حكايه:
يقال أنه بارض بعيدة، في زمن بعيد وجدت (منطئه) تحكمها الغيلان، مش الغيلان كلها مره واحده طبعا وإلا لأنعدمت إمكانية الحياة بها ولا كانت وصلت لنا هذه الحكايه ولا يحزنون، القصد كان يحكمها دائما غول واحد كبير، البعض يقول أن هذا الغول لا كبير ولا حاجه وأنه مجرد صبي لغول أكبر يتحكم فيه والدليل أن الغول الحاكم يختفي من حين لأخر ليحل محله غول جديد، دون أن يعلم أحد أين ذهب من ذهب ومن أين أتى من يأتي، والبعض روج أن للغول الحاكم غيلان صغيرة تتعايش من فتاته، لكننا لا نراها ، ثم أننا لا نرى له فتات لكي نؤمن أنه يوجد ما يمكن أن يتعايش عالة عليه، المهم كلها أشاعات وتخرصات، الحقائق أبسط، ومن أهمها أن الغول لكي يكون غولا يجب أن تكون عينه حمراء، رغم أن أحدا لم يشرح هل للغول عين واحدة حمراء أم أن له عينان إحداهما حمراء وللثانية لون أخر، المهم أنه بما أن عين الغول حمرا، فلابد من جدع يقول للغول (عينك حمرا يا غول)، ودائما ما وجد هذا الجدع، ، جدع عادي تماما، تنتفخ أوداجه في ليلة سودا نوحي فينفث أخر نفس من الشيشة ، أو يجرع أخر شفطة في كوب البيره ويذهب إلى بيت الغول ، يدق الباب وحده ويقف الجميع على مسافة بعيدة يتنصتون، لا ينظرون ، فقط يتنصتون، يسمعون صوت الطرقات الثورية المهيبة على البوابة الخشبية المخيفة، وينصتون مرتعدين لصرير المفاصل الفولاذية الصدئة وللهتاف الحماسي (عينك حمرا يا غول) ثم صرير البوابة مرة أخرى وهي تنصفق، ثم اللاشىء، فقط الصمت، وبعد دقائق تتعالى رائحة الشواء من بيت الغول، ولأن الجدع لن يعود يتدبس شخص ما أو أشخاص في حساب المقهى أو الخمارة، ثم يعود الجميع لبيوتهم، هكذا كان دائما، وهكذا أستقرت العادة، الجدعان والأنفاس أو الرشفات الأخيرة، الهتاف والصرير ورائحة الشواء، ، هكذا كان وهكذا ظن الجميع أنه سيكون ، حتى كانت ليلة سودا نوحي ككل اللياي السودا النوحي التي مرت قبلها، جلس جدع منتفخ الأوداج على المقهى ونفث أخر نفس من الشيشة ثم ذهب ناحية بيت الغول ليهتف في وجهه بالهتاف الثوري المأثور، من بعيد سمعنا صوت الطرقات وصوت صرير المفصلات والهتاف الحماسي(عينك حمرا يا غول) ثم الصمت وصرير أنغلاق البوابة، ككل مرة أستعد البعض لدفع حساب المقهى عن الجدع الثوري والعودة لبيوتهم وهم يتشممون رائحة اللحم المشوي، لكن المره دي كان الأمر مختلفا، سمعنا صوت أقدام أتية من ناحية بيت الغول، صوت أقدام ثقيلة كأنما هي من رصاص، ومر الجدع الثوري وسطنا عائدا إلى المقهى وكأنما لا يرى أحد فينا، ، جلس على مقعده وألتقط مبسم الشيشة وسحب نفسا أخر حبسه طويلا ثم أطلقه بتنهيدة عميقه، تجمع الكل حوله وكأن على رءوسهم الطير، الكل حبس في صدره السؤال الحارق وكأنما إطلاقه قد يؤدي لتلاشي الإجابة التي بدت أغلى من الحياة نفسها، غير القهوجي الحجر وسحب الجدع أنفاس أخرى عديدة عميقة، أطلق سعالا مؤلما مكتوما، ودون أن يرفع راسه قال: أنا قلت له (عينك حمرا يا غول) والله قلت لها له، بص لي وأبتسم وقال لي: معلش أصلي سهرت شويه أمبارح وعيني ألتهبت من قلة النوم، قلت له (ألف سلامه) قال لي: (الله يسلمك) وقفل الباب.
هكذا أجاب وحدق في ولعة الشيشه ولم يرفع رأسه، ليلتها لم يتورط أحد في دفع حساب المقهى ولم يشم أحد رائحة لحم مشوي،
مرت الأيام ككل الأيام، وهل تفعل الأيام شيئا سوى أن تمر؟ فقط أيام تمر في ( المنطئه) التي يحكمها الغول، وكما تمر الأيام وتأتي أتت ليلة سودا نوحي أخرى وجرع جدع أخر أخر شفطه في كوب البيرة وخرج منتفخ الأوداج ناحية بيت الغول، طرق الباب بشجاعة وفخر وأنتظر حتى أنفتح الباب بزفة صرير المفصلات الصدئة وهتف (عينك حمرا يا غول) هذه المره لم يجرؤ أحد على النظر لكننا اقتربنا أكقثر، غطينا أعيننا بأكفنا لكننا أرهفنا أذاننا لكل كلمة، رد عليه الغول: معلش أصلي ضارب شسيجارتين بانجو وعنيا مزنهره من الدماغ، ألف لك سيجاره؟ رد الجدع:( لا متشكر ما باشربوش) ، وأضاف (ألف سلامه على عينك) ، رد الغول:( الله يسلمك) وأغلق الباب بصريره المخيف، جرجر الجدع قدميه إلى الخمارة،فتح البارمان قزازة ستلا أخرى ، جرع منها كوبا كاملا وأطرق ، ثم هز رأسه وقال مبتسما دون أن يرقع راسه:( يخرب بيت الكيف يا أخي) ثم لم ينطق مرة أخرى أبدا وأكتفى بتجرع البيره دون أن يسدد أحد حسابها عنه، ومرت أيام أخرى عديدة كما تمر كل الأيام، وكالعادة التي لا تنقطع - وربنا ما يقطع لنا عادة- أتت ليلة سوداء نوحي ، وأنتفش جدع منتفخ الأوداج بعد أن أزدرد أخر لقمة في ساندويتش الكبده وأتجه لبيت الغول، طرق الباب وهتف بالكلمات المقدسة:( عينك حمرا يا غول)، أجابه الغول: عارف يا سيدي هي تقريبا ملتهبه بسبب التراب والغبره، وأجابه الجدع: طيب أجيب لك قطره بروزولين تروقها لك؟ دي حتروقها في ثانيه، رد الغول: ( عندي القطره، عموما الله يخليك) وأغلق الباب
هذا ما أعلمه، أما الباقي فهو حكايات وحواديت عن ليالي سوداء نوحية أخرى وجدعان أخرين عاد كل منهم بأجابة جديدة
أصلها وراثه من الحاجه أمنا الغوله الله يرحمها
أو ...معلش أصلي نمت عليها
أو...رحت للدكتور وعطاني مرهم
أو..أصلي كنت بأقطع بصل للتقليه
كل مرة كان جدع مختلف يعود بأجابة مختلفة
بل وحتى أن حكاية أنتشرت لفترة طويلة عن جدع ذهب وعاد دون أن يقول الكلمة المقدسة مقسما أنه حين فتح له الغول الباب لم يجد عينه لا حمرا ولا يحزنون
يقولون...لكن ما زالت ( المنطئه) تحت حكم الغول
وما زلنا نهتف بالجملة المقدسة في الأعياد والمواسم الرسمية
(عينك حمرا يا غول)
-تمت-
ياسر
هكذا أجاب وحدق في ولعة الشيشه ولم يرفع رأسه، ليلتها لم يتورط أحد في دفع حساب المقهى ولم يشم أحد رائحة لحم مشوي،
مرت الأيام ككل الأيام، وهل تفعل الأيام شيئا سوى أن تمر؟ فقط أيام تمر في ( المنطئه) التي يحكمها الغول، وكما تمر الأيام وتأتي أتت ليلة سودا نوحي أخرى وجرع جدع أخر أخر شفطه في كوب البيرة وخرج منتفخ الأوداج ناحية بيت الغول، طرق الباب بشجاعة وفخر وأنتظر حتى أنفتح الباب بزفة صرير المفصلات الصدئة وهتف (عينك حمرا يا غول) هذه المره لم يجرؤ أحد على النظر لكننا اقتربنا أكقثر، غطينا أعيننا بأكفنا لكننا أرهفنا أذاننا لكل كلمة، رد عليه الغول: معلش أصلي ضارب شسيجارتين بانجو وعنيا مزنهره من الدماغ، ألف لك سيجاره؟ رد الجدع:( لا متشكر ما باشربوش) ، وأضاف (ألف سلامه على عينك) ، رد الغول:( الله يسلمك) وأغلق الباب بصريره المخيف، جرجر الجدع قدميه إلى الخمارة،فتح البارمان قزازة ستلا أخرى ، جرع منها كوبا كاملا وأطرق ، ثم هز رأسه وقال مبتسما دون أن يرقع راسه:( يخرب بيت الكيف يا أخي) ثم لم ينطق مرة أخرى أبدا وأكتفى بتجرع البيره دون أن يسدد أحد حسابها عنه، ومرت أيام أخرى عديدة كما تمر كل الأيام، وكالعادة التي لا تنقطع - وربنا ما يقطع لنا عادة- أتت ليلة سوداء نوحي ، وأنتفش جدع منتفخ الأوداج بعد أن أزدرد أخر لقمة في ساندويتش الكبده وأتجه لبيت الغول، طرق الباب وهتف بالكلمات المقدسة:( عينك حمرا يا غول)، أجابه الغول: عارف يا سيدي هي تقريبا ملتهبه بسبب التراب والغبره، وأجابه الجدع: طيب أجيب لك قطره بروزولين تروقها لك؟ دي حتروقها في ثانيه، رد الغول: ( عندي القطره، عموما الله يخليك) وأغلق الباب
هذا ما أعلمه، أما الباقي فهو حكايات وحواديت عن ليالي سوداء نوحية أخرى وجدعان أخرين عاد كل منهم بأجابة جديدة
أصلها وراثه من الحاجه أمنا الغوله الله يرحمها
أو ...معلش أصلي نمت عليها
أو...رحت للدكتور وعطاني مرهم
أو..أصلي كنت بأقطع بصل للتقليه
كل مرة كان جدع مختلف يعود بأجابة مختلفة
بل وحتى أن حكاية أنتشرت لفترة طويلة عن جدع ذهب وعاد دون أن يقول الكلمة المقدسة مقسما أنه حين فتح له الغول الباب لم يجد عينه لا حمرا ولا يحزنون
يقولون...لكن ما زالت ( المنطئه) تحت حكم الغول
وما زلنا نهتف بالجملة المقدسة في الأعياد والمواسم الرسمية
(عينك حمرا يا غول)
-تمت-
ياسر