لغة المثقفين في مصر كما الفرنسية بالمغرب؟ أم لأنه يعبر عن معاناة ونضال خريجي المدارس الأجنبية والجامعة الأمريكية؟ أم لأنه يعبر عن معاناة الجماهير المصرية الواسعة التي ترطن بالإنجليزية في حواريها وأزقتها؟ أم لأنه يقف على الشاطئ الجنوبي للمتوسط ملوحا لمن هم على الشاطئ الشمالي عسى أن ينتبهوا لوجوده؟

جملة اعتراضية أولى : ( بالتسعينيات انتشرت موضة إصدار أعمال أدبية تحوى أهانات سمجة وطفولية للدين أو الله أو المقدسات بحثا عن الأضطهاد الرسمي الذي يجلب الأهتمام العالمي والمساعدات من الجمعيات الأوروبية التي تدافع عن حرية الأبداع وأخيرا طبعا جائزة الياناصيب الكبرى أي الحصول على حق اللجوء السياسي باوروبا).

أتفق مبدئيا مع (البهظ) في ان حركة التدوين ليست حركة أساسا وأن الأختراق السياسي المنظم لها افقدها الحرية التي كانت تستمتع بها، لكن الحرية غير قابلة للتجزؤ ولا يمكنك أن تتخيل الحياة تحت ظل دولة بوليسية قمعية وتتخيل ان جزء ما من حياتك قد يبقى خارج اطار القمع و بسياسة أو بدونها، كانت المسالة مسالة وقت فقط قبل أن تنتبه الألة البوليسية القمعية لوجود (فضاء التدوين الحر) ، إذا لم يكن التدوين المصري حركة سياسية أو ثورية كما حاول البعض الأيحاء أو كما حاول بعض المنخرطون في مولد خالتي (كفاية) لصاحبيه الحاج عبد الوهاب المسيري والمقدس جورج أسحاق أن يوحوا، التدوين لا يعدوا كونه (فلفصه) من مجموعة من الشباب – أو الأولاد – الذين أعجبتهم فكرة الأختفاء خلف جدار الأنترنت والبصق على قفا الحكومة العريض لكن ما أن تستدير الحكومة لهم مكشرة عن أنيابها حتى (يفلسعوا) هاربين أو باكين إلى أحضان أمهاتهم، إذا من الجميل أن (نفش غلنا) على المدونات، ومن الرائع أن تستضيفنا الفضائيات لنملأها بتحليلاتنا ومواقفنا السياسية الفخيمة لكن أعتقال أحد المدونين أو أن يظهر بعض مخبري المباحث على أطراف الشوارع التي نسكن فيها فتلك هي الطامة الكبرى ولامؤاخذه ما أتفقناش على كده ومش لاعبين قصدى مش (مدونين).

رسالة قصيرة:

إلى أحبابي البريئين الطيوبين الذين فقعوا مرارتي وعلى وشك فقع أجزاء أخرى والذين يملأون المدونات تباكيا على أعتقال أحد المدونين الأخوانيين ولليبراليين (الخرعين) الذين يكتبون نفس النوع من السخف بوسائل أعلامية أخرى، أسمحوا لي بسؤال : لماذا ترفضون أن تعتقل الحكومة الأخوانجيه؟ لم تتدخلون في صراع بين جناحين من أجنحة السلطه؟ نعم فالأخوان هم جزء من النظام وليسوا معارض له، هم جزء من تحالف العسكرتريا وراس المال الطفيلي والبطراركية الدينية ، إنها الهيدرا التي تهدد مصر والتي يشتبك الأن أحد رئوسها مع الأخر، الأخوان والطغمة الفاسدة الحاكمة هم نفس الشىء، فليأكلوا بعضهم بعضا، وليهلك فاشيست مباحث الحزب الوطني فاشيست أعضاء تلك الجماعة الأخطبوطية الماسونية الطابع أو ليهلكوا بعضهم بعضا، أيها المجانين هل تظنون فعلا ان البطريرك (عاكف) سيمنحكم ديموقراطية أو أن كبار هيئة اركانه سيمنحونكم الحريه؟

جملة أعتراضية ثانية: ( في التسعينيات كانت منظمة العفو الدولية تسرف في الدفاع عن "حركة تحرير ماينمار" بأعتبارها حركة ديموقراطية تناضل ضد نظام الحكم العسكري الديكتاتوري بتلك الدولة الأسيوية، وبعد سنوات وصلت الحركة والحكومة لاتفاق سلام وأنتهت الحرب الأهلية؛ أتدرون كيف أتفقوا؟ لقد أتفقوا على أقتسام سوق (الأفيون) ما بين جنرالات الجيش وقادة الحركه، وأنتهى الأمر على ذلك، كانت الحركة تقاتل من أجل نصيب بسوق الأفيون وليس من أجل الحرية.

قصة واقعية أهديها لمن يتباكون على الأخوانجية.