إعــلان
جمهوريــة مصــر العربيــة
جمهورية مصر العربية (مصر) دولة مساحتها حوالي مليون كيلومتر مربع تقع في الركن الشمالي الشرقي لقارة إفريقيا, يقطنها شعب ذو تاريخ عريق, نشطت منذ تأسيسها لبناء الحضارة والمساهمة الفعالة المميزة في التاريخ البشري, وتم مؤخرا إعادة هيكلتها لتلعب دور الوسيط الإقليمي للولايات المتحدة, ومن ثم أعيدت هيكلتها لتصبح عديمة الدور أو القيمة أو الثقل. تعلن جمهورية مصر العربية أنه بمناسبة قرب خلو منصب (رئيس الجمهوريه) في الدوله-لأسباب طبيعيه- ورغبة في تفادي أي فراغ دستوري تعلن الدولة عن فتح باب تلقي طلبات شغل الوظيفة المذكورة والمنصوص على مسئولياتها ومهامها في المواد من 73 إلى 85 من الدستور المصري وذلك لمن تنطبق عليه الشروط التاليه:
1- أن يكون مصري الجنسية من أبوين مصريين
2- متمتعا بحقوقه المدنية والسياسية
3- ألا تقل سنه عن 40 سنة ميلادية
4- أدي الخدمة العسكرية أو معاف منها
5- حسن السمعة والسلوك
6- خالي من الأمراض المعدية والمتوطنة
7- مستعد للإقامه أغلب العام في شرم الشيخ
وعلى الراغب في التقدم لشغل الوظيفة تقديم محفظة أوراق تحوي الوثائق التاليه:
1- شهادة ميلاده الأصلية وشهادة ميلاد أبويه
2- صورة بطاقة الرقم القومي
3- صورة من المؤهل الدراسي أو شهادة أجتياز أختبار إجادة القراءة والكتابه
4- صورة من شهادة تأدية الخدمة العسكرية أو إعفاء منها
5- فيش وتشبيه حديث
6-وصل كهرباء أو مياه
7-عدد 6 صور حديثه
8- أصل شهادات التطعيم ضد الحصبه والثلاثي مميزات المنصب:
1- سلطات مطلقة لم يحلم بها الملك لويس 14 2
2- مواد دستور مفصلة خصيصا لتجميع كل السلطات في شخصه
3- طبقة سياسية مهترئة وعاجزة ومسالمة لأقصى حد
4- الراتب: سر قومي المخصصات المالية: سر قومي
توفر الدولة:
1-عدد سري من المقار فائقة الفخامة, وعدد سري من وسائل النقل والترفيه
2- عدد 1 حزب سياسي فاسد تمليك, وعدد غير محدد من الأحزاب العفنه أيجار مفروش
يتم تقديم الطلبات في خلال 30 يوما من نشر الإعلان, وسيتم إبلاغ المقبولين مبدئيا بميعاد ومكان الأختبارات المؤهله في خلال 60 يوما من تاريخه
والله من وراء القصد.
قرائي الأعزاء رغم أني لا أميل للحملات الأنترنتيه, ولا أثق عادة فيها ألا إنني للمرة الأولى أدعوكم لحملة إكتتاب شعبي لجمع تكلفة نشر الإعلان السابق في الجرائد الرئيسية على صفحة كاملة, وأحسبها صح تعيش صح, وتعاطفك لوحده مش كفايه.. إتبرع ولو بجنيه لأن الجنيه غلب الكارنيه كما أفتى عميد السينما العربيه محمد سعد,وأنا إذ أتبنى هذه الدعوة المباركة لا أفعل ذلك إلا من باب التعاطف والشفقة الإنسانيين, التعاطف مع الطبقة السياسية المصرية وتابعتها الصحفية والشفقة على مثل هؤلاء الرجال المحترمين أن يستمروا في لعبة الكلب الحيران ما بين شخص وأخر وقد جفت حلوقهم وتدلت ألسنتهم وتفككت مفاصلهم في بحثهم الدءوب عن من يحل عليه الروح القدس ويأتيه تابوت العهد ليكون رئيسا للشعب فيمسحونه بالزيت المقدس ويجعلونه رئيسا على كل شعب مصر
الحق أقول لكم أنني أقف قلبا وقالبا ضد كل الدعوات المشبوهة لكفايه والتغيير والتبديل وأيا مما قد يمس مكانة الرجل الكبير ودوام تسلطه وحكمه, وهو ما لم أتوقف عن إعلانه منذ سنوات شفهيا وتحريريا, وهو ما عرضت في عجالة أسبابه بالتدوينة السابقه
أولا لنلقي نظرة تشخيصية نوعا ما على نظام الحكم القائم في مصر المحروسة حاليا وهو ما يصنف بأعتباره (نظام أستبدادي فردي) وهو النظام الذي قام مثله - بشكل أو بأخر- في أغلب دول الشرق الأوسط , وهو يتشابه لحد كبير مع النظام الإقطاعي القديم حيث سيد وحيد (ملك)يجمع بين يديه كل السلطات ويسيطر على كافة مصادر الثروة ويعد وحده مصدر الشرعيه والسلطه, ويقوم هذا (السيد الكبير) بتقسيم مملكته إلى إقطاعيات يمنح كل منها لسيد أقل شأنا- عادة ما يكون واحد من فرسانه او نبلائه- والسيد الإقطاعي مطلق اليد بشكل كامل في إدارة إقطاعيته بما عليها من بشر وممتلكات شريطة أن يلتزم بالولاء للملك ويؤدي الضريبة التي يفرضها عليه الملك, وأخذ النظام الإقطاعي تاريخيا طبيعة أكثر تعقيدا حيث ينشىء السيد الإقطاعي نظاما جزئيا بإقطاعيته شبيها بالنظام الكلي للملكه, فيقسم الإقطاعيه إلى مساحات أصغر يمنحها لسادة إقطاعيين أقل مرتبة يدينون له بالولاء ويؤدون له الضريبة, وهكذا.
هذا بعجالة هو النظام الإقطاعي تاريخيا وبشكله الكلاسيكي, ونحن نعيش في مصر نظاما شبيها لحد كبير بذلك النظام حيث السيد الرئيس يمتلك سلطات شبه مطلقة طبقا للدستور وسلطات مطلقة تماما طبقا للواقع وهو يقسم المملكة أو الجمهورية الإستبدادية إلى إحتكارات يمنح كلا منها لواحد من السادة الإقطاعيين المعاصرين (يحملون لقب رجل أعمال ) فهو يمنح أحتكار الحديد لأحمد عز, ويخص حسين سالم بأحتكار الغاز, ويرجح أن لواء العقارات كان معقودا لهشام طلعت مصطفى قبل سقوطه, ويهيمن على إحتكار النقل البحري ممدوح إسماعيل, وذلك على سبيل المثال فقط, كما يمنح (الرئيس الإقطاعي) رجاله إقطاعيات على الطراز القديم على شكل مساحات هائلة من الأراضي بأثمان شبه رمزيه, ويقوم هؤلاء (السادة الإقطاعيين) بإعادة تقسيم إحتكاراتهم أو إقطاعياتهم لمنحها لإقكطاعيين أصغر حجما بحيث اصبح لكل نشاط أقتصادي في مصر محتكروه قوميا وإقليميا, ويقوم الرئيس الإقطاعي بحماية رجاله ومنحهم درعا ضد اي مسالة قانونية كما يؤكد على تأولوية مصالحهم الإقتصادية - راجع الإطاحة بوزير الري لتعويقه طموحات مالك (الريف الأوروبي)- لكن هذا التحالف ما بين الفساد السياسي ورجال العصابات الملقبين (رجال أعمال) ليس ابديا ولا دائما, فكما في النظام الإقطاعي القديم حيث تصارع الإقطاعيون فيما بينهم مع إبقاء الملك الإقطاعي على صراعاتهم مكتومة ومسيطر عليها لئلا تنفجر مدمرة النظام كله, فإن الطبقة الحاكمة في مصر والمكونة من كبار السياسيين الفاسيدين والراسماليين الطفبيليين الكومبرادوريين تبدو من بعيد متحدة ومتفقة, لكنه إتفاق قطيع الذئاب, فصراعاتهم الداخلية عنيفة, قاسية ولا تعرف الرحمة, وهي تبقى محكومة ومكبوتة تحت سيطرة السلطات المطلقة للرجل الكبير, لكن - وهذه اللكن هي ما يجعلني أرفض اي مطالبة بتغيير الرئيس- فمع تقدم مبارك في السن أصبح من الصعب عليه بشكل مضطرد السيطرة على صراعات رجاله وصداماتهم خصوصا مع ظهور وصعود نجم (المحاسب) جمال مبارك ومحاولته أحتلال موضع ولي العهد مدفوعا بطموح مجموعة جديدة من رجال الأعمال المتأمركين, وبداية ما وصف بصراع الحرس القديم والحرس الجديد والذي كان من نتائجه الإطاحة بكبار من عيار يوسف والي ووضع بلدوزر الحكومه (كمال الشاذلي) على الرف، وتقليص سلطات صفوت الشريف, وحتى داخل ما يسمى الحرس الجديد وصلت الصراعات بينهم لكسر عظام هشام طلعت مصطفى على يد أحمد عز والأن يتنمر رشيد محمد رشيد لنتف أجنحة أحمد عز
, هذه المجموعة الجديدة من الإقطاعيين تمتاز بميزتين مهمتين, الأولى هي إفتقادها لأحترام الرجل الكبير لأنها تراه وهو في أضعف حالاته وقد هدته الشيخوخة والصراعات الدائرة حوله مع تواضع قدراته وميله للحلول الوقتية الجزئية ولذلك فهي أكثر ضراوة في التصارع فيما بينها وأكثر إستعدادا لأسقاط بعضها البعض دون التفكير في تاأثير ذلك على المنظومة الكليه للحكم الذي يواجه أزمة عنيفة في الصراع ما بين أجنحتعه الأساسية وما تكرار إعتداء الشرطة على رجال القضاء إلا دلالة على أستعداد النظام لإستخدام ذراع ضد أخر وجناح لقمع تمرد جناح أخر وهو في رأيي تطور مهم وذو دلالات, مما بدفعني للأعتقاد أن هذه الصراعات بين أجنحة النظام ورجاله لن تلبث طويلا حتى تصل إلى الأركان الأساسية وهي الأجهزة الأمنية بفروعها وأنواعها المتعددة, والمرشحة لخوض صراعاتها الداخلية كصدى للصراعات بين رجال الرئيس وأبنه, وخوض صراعاتها كأجهزة ضد بعضها البعض عند أشتداد حالة الإستقطاب لتجهيز الساحة للخلافه, المميز الثاني للمجموعة الجديدة من رجال النهب هي عدم فهمهم ولا أحترامهم لحالة الهدنة القائمة ما بين النظام من جهة والشعب من جهة أخرى والقائمة على الحفاظ على حد أدنى من المكتسبات الإجتماعية دون مساس (= الدعم, قانون الإيجارات القديم...إلخ) وهم في فورة سعارهم لنهب الدولة يهددون تلك المكتسبات ويخلون بالهدنة مما يدفع بالمزيد من القوى الشعبية لمعاداة النظام والأستعداد للثورة عليه.
إذا بقاء حسني مبارك على رأس النظام لأطول فترة ممكنة بكل ضعفه وأفتقاره للقدرة على السيطرة على أركان (دولته/عصابته) سيؤدي حتما لتفجير الصراعات أكثر وتصاعدها بين أركان نظامه كما سيؤدي لمزيد من الإحتقان الشعبي وتثوير الشارع وهو ما يتوقع أن يطيح بالنظام كله.
لكن الحتمية البيولوجيه أقوى من أي شىء أخر, والرئيس العجوز قد يمتد به العمر وتتدهور حالته أكثر ليتحول إلى حاكم من غرفة الإنعاش أو أن يلاقي وجه ربه قريبا فيخلو مكانه وحينها من سيأتي مكانه؟
أعتقد جازما أن هذا السؤال مطروح بقوة وحدة في العديد من الدوائر تبدأ من مكتب ما في إدارة مستشار الرئيس أوباما لأمن القومي وتنتهي في قعده على قهوة أنح مرورا بالهمسات في القصر الرئاسي نفسه, بينما تغني الطبقة السياسية المصرية أغنية (الرفاق حائرون ...يتساءلون) أثناء لعبهم (الكلب الحيران) من مرشح لأخر طارحين الأسماء الأتية على سبيل المثال:
1- جمال مبارك...نتكلم عنه فيما بعد
2- اللواء عمر سليمان: شخصية غامضة أشبه ما يكون برقم صفر في مغامرات الشياطين 13، (73 سنه)أحد أعمدة النظام وأركانه وحافظي توازنه, يبدو من بعيد رزينا ممسكا بخيوط كثيره , لم يعرف عنه اي أهتمام واضح بالسياسه الداخليه ولا يعرف له راي أو موقف بخصوصها
3- عمرو موسى: بيروقراطي حكومي أصلي بلقب وزير سابق (73 سنه), ويشعغل حاليا منصب أكبر بيروقراطي في أفسد جهاز بالشرق الأوسط, أبن النظام وربيبه, يحمل كل صفات الموظفين البيروقراطيين, حنجوري كبير وأتحدى من يسجل له موقف وحيد حقيقي.
4- محمد البرادعي : بيروقراطي عالمي لم يعرف عنه اي أهتمام من اي نوع بالسياسه الداخليه المصريه
5- أيمن نور: بالونه إعلاميه وشخصيه بسيطه محدوده يلعب لعبة لا يملك مقوماتها, أقرب لمشاغب سياسي منه لزعيم حقيقي, برنامجه الاقتصادي والسياسي لا يتناقض جوهريا مع برنامج الحزب الوطني.
لكن إذا كان كل هؤلاء لا يصلحون فمن يصلح رئيسا للجمهوريه؟
وأنا أجيب :
أي أحد يصلح رئيسا للجمهوريه
وإجابتي ليست بسبب تعاملي مع الموضوع بخفة أو عبثية, لكن لأنني أدرك أن السادة المفلسين سياسيا وعقليا الذين يبحثون عن رئيس يصرون على أبقاء الدولة واقفة على راسها, أولا طالبوا بتقليص صلاحيات الرئيس التي تشبه السلطات المطلقه للسلاطين العثمانيين, وطالبوا بتفكيك تحالف الفساد السياسي والراسماليه الكومبرادوريه, وحرروا مقدرات الوطن من سيطرة راس المال الطفيلي العميل وأنشئوا دولة مؤسسات حقيقيه, وأطالبوا بحرب حقيقية ضد الفساد بكافة اشكاله مهما كان الثمن, وحينها فإن أي شخص قد يصلح رئيسا, لأنه حينها لن يكون الرئيس هو الوالي المتحكم بالرقاب والعباد, بل سيصبح مجرد موظف عمومي بدرجة (رئيس دوله) بينما يتولى الشعب السلطة الحقيقية عن طريق تنظيماته الشعبية الديموقراطيه, هكذا تقف الدولة على قدميها وليس على راسها, وتوضع القضية في موضعها الصحيح
فليس السؤال : من يحكم مصر؟
لكن السؤال الحقيقي هو : كيف تُحكم مصر؟
وهو السؤال الذي تتفاداه الطبقة السياسية المصرية بإصرار مريب
لا أدري إن كان بسوء نية لرغبتهم في أبقاء هذا العفن براس جديد, أم بحسن نية لأنهم بكل هذا الخطل والفلس الفكري
سؤال انتظر إجابته
ياسر