Sunday, May 04, 2008

الأشد كفرا...تلفيق الثقافة البدوية.....1



مدخل تأسيسي

في تدوينة سابقة علقت الصديقة ميرميد قائلة :
بالنسبة لموضوع البدو برضه نرجع لنفس النقطة تاني ليه برضه مش عاجبنا البدو سكان الصحراء؟؟؟ انا مش قادرة اقتنع بنقطة ان التمدن والحضارة مش لايق عليهم و كمان انت بتقول ان فخرهم بنسبهم و قبائلهم شيء سخيف ؟؟ ليه طيب؟؟؟ ماهو طبيعي الواحد يفخر بنسبه احنا فخورين بالفراعنة و هم فخورين بالقبائل بتاعتهم مفيش مشكلة في كدة



وهي الحقيقة مسألة تشغلني منذ سنوات، موضوع الصدام ما بين مستويين للتطور البشري
مستوى بداوة الرعاة الرحل
ومستوى المزارعين المستقرين

والذي ارى أن قصة الصراع ما بين قابيل( المزارع) وهابيل (الراعي) هي تكثيف وتلخيص مميز له

من بين الجمل التي ألتصقت بعقلي جملة يقولها الممثل لدور الشريف حسين للورننس العرب في فيلم
LAWRENCE OF ARABIA

حيث قال:"لا أحد يحب الصحراء سواكم أنتم الأنجليز المجانين، حتى البدو يحبون الظل والماء."
لنضع علامة هاهنا ونتذكر إلى جانبها إشارة إلى الحركة الرومانتيكية الأوروبية والتي ظهرت في الربع الأول من القرن التاسع عشر وأحتفت بمفاهيم البدائية والفطرة وأخترعت مفهوم (البدائي أو المتوحش النبيل).

ملحوظة تأسيسية :
لو تخيلنا وجود كائن بشري أفتراضي يجيد اللغة العربية وضليع في لهجاتها المختلفة لكنه لا يعرف شيئا عن منطقة المتحدثين باللغة العربية على الإطلاق ثم منحنا هذا الشخص تلفزيونا موصولا بلاقط للقنوات الفضائية موجه نحو العرب سات ووضعنا جهاز التحكم بيده وتركناه بمفرده أياما فيا ترى اي تصور سيتكون في عقله عن المنطقة طبقا لما تذيعه الفضائيات؟

أكيد سيعتقد جازما أن دول الخليج تمثل الأغلبية الساحقة من العرب، وأنها دول كبيرة الحجم كثيفة السكان مرهوبة الجانب متطورة ومتقدمة بما ينافس أوروبا وجنوب شرق أسيا، وطبعا سيظن أن دولا مثل سوريا والجزائر وتونس والمغرب والسودان ومصر هي دويلات أو مشيخات صغيرة الحجم نادرة السكان تافهة القيمة.
ولا يمكننا أن نلومه في أعتقاده أن الأغلبية الساحقة من العرب تقود سيارات لكسز ولاند كروزر في شوارع عريضة بمدن تمتلىء بالفلل الفاخرة وناطحات السحاب الزجاجية ليصلوا إلى مرابعهم الصحراوية ليمارسوا ركوب الهجن وسباق الخيول وشرب القهوة من الركوة في خيام مكيفة تزين الكثبان الرملية.

طبعا لنترك جانبا تصوراته عن جمهورية لبنان العظمى والجمهوريات العراقية المتحاربه
وأكيد سيتصور أن اللهجتين الخليجيه واللبنانيه هما المسيطرتان على اللغة العربية طالما أن الأغلبية الساحقة من المغنين والمغنيات والمذيعين والمذيعات ينطقون بها، إنه نوع من بدونة - إن صح التعبير- المنطقه وأعربة الشعوب المتحدثة باللغة العربية، ووضعهم جميعا تحت خيمة واحدة ، لكن من أين أتى هؤلاء الأعراب الجدد؟

أولا البدو كان يشار لهم دائما بأسم الأعراب وكتأصيل تاريخي لننظر قليلا في الكتاب الأهم بتاريخ الثقافة العربية على الإطلاق
لننظر في كتاب الله القرأن ونرى ماذا يقول عن الأعراب وقد ذكر الأعراب في عشرة مواضع بالقرأن الكريم
أذكر تسعة منها كبداية:

وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
التوبة 90

الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْـزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
التوبة 97

وَمِنَ الأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
التوبة98

وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ
التوبة101

مَا كَانَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلا إِلا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ
التوبة 120

يَحْسَبُونَ الأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلا قَلِيلا
الأحزاب20

سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا
الفتح11

قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا
الفتح16

قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
الحجرات14

وأخيرا الأية العاشرة

وَمِنَ الأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
التوبة99

تسع أيات من عشرة تدين الأعراب (البدو) وتعلن مروقهم عن الدين وتدمغهم بالكذب والكفر والتخلي وعدم الأيمان
حتى الأية 99 تقول (ومن الأعراب) أي تخصص وتفرز بعضا منهم مقابل الأية 14 سورة الحجرات التي تعمم وتجمل
لنرى الصفات التي دمغهم الله بها في كتابه الحكيم:
1) التثاقل عن نصرة الدين ورسوله
2) الأشد كفرا ونفاقا وليس مجرد كفرة ومنافقين
3) خونة ومتربصون
4) منافقون
5) أنانيون يبخلون بأنفسهم عن نصرة رسولهم
6) يتثاقلون عن القتال
7) كذابون
8) يتولون عن القتال ويجبنون عنه
9) عديمي الأيمان

تلك هي الصفات الواردة في القرأن الكريم للأعراب، ولو لا تخونني الذاكرة فلا أظن قوما أخرين بما فيهم مشركي مكة دمغوا بمثل تلك الصفات البشعة
لكني أبحث في دلالة النص الإجتماعية والمعرفية، تلك الأيات الكريمة ليست مجرد أيات قرأنية أو إبلاغ من الله
إنها في الحقيقة تأكيد وتكريس لموقف عرب الحضر من الأعراب، موقف عرب الحواضر في الحجاز وشمال الجزيرة واليمن وسواحل الخليج من الأعراب، ولو لم تكن تلك النصوص متفقة مع موقفهم ورؤيتهم وتصنيفهم لأحتجوا عليها ، بل لأخذها المكيين مطعنا في القرأن ورسالته، لكنهم لم يفعلوا لأنها جاءت مصدقة لإعتقادهم وموقفهم.
أقرأ تلك الأيات في ضوء الحديث الشريف:

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فقال : اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا ، قالوا : وفي نجدنا ، قال : اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا ، قالوا : يا رسول الله وفي نجدنا فأظنه قال الثالثة : هناك الزلازل والفتن ، وبها يطلع قرن الشيطان . رواه البخاري والترمذي وأحمد .
وفي هذا الحديث لفظ : نجدنا .

والحقيقة أن الكثير من الكتابات الصادرة عن السعودية تحاول لي عنق هذا الحديث وإعادة صياغته ليعني أي شىء غير حقيقته الدامغة الواضحة الجليه، وهو ما يتوافق مع كثير من الأحاديث والمرويات التي تؤكد غلظة الأعراب وعنفهم وجهالتهم في التعامل مع نبيهم
الموقف واضح وصريح
أشد كفرا ونفاقا، لم يؤمنوا، أرض الفتن وقرن الشيطان، إدانة واضحة من عرب الحواضر للأعراب، للبدو الرحل الذين لا ينتمون لشىء ولا يؤمنون بشىء ولا يرتبطون بشىء، والذين هم خطر واضح على الدين الذي ظهر في الحاضرة (مكه) وأنتقل ليزدهر في الحاضرة (يثرب) بينما تبقى البادية مخيفة ومخاتلة وغير مأمونة الجانب
هذا الموقف التاريخي والحضاري لا ينتهي هاهنا
فمع تأسيس الدولة الإسلامية الأموية، أو بالأحرى الإمبراطورية الإسلامية العربية برأسها القرشي، وخروج القبائل إلى المناطق المحتلة بفارس والعراق والشام ومصر وشمال أفريقيا، كان الرابط مع البداوة يخفت ويتلاشى، فقد أختلط العرب بأبناء الدول المفتوحة، وأسسواحواضر عظمى وتبنوا طرق العيش المحلية، البداوة نفسها كانت أخذة في الأفول والإضمحلال وإن لم يكن ماديا فمعنويا وفكريا، ومع ذروة الإمبراطورية العباسية أصبحت البداوة شىء من الماضي وأصبحت البادية مصدر للطرف والملح أو الشعراء الذين يعاد صياغتهم وصقلهم وترقيقهم في الحواضر ليوافقوا ذائقة أبناء المدن الكبرى في بغداد وسامراء ودمشق والأندلس، ولم يعد الأعرابي مرهوب الجانب أو مصدر خطر بل هو بالأحرى متهم بالغفلة والعته والبرية وهو مصدر للنكات والطرف، هو مسخرة يقوم بدور عبيط القريه
لكن ذروة توصيف وتصنيف البداوة والأعراب تأتي في القرن الثامن الهجري على يد الأستاذ عبد الرحمن بن محمد بن خالد (أبن خلدون) مؤسس علم الإجتماع فنقرأ في مقدمته الشهيرة

توصيفا جامعا مانعا للعرب ويعتقد الأغلبية وأنا منهم أنه إنما يقصد الأعراب تحديدا أي (البدو) مبينا موقفهم من الحضارة والعمران بشكل عام

الفصل السادس و العشرون في أن العرب إذا تغلبوا على أوطان أسرع إليها الخراب و السبب في ذلك أنهم أمة وحشية باستحكام عوائد التوحش و أسبابه فيهم فصار لهم خلقا و جبلة و كان عندهم ملذوذا لما فيه من الخروج عن ربقة الحكم و عدم الانقياد للسياسة و هذه الطبيعة منافية للعمران و مناقضة له فغاية الأحوال العادية كلها عندهم الرحلة و التغلب و ذلك مناقض للسكون الذي به العمران و مناف. له فالحجر مثلا إنما حاجتهم إليه لنصبه أثافي للقدور فينقلونه من المباني و يخربونها عليه و يعدونه لذلك. و الخشب أيضا إنما حاجتهم إليه ليعمدوا به خيامهم و يتخذوا الأوتاد منه لبيوتهم فيخربون السقف عليها لذلك فصارت طبيعة وجودهم منافية للبناء الذي هو أصل العمران هذا في حالهم على العموم. و أيضا فطبيعتهم انتهاب ما في أيدي الناس و أن رزقهم في ظلال رماحهم و ليس عندهم في أخذ أموال الناس حد ينتهون إليه بل كلما امتدت أعينهم إلى مال أو متاع أو ماعون انتهبوه. فإذا تم اقتدارهم على ذلك بالتغلب و الملك بطلت السياسة في حفظ أموال الناس و خرب العمران

ثم يطرح رؤيته لموقفهم من فكرة العمل والصناعات والحرف والأجرة والتوظيف، أي كل ما له علاقة بأنشاء روابط أقتصادية أجتماعية

و أيضا فلأنهم يتلفون على أهل الأعمال من الصنائع و الحرف أعمالهم لا يرون لها قيمة و لا قسطا من الأجر و الثمن و الأعمال كما سنذكره هي أصل المكاسب و حقيقتها و إذا فسدت الأعمال و صارت مجانا ضعفت الآمال في المكاسب و انقبضت الأيدي عن العمل و ابذعر الساكن و فسد العمران.

ثم هذا موقفهم من فكرة الحكم والحكومة والعلاقة ما بين السلطة والمحكومين

و أيضا فإنهم ليست لهم عناية بالأحكام و زجر الناس عن المفاسد و دفاع بعضهم عن بعض إنما همهم ما يأخذونه من أموال الناس نهبا أو غرامة فإذا توصلوا إلى ذلك و حصلوا عليه أعرضوا عما بعده من تسديد أحوالهم و النظر في مصالحهم و قهر بعضهم عن أغراض المفاسد و ربما فرضوا العقوبات في الأموال حرصا على تحصيل الفائدة و الجباية و الاستكثار منها كما هو شأنهم و ذلك ليس بمغن في دفع المفاسد و زجر المتعرض لها بل يكون ذلك زائدا فيها لاستسهال الغرم في جانب حصول الغرض فتبقى الرعايا في ملكتهم كأنها فوضى دون حكم. و الفوضى مهلكة للبشر مفسدة للعمران

ثم يجمل الأستاذ دليل تاريخي يثبت به تحليله للأعراب وتوصيفه لهم

و انظر إلى ما ملكوه و تغلبوا عليه من الأوطان من لدن الخليقة كيف تقوض عمرانه و أقفر ساكنه و بدلت الأرض فيه غير الأرض فاليمن قرارهم خراب إلا قليلا من الأمصار و عراق العرب كذلك قد خرب عمرانه الذي كان للفرس أجمع و الشام لهذا العهد كذلك و أفريقية و المغرب لما جاز إليها بنو هلال و بنو سليم منذ عهد المائة الخامسة و تمرسوا بها لثلاثمائة و خمسين من السنين قد لحق بها و عادت بسائطه خرابا كلها بعد أن كان ما بين السودان و البحر الرومي كله عمرانا تشهد بذلك آثار العمران فيه من المعالم و تماثيل البناء و شواهد القرى و المدر و الله وارث الأرض و من عليها و هو خير الوارثين.

هل أطلت بأقتباساتي عن ابن خلدون؟ لولا خوف الإطالة والإملال لزدتكم منه الكثير فأنا من المغرمين بابن خلدون ومن أتباعه وحوارييه ،ومن دراويش تلميذه بلدياتي السكندري الأقامة شيخ المؤرخين المصريين أحمد بن علي المقريزي. هؤلاء هم الأعراب وهذا هو الموقف منهم من عرب الحضر عبر أكثر من ثمانية عقود

لكن الأعراب المعاصرين ليسوا هؤلاء، إنهم في الأغلب الأعم بقايا القبائل التي خرجت من الجزيرة العربية لأستيطان الدول المحيطة، كما أنهم سلالة القبائل التي عادت إلى الجزيرة العربية بعد إنهيار الدولة العباسية على يد المغول (تميم مثلا) والتي يمكن أن نقول أن تعاربت أو تبدونت مرة أخرى بعد قرون من التحضر

كان هذا مدخل تأسيسي وفي المقال القادم سأحاول رصد الحالة المعاصرة للأعراب بداية من أواخر القرن التاسع عشر
.