Friday, March 20, 2009

البحث عن رئيس





إعــلان

جمهوريــة مصــر العربيــة



جمهورية مصر العربية (مصر) دولة مساحتها حوالي مليون كيلومتر مربع تقع في الركن الشمالي الشرقي لقارة إفريقيا, يقطنها شعب ذو تاريخ عريق, نشطت منذ تأسيسها لبناء الحضارة والمساهمة الفعالة المميزة في التاريخ البشري, وتم مؤخرا إعادة هيكلتها لتلعب دور الوسيط الإقليمي للولايات المتحدة, ومن ثم أعيدت هيكلتها لتصبح عديمة الدور أو القيمة أو الثقل.
تعلن جمهورية مصر العربية أنه بمناسبة قرب خلو منصب (رئيس الجمهوريه) في الدوله-لأسباب طبيعيه- ورغبة في تفادي أي فراغ دستوري تعلن الدولة عن فتح باب تلقي طلبات شغل الوظيفة المذكورة والمنصوص على مسئولياتها ومهامها في المواد من 73 إلى 85 من الدستور المصري وذلك لمن تنطبق عليه الشروط التاليه:

1- أن يكون مصري الجنسية من أبوين مصريين
2- متمتعا بحقوقه المدنية والسياسية
3- ألا تقل سنه عن 40 سنة ميلادية
4- أدي الخدمة العسكرية أو معاف منها
5- حسن السمعة والسلوك
6- خالي من الأمراض المعدية والمتوطنة

7- مستعد للإقامه أغلب العام في شرم الشيخ


وعلى الراغب في التقدم لشغل الوظيفة تقديم محفظة أوراق تحوي الوثائق التاليه:

1- شهادة ميلاده الأصلية وشهادة ميلاد أبويه
2- صورة بطاقة الرقم القومي

3- صورة من المؤهل الدراسي أو شهادة أجتياز أختبار إجادة القراءة والكتابه

4- صورة من شهادة تأدية الخدمة العسكرية أو إعفاء منها

5- فيش وتشبيه حديث

6-وصل كهرباء أو مياه

7-عدد 6 صور حديثه
8- أصل شهادات التطعيم ضد الحصبه والثلاثي
مميزات المنصب:

1- سلطات مطلقة لم يحلم بها الملك لويس 14 2
2- مواد دستور مفصلة خصيصا لتجميع كل السلطات في شخصه

3- طبقة سياسية مهترئة وعاجزة ومسالمة لأقصى حد

4- الراتب: سر قومي
المخصصات المالية: سر قومي
توفر الدولة:
1-عدد سري من المقار فائقة الفخامة, وعدد سري من وسائل النقل والترفيه

2- عدد 1 حزب سياسي فاسد تمليك, وعدد غير محدد من الأحزاب العفنه أيجار مفروش

يتم تقديم الطلبات في خلال 30 يوما من نشر الإعلان, وسيتم إبلاغ المقبولين مبدئيا بميعاد ومكان الأختبارات المؤهله في خلال 60 يوما من تاريخه
والله من وراء القصد.

قرائي الأعزاء رغم أني لا أميل للحملات الأنترنتيه, ولا أثق عادة فيها ألا إنني للمرة الأولى أدعوكم لحملة إكتتاب شعبي لجمع تكلفة نشر الإعلان السابق في الجرائد الرئيسية على صفحة كاملة, وأحسبها صح تعيش صح, وتعاطفك لوحده مش كفايه.. إتبرع ولو بجنيه لأن الجنيه غلب الكارنيه كما أفتى عميد السينما العربيه محمد سعد,وأنا إذ أتبنى هذه الدعوة المباركة لا أفعل ذلك إلا من باب التعاطف والشفقة الإنسانيين, التعاطف مع الطبقة السياسية المصرية وتابعتها الصحفية والشفقة على مثل هؤلاء الرجال المحترمين أن يستمروا في لعبة الكلب الحيران ما بين شخص وأخر وقد جفت حلوقهم وتدلت ألسنتهم وتفككت مفاصلهم في بحثهم الدءوب عن من يحل عليه الروح القدس ويأتيه تابوت العهد ليكون رئيسا للشعب فيمسحونه بالزيت المقدس ويجعلونه رئيسا على كل شعب مصر

الحق أقول لكم أنني أقف قلبا وقالبا ضد كل الدعوات المشبوهة لكفايه والتغيير والتبديل وأيا مما قد يمس مكانة الرجل الكبير ودوام تسلطه وحكمه, وهو ما لم أتوقف عن إعلانه منذ سنوات شفهيا وتحريريا, وهو ما عرضت في عجالة أسبابه بالتدوينة السابقه
أولا لنلقي نظرة تشخيصية نوعا ما على نظام الحكم القائم في مصر المحروسة حاليا وهو ما يصنف بأعتباره (نظام أستبدادي فردي) وهو النظام الذي قام مثله - بشكل أو بأخر- في أغلب دول الشرق الأوسط , وهو يتشابه لحد كبير مع النظام الإقطاعي القديم حيث سيد وحيد (ملك)يجمع بين يديه كل السلطات ويسيطر على كافة مصادر الثروة ويعد وحده مصدر الشرعيه والسلطه, ويقوم هذا (السيد الكبير) بتقسيم مملكته إلى إقطاعيات يمنح كل منها لسيد أقل شأنا- عادة ما يكون واحد من فرسانه او نبلائه- والسيد الإقطاعي مطلق اليد بشكل كامل في إدارة إقطاعيته بما عليها من بشر وممتلكات شريطة أن يلتزم بالولاء للملك ويؤدي الضريبة التي يفرضها عليه الملك, وأخذ النظام الإقطاعي تاريخيا طبيعة أكثر تعقيدا حيث ينشىء السيد الإقطاعي نظاما جزئيا بإقطاعيته شبيها بالنظام الكلي للملكه, فيقسم الإقطاعيه إلى مساحات أصغر يمنحها لسادة إقطاعيين أقل مرتبة يدينون له بالولاء ويؤدون له الضريبة, وهكذا.

هذا بعجالة هو النظام الإقطاعي تاريخيا وبشكله الكلاسيكي, ونحن نعيش في مصر نظاما شبيها لحد كبير بذلك النظام حيث السيد الرئيس يمتلك سلطات شبه مطلقة طبقا للدستور وسلطات مطلقة تماما طبقا للواقع وهو يقسم المملكة أو الجمهورية الإستبدادية إلى إحتكارات يمنح كلا منها لواحد من السادة الإقطاعيين المعاصرين (يحملون لقب رجل أعمال ) فهو يمنح أحتكار الحديد لأحمد عز, ويخص حسين سالم بأحتكار الغاز, ويرجح أن لواء العقارات كان معقودا لهشام طلعت مصطفى قبل سقوطه, ويهيمن على إحتكار النقل البحري ممدوح إسماعيل, وذلك على سبيل المثال فقط, كما يمنح (الرئيس الإقطاعي) رجاله إقطاعيات على الطراز القديم على شكل مساحات هائلة من الأراضي بأثمان شبه رمزيه, ويقوم هؤلاء (السادة الإقطاعيين) بإعادة تقسيم إحتكاراتهم أو إقطاعياتهم لمنحها لإقكطاعيين أصغر حجما بحيث اصبح لكل نشاط أقتصادي في مصر محتكروه قوميا وإقليميا, ويقوم الرئيس الإقطاعي بحماية رجاله ومنحهم درعا ضد اي مسالة قانونية كما يؤكد على تأولوية مصالحهم الإقتصادية - راجع الإطاحة بوزير الري لتعويقه طموحات مالك (الريف الأوروبي)- لكن هذا التحالف ما بين الفساد السياسي ورجال العصابات الملقبين (رجال أعمال) ليس ابديا ولا دائما, فكما في النظام الإقطاعي القديم حيث تصارع الإقطاعيون فيما بينهم مع إبقاء الملك الإقطاعي على صراعاتهم مكتومة ومسيطر عليها لئلا تنفجر مدمرة النظام كله, فإن الطبقة الحاكمة في مصر والمكونة من كبار السياسيين الفاسيدين والراسماليين الطفبيليين الكومبرادوريين تبدو من بعيد متحدة ومتفقة, لكنه إتفاق قطيع الذئاب, فصراعاتهم الداخلية عنيفة, قاسية ولا تعرف الرحمة, وهي تبقى محكومة ومكبوتة تحت سيطرة السلطات المطلقة للرجل الكبير, لكن - وهذه اللكن هي ما يجعلني أرفض اي مطالبة بتغيير الرئيس- فمع تقدم مبارك في السن أصبح من الصعب عليه بشكل مضطرد السيطرة على صراعات رجاله وصداماتهم خصوصا مع ظهور وصعود نجم (المحاسب) جمال مبارك ومحاولته أحتلال موضع ولي العهد مدفوعا بطموح مجموعة جديدة من رجال الأعمال المتأمركين, وبداية ما وصف بصراع الحرس القديم والحرس الجديد والذي كان من نتائجه الإطاحة بكبار من عيار يوسف والي ووضع بلدوزر الحكومه (كمال الشاذلي) على الرف، وتقليص سلطات صفوت الشريف, وحتى داخل ما يسمى الحرس الجديد وصلت الصراعات بينهم لكسر عظام هشام طلعت مصطفى على يد أحمد عز والأن يتنمر رشيد محمد رشيد لنتف أجنحة أحمد عز
, هذه المجموعة الجديدة من الإقطاعيين تمتاز بميزتين مهمتين, الأولى هي إفتقادها لأحترام الرجل الكبير لأنها تراه وهو في أضعف حالاته وقد هدته الشيخوخة والصراعات الدائرة حوله مع تواضع قدراته وميله للحلول الوقتية الجزئية ولذلك فهي أكثر ضراوة في التصارع فيما بينها وأكثر إستعدادا لأسقاط بعضها البعض دون التفكير في تاأثير ذلك على المنظومة الكليه للحكم الذي يواجه أزمة عنيفة في الصراع ما بين أجنحتعه الأساسية وما تكرار إعتداء الشرطة على رجال القضاء إلا دلالة على أستعداد النظام لإستخدام ذراع ضد أخر وجناح لقمع تمرد جناح أخر وهو في رأيي تطور مهم وذو دلالات, مما بدفعني للأعتقاد أن هذه الصراعات بين أجنحة النظام ورجاله لن تلبث طويلا حتى تصل إلى الأركان الأساسية وهي الأجهزة الأمنية بفروعها وأنواعها المتعددة, والمرشحة لخوض صراعاتها الداخلية كصدى للصراعات بين رجال الرئيس وأبنه, وخوض صراعاتها كأجهزة ضد بعضها البعض عند أشتداد حالة الإستقطاب لتجهيز الساحة للخلافه, المميز الثاني للمجموعة الجديدة من رجال النهب هي عدم فهمهم ولا أحترامهم لحالة الهدنة القائمة ما بين النظام من جهة والشعب من جهة أخرى والقائمة على الحفاظ على حد أدنى من المكتسبات الإجتماعية دون مساس (= الدعم, قانون الإيجارات القديم...إلخ) وهم في فورة سعارهم لنهب الدولة يهددون تلك المكتسبات ويخلون بالهدنة مما يدفع بالمزيد من القوى الشعبية لمعاداة النظام والأستعداد للثورة عليه.
إذا بقاء حسني مبارك على رأس النظام لأطول فترة ممكنة بكل ضعفه وأفتقاره للقدرة على السيطرة على أركان (دولته/عصابته) سيؤدي حتما لتفجير الصراعات أكثر وتصاعدها بين أركان نظامه كما سيؤدي لمزيد من الإحتقان الشعبي وتثوير الشارع وهو ما يتوقع أن يطيح بالنظام كله.
لكن الحتمية البيولوجيه أقوى من أي شىء أخر, والرئيس العجوز قد يمتد به العمر وتتدهور حالته أكثر ليتحول إلى حاكم من غرفة الإنعاش أو أن يلاقي وجه ربه قريبا فيخلو مكانه وحينها من سيأتي مكانه؟
أعتقد جازما أن هذا السؤال مطروح بقوة وحدة في العديد من الدوائر تبدأ من مكتب ما في إدارة مستشار الرئيس أوباما لأمن القومي وتنتهي في قعده على قهوة أنح مرورا بالهمسات في القصر الرئاسي نفسه, بينما تغني الطبقة السياسية المصرية أغنية (الرفاق حائرون ...يتساءلون) أثناء لعبهم (الكلب الحيران) من مرشح لأخر طارحين الأسماء الأتية على سبيل المثال:

1- جمال مبارك...نتكلم عنه فيما بعد
2- اللواء عمر سليمان: شخصية غامضة أشبه ما يكون برقم صفر في مغامرات الشياطين 13، (73 سنه)أحد أعمدة النظام وأركانه وحافظي توازنه, يبدو من بعيد رزينا ممسكا بخيوط كثيره , لم يعرف عنه اي أهتمام واضح بالسياسه الداخليه ولا يعرف له راي أو موقف بخصوصها
3- عمرو موسى: بيروقراطي حكومي أصلي بلقب وزير سابق (73 سنه), ويشعغل حاليا منصب أكبر بيروقراطي في أفسد جهاز بالشرق الأوسط, أبن النظام وربيبه, يحمل كل صفات الموظفين البيروقراطيين, حنجوري كبير وأتحدى من يسجل له موقف وحيد حقيقي.
4- محمد البرادعي : بيروقراطي عالمي لم يعرف عنه اي أهتمام من اي نوع بالسياسه الداخليه المصريه
5- أيمن نور: بالونه إعلاميه وشخصيه بسيطه محدوده يلعب لعبة لا يملك مقوماتها, أقرب لمشاغب سياسي منه لزعيم حقيقي, برنامجه الاقتصادي والسياسي لا يتناقض جوهريا مع برنامج الحزب الوطني.

لكن إذا كان كل هؤلاء لا يصلحون فمن يصلح رئيسا للجمهوريه؟
وأنا أجيب :
أي أحد يصلح رئيسا للجمهوريه
وإجابتي ليست بسبب تعاملي مع الموضوع بخفة أو عبثية, لكن لأنني أدرك أن السادة المفلسين سياسيا وعقليا الذين يبحثون عن رئيس يصرون على أبقاء الدولة واقفة على راسها, أولا طالبوا بتقليص صلاحيات الرئيس التي تشبه السلطات المطلقه للسلاطين العثمانيين, وطالبوا بتفكيك تحالف الفساد السياسي والراسماليه الكومبرادوريه, وحرروا مقدرات الوطن من سيطرة راس المال الطفيلي العميل وأنشئوا دولة مؤسسات حقيقيه, وأطالبوا بحرب حقيقية ضد الفساد بكافة اشكاله مهما كان الثمن, وحينها فإن أي شخص قد يصلح رئيسا, لأنه حينها لن يكون الرئيس هو الوالي المتحكم بالرقاب والعباد, بل سيصبح مجرد موظف عمومي بدرجة (رئيس دوله) بينما يتولى الشعب السلطة الحقيقية عن طريق تنظيماته الشعبية الديموقراطيه, هكذا تقف الدولة على قدميها وليس على راسها, وتوضع القضية في موضعها الصحيح
فليس السؤال : من يحكم مصر؟
لكن السؤال الحقيقي هو : كيف تُحكم مصر؟
وهو السؤال الذي تتفاداه الطبقة السياسية المصرية بإصرار مريب
لا أدري إن كان بسوء نية لرغبتهم في أبقاء هذا العفن براس جديد, أم بحسن نية لأنهم بكل هذا الخطل والفلس الفكري
سؤال انتظر إجابته

ياسر

Friday, March 06, 2009

مصر هي أمي .......الساذجة 4من2



تعلمنا الأدبيات الليبراليه , بل وتلح على أن الحرية ضالة الرأسمالي وأن الديموقراطية هي محرابه المقدس الثاني- بعد البنك- وأن لا بقاء للرأسمالية إلا بتوفر الحرية والديموقراطية, والحقيقة أن الراسمالية لم توفر جهدا في الدفاع عن الحرية والديموقراطية فقد دمرت دولا وأبادت شعوبا وخلقت أسلحة دمار لا تخطر على ذهن شيطان, كل ذلك في سبيل الدفاع عن الديموقراطية ونشرها, إن كان هذا هو الحال الذي أستقر عبر أكثر من قرن من الزمن وأصبحت الديموقراطية المعبود الثاني للرأسماليه- بعد الربح- فلي أن أتعجب حين يفرز (سميح ساويرس) سخافة مثل أقواله التي نشرتها جريدة البديل نقلاعن حديثه مع جريدة سويسريه -وهو ما أحتفى به العديد من المواقع الإسلاميه والمسيحيه كلا بغبائه الخاص- حيث يرى هذا النكره الساويريسي
أنه يفضل أن يحكم مصر ديكتاتور مستنير أفضل من أن تكون دولة كاملة الديمقراطية
ويضيف من فرط حكمته الساويريسيه قائلا :
مصر ليست مؤهلة للديمقراطية لأنه من السهل خداع الناس وشراؤهم بالفلوس وأي انتخابات حرة ستؤدي لعدم الاستقرار
ويكمل الساويريسي الصغير هرتلته العقليه في مديح للنظام الملكي وخربطات أخرى حول الأديان واشياء من هذا القبيل

راسمالي ويدافع عن الديكتاتورية والحكم الملكي بينما الرأسماليه هي من اسقطت الحكم الملكي في أوروبا وقيدت سلطات من تبقى فيها من ملوك....عجيبه مش كده؟!!! لكن كلام أخر العنقود الساويريسي ليس بجديد فقد تفضل السيد الدكتور رئيس الوزراء المصري قبل ثلاث سنوات تقريبا بان الشعب المصري بلم ينضج بعد للديموقراطية, والعجيب أن اللورد كرومر كان له راي شبيه بذلك قبل ما يقرب من قرن من الزمن فحواه أن المصريين غير مؤهلين لحكم أنفسهم لأنهم لم ينضجوا بعد لا أملك إلا ان أضع هذه الجمل التاريخيه لتلك الشخوص جنبا لجنب مع جمل يروجها اشباه الاسطى إبراهيم عيسى عن كون الشعب المصري خاضع وخانع ومحب للعبودية......إلخ, وهو ما يتسشابه مع أمثال جمل من عينة أن الشعب المصري تجري في جيناته جينات العبيد والمستسلمين...إلخ تبد مقولات كتلك مترابطة بعضها ببعض رغم أن كلا منها له منطلقه وأهدافه الخاصة, فكلا من الساويريسي الصغير ورئيس الوزراء الطويل عضو أساسي في تحالف الدولة الفاسدة والرأسماليه الكومبرادوريه (وهي رأسمالية طفيليه تعمل كوكيل محلي للراسماليه الأجنبيه), وبما أن ثروة السيد ساويرس وغيره من الراسماليين المصريين تعتمد على فساد الدولة التي تدعم تلك الرأسمالية اللقيطة بكل بطشها الأمني وحقارتها التشريعيه وفسادها الإداري فمن الطبيعي أن يرفض أي رأسمالي مصري أي نوع من الديموقراطية أو الشفافية الذين قد يقضون على الفساد الحكومي الذي تزدهر فيه تلك الرأسمالية الطفيليه وتنتعش والتي لا يمكنها التواجد دونه, ببساطة هذه هي أسباب الرأسمالية في تحقير الشعب المصري ودمغه بالعبودية والخنوع, فما هي أسباب هؤلاء البرجوازيين الصغار؟
ينقسم البرجوازيون من لاعني الشعب إلى نوعين:
الأول: الخدم والعبيد الذين ينشطون في معية الرأسماليين الفاسدين الكبار والذين يعملون كمروجين ومنظرين لرجال الأعمال وعلى راس هذه المجموعة كتبة الصحف المسماة (مستقلة) والتي تنتشر أنتشار العفن في الجيفة دافعة مرتبات (مريبة) غير مبررة يسيل لها لعاب الكثير من الصغار والكبار الذين يروجون بذكاء أحيانا وبغباء كثيرا لكل تنظيرات الرأسماليه المصرية الفاسدة وعلى رأسها أن المصريين شعب خنوع ذليل عبودي.

أما النوع الثاني فهي البرجوازية التي أدركت - وإن بغير وعي كامل- ضعفها وجبنها وعجزها التام عن القيام بأي تغيير حقيقي فهي تهدهد نفسها بتعميم تشوهها الخاص على الشعب كله, وهو تكنيك نفسي شائع يسمى الإسقاط حين يقوم الشخص بأسقاط عيوبه على الأخرين ليبرىء نفسه منها, فالفاسد يتهم العالكم كله بالفساد,والرعديد يتهم العالم كله بالجبن, والبرجوازية العبدة الخانعه تتهم الشعب كله بأنه عبودي وخنوع, وهي لا تعبر عن ضيقها من الوضع الحالي سوى بما يمكن تسميته (الطفوله التغييريه) , التغيير وخلاص, ليذهب الرجل الكبير وليكن بعدها ما يكون, كفايه عليه كده
أليس هذا ما يقولون؟
أليس هذا ما نشأت من أجله كفايه؟ ويروج له الكتبة المأجورون من عينة إبراهيم عيسى وأشباهه؟
أليس هذا شعار (ثوراتهم) الصغيره؟
وهي في رأيي دعوة خبيثة تهدف للحفاظ على الوضع القائم وليس تغييره في الحقيقه فبنية الدولة المصرية المعاصرة والتي تعتمد قاعدة المستبد الفرد والذي قد تعاونه وتندمج فيه مجموعة عائلية صغيرة تجعل من الرئيس والمجموعة الضيقة المحيطة به الإطار الضام والحافظ للنظام كله- بكل فساده وبشاعته وفشله- فهو أشبه بالخيط الذي يضم حبيبات المسبحه, فإن أنقطع ذلك الخيط إنفرطت الحبات وتفرقت وضاعت, وتدرك الطبقة الحاكمه أن النظام الحالي قد أخذ في التهرؤ بعنف وأضطراد سريع مما يهدد بأنهيار النظام كله, وبدلا من أن نترك النظام ينهار محطما بعضه, بدلا من أن نترك خيط المسبحة المهترىء حتى ينقطع فتنفرط الحبات, فإنهم ينادون بتغيير راس النظام, بأحضار (خيال مأته) يوضع على راس النظام بدلا من راسه الذي هدته الشيخوخة وجبروت المسئوليه مقارنة بمحدودية القدرات ليقوم الراس الجديد ربما ببضع حركات مسرحية من نوعية (التطهير) و(محاربة الفساد) مبقيا نظام التحالف ما بين الفساد والكومبرادورية قائما ربما لعقود أخرى, خيط جديد للمسبحه يمنع إنفراط حباتها دون تغيير لترتيب الحبات ودون تخلص مما يبدو كحبات المسبحه وإن كان في الحقيقة اقرب إلى (روث الغنم), لا أيها السادة الذين تضربون الأرض كما يفعل الطفل الحرون مطالبين برحيل راس النظام, ليبقى الراس المترنح حتى يسقط وحده مسقطا معه العفن الرابض على قلب مصر, هذه الطفوله التغييريه هي عرض مهم من أعراض تشوه ومرض البرجوازية المصرية التي لم تتوقف عن أصابة المجتمع كله بأمراضها وتشوهاتها عبر ما يقرب من قرن ونصف من الزمن أهدرت فيه هذه البرجوازية الرديئة نضال الطبقات الأخرى وأجهضته نافثة الوباء في أعضاء مصر كلها, وخاصة البرجوازية العقارية والتجارية التي ابقت عليها رأسمالية دولة عبد الناصر لتتغذى على الفساد الذي خلقته(=البرجوازية) مدمرة القطاع العام وناهبة اياه لتنادي الأن ببيعه لها ولسادتها الراسماليين الأجانب بابخس سعر ممكن, البرجوازية المريضة التي أنفتح لها باب الحل الفردي بالهجرة لبلاد الجاز والرمال لتتشرب الذل هناك وتعود محملة بتراث التحجر الديني والتخلف الحضاري ومقدمة رافد أكثر تشددا للممثل المحلي للفاشية الدينية (الإخوان المسلمين) والتي ساهمت كمنتج فكري برجوازي صميم في تشويه الحركة النقابية المصريه, وتوغلت لتصيب بعدواها المميتة حتى الطبقة العامله.
الحقيقه أعتقد أنها قد تكون فكرة جيدة لكتاب بعنوان (التاريخ الإنتهازي الإنهزامي للبرجوازية المصرية) أو (كيف عوقت البرجوازية المصرية كفاح الشعب المصري), والحقيقة أن الممارسات الإنتهازية لما يسمى (المثقفين) البرجوازيين أو (الناشطين) هي نموذج واضح تماما لمدى زيف هذه الطبقة وتزييفها للواقع بما يخدم إنكارها لما تحمله من جبن وفشل وإنتهازيه.


أذكر أنني وقت إندلعت إضرابات عمال المحلة تعجبت من أن بعض المدونين الذين ملئوا الفضاء السيبري ضجيجا دفاعا عن ضحايا التعذيب, وأعتراضا على أحكام حبس رؤساء التحرير صمتوا تماما أمام ما يحدث في المحلة وكأنه حدث في كوكب أخر, بل أن أحد المدونات المصابة بغزاروة تدوينية أتهمت من لاموها على تجاهل أحداث المحله بأنهم (مباحث)!!, وأذكر أنني في تدوينة قديمة حين نقدت تجزئة مفهوم (حقوق الإنسان) الإجمالي إلى قضايا فرعية كحقوق المرأة وحقوق المثليين ...إلخ وجهت بهجوم عنيفو وغير مبرر من وجهة نظري وقتها, لكنني مؤخرا أكتشفت السر, وكلمة السر هي (السبوبه) فتلك الجماعات والجمعيات الحقوقية التي تنتشركالفطر على الخبز المتعفن هي جمعيات (سبوبه) وأسترزاق أو بلغة موسيقيين الأفراح (نحتايه) تهدف لأجتذاب التمويل الخارجي الوفيروتوجيهه لجيوب القائمين عليها, لذلك فالكتابة عن فقضايا التعذيب - رغم عدالة القضية- مدفوع الثمن, بينما لا أحد سيدفع من أجل الكتابة عن أضرابات المحله, كما أن تلك القضايا الحقوقية الزائفة هي (أكل عيش) وطبعا قطع العيش أسوأ من قطع الرقبه.

جملة أعتراضيه: هو ماحدش بيكتب عن التعذيب الأيام دي ليه؟ هما بطلوه؟

نموذج أخر لأنتهازية المثقفين البرجوازيين وليهم للحقائق, فبينما قام السادة الكتبة (= الصحفيين) بتضخيم وإبراز تحركات البرجوازية التمردية كحركة القضاة والصيادله وملاك مقطورات النقل, فإنها تتعمد إخفاء وتجاهل التحركات العماليه، فحين أضرب أكثر من 4000 عامل في مصنع (أندوراما للغزل-شبين للغزل سابقا) نشرت وكالة رويترز الخبر يوم 5 الجاري, بينما لم تتفضل صحيفة (البديل) اليساريه!!! بنشره إلا يوم 8 وفي ترتيب متأخر بصفحتها الإلكترونيه, طبعا فالشعب خانع وعبودي وتجري في عروقه دماء الرقيق الأذلاء وهو لا يتحرك ولا يثور, وإنما هم صفوته البرجوازية فقط تثور وتتمرد من أجل أعادة اقتسام كعكة الوطن مع الفساد اللصوصي الحاكم.

نأتي للنقطة الرئيسيه, والسؤال المحوري
هل البرجوازية المصرية قادرة على القيام بثورة وطنية ديموقراطيه؟
لنستعرض في عجالة ما فصلناه سابقا عن أوراق أعتماد تلك البرجوازية
1- أفسدت وأجهضت عبر أكثر من قرن ونصف نضال الطبقات الأخرى وعوقت التطور الطبيعي للنضال الشعبي من أجل الحرية والديموقراطيه.
2- عجزت عن أيجاد أي شكل حقيقي للثورة أو التغيير أو عن وضع أي تحليل منطقي للوضع الحالي وسبل الخروج منه وهي ما تزال تتخبط في تنظيرتها البلهاء عن وجوب تغيير راس النظام مهرولة من شخصية مقترحة (لا تصلح)لأخرى ومن تمرد زائف قابل للشراء لأخر
3- طبقة هشة مصطنعة شوهاء لا قوام ولا هيبة لها

تنص الماركسية اللينينية على وجوب أن تقوم الطبقة البرجوازية أولا بثورتها الوطنية الديموقراطية, ومن ثم تمهد الطريق لقيام الثورة الشعبية الديموقراطية الإشتراكيه, لكن ماذا لو أن البرجوازية عاجزة عن أنجاز ثورتها؟
ماذا لو أن الطبقة البرجوازية غير راغبة في القيام بتلك الثورة, ولا تفعل سوى خيانة الطبقات الأخرى؟
هل على بقية الشعب أن ينتظرها للأبد؟
بالطبع لا, فقد تجاوز التاريخ المرحلة التي قد تقوم فيها البرجوازية بثورتها الديموقراطية,وهي لم تكن ولم تعد مؤهلة لهذا الدور، هي كالممثل الذي فوت إشارة دخوله للمسرح وتجاوز النص دوره , فلا يحق له أن يدخل في أي لحظة ليلقي جملته لأنها ستكون حينها عبثية ومدمرة لأنتظام العرض المسرحي كله, لقد فات القطار البرجوازية المصريه وكل محاولاتها العرجاء الشوهاء للعب مسرحية (الثورة) و(التغيير) محكوم عليها بالفشل ومكانها الحقيقي هو مزبلة التاريخ

أيها السيدات والساده .لقد أنتهى دوركم وأثبتم فشلكم وخيانتكم, أيها السيدات والسادة أذهبوا للجحيم

فالقوى الحقيقية الحية بهذا المجتمع هي عماله والذين بعد تحررهم من أوهام قالقطاع العام بدأوا بأكتساب وعيهم الطبقي بسرعة مدوه ودون أي مساعدة أو تدخل من السادة المتعاصين ماركسيه, الطبقة العامله المتحالفه مع القوى النضاليه للفلاحين والقوى النضاليه لبروليتاريا الياقات البيضاء (موظفو الحكومه) والذين أثبت الأعتصام البطولي لموظفي الضرائب العقارية أنهم قابلون للتحول لحليف مهم قوي للطبقة العاملة, هم والقلة الشريفة من المثقفين الثوريين الوطنيين هي القوى الوحيدة القادرة على إنجاز ثورة شعبية ديموقراطية حقيقيه

أما السيدات والساده المرابطين خلف أوشحتهم وفايسبوكهم وكفايتهم وحركاتهم ذات التواريخ فهم السذج وليست مصر أمي

ياسر