Wednesday, April 08, 2009

وداعا...إبداع؟؟؟؟؟؟






يا للسـماء...هذا الصباح العجيب

مرة أخرى- ولعلها أخيرة - يثبت القضاء المصري الشامخ, أنه الأشمخ ما بين كل قضاءات العالم, ويؤكد على أنه حصن الحرية الحصين بمصر وسورها المنيع, وأنه نبراس الأحرار والمدافع عنهم, وأنه ساحة العدالة الغراء, لله در قضاة مصر العظماء الذين ينتقلون من شموخ لشموخ ثم لشموخ أشمخ من الشموخ الأول, تالله أن ريشات (ماعت) لترتعش بهجة وغبطة من شموخ وروعة الحكم الذي هو عنوان الحقيقة والذي زفته إلينا الصحف والمواقع الأنترنتية في هذا الصباح الذي كان على موعده مع التاريخ, وعلى ذكر التاريخ ليتوقف التاريخ هاهنا وليسجل هذا اليوم الناصع في الحضارة البشرية يوم 7 أبريل حين وقف قضاء مصر العظيم خالص وقفة شامخة من وقفاته الشموخية, بانيا صرحا جديدا مهيبا من صروح الحرية حيث أعلن القضاء الإداري المصري إلغاء ترخيص إصدار مجلة (إبداع ) الأدبية, الحقيقة عزيزتي القارئة وعزيزي القارىء أن أصابعي لا تكاد تثبت على لوحة المفاتيح مرتعدة من شموخ الحكم وهيبته , وفرحا نزقا بروعة القضاء المصري لذلك أحيل من يريد قراءة كامل الحكم التاريخي لهذا الرابط, وهذا الرابط, ولا تنسوا أن تثلجوا قلوبكم وتجلوا أعينكم بأسماء القضاة الأجلاء الذين سطروا هذه الحروف النورانية للعدالة والحرية, ولا تنسوا أن تشرحوا قلوبكم بالعبارات المضمخة بطيب الحرية التي سطرها المعلقون على الخبر
أما أنا فلي الحداد, من أكثر ما أعلم عنه من تجارب هذه الحياة فقد الأصدقاء بالموت, ذلك الفراغ الذي لا يمتلىء أبدا الذي يتركه الصديق الراحل في الروح, وتلك المرارة التي لا تزول أبدا, والحنين الحلو حين تتذكر صديقا رحل وتتم عباراتك عنه بدعاء الرحمة له, وينشب الأشتياق إليه في قلبك مخالبه حين تتخايله في الزحام ثم تتذكر أنه ميت وأنك لابد واهم, عرفت إبداع حين كانت تصدر في قطعها الكبير كنت طالبا في الثانوية حين أكتشفتها للمرة الأولى, وفيها تعرفت على أدباء كثر على رأسهم حجاج أدول ومحمد مستجاب - رحمه الله- وأصبح كلا منهما صديقا عزيزا أفخر بصداقته وتعرفت على عبد المنعم مطاوع وحامد ندا للمرة الأولى عبر ملحقها التشكيلي الذي كان ينشر صورا ملونة رديئة الطباعة للأعمال التشكيلية, لم أخلف معها ميعادي أبدا في كل شهر, كانت أهم ما أنتقي من مطبوعات, لم تكن أنتقائية فقد كانت تنشر للجميع بغض النظر عن المستوى أو الشهرة,كانت اشبه بالقهوة الشعبية يجلس عليها الجميع, وحين حلت على مصر روح التنوير وتولى عبد المعطي حجازي رئاسة تحريرها خاسفا حجمها ومحيلا إياها لصالون للصفوة (شلته يعني) تضايقت بعض الشىء, لكننا بقينا أصدقاء, وبقيت صداقتنا ممتدة تعتريها أحيانا ما يعنتري الصداقات الطويلة من حرارة وفتور, صحيح أنني القيت عدد المجلة الذي نشر قصيدة (أية جينم) لحسن طلب من نافذة الميكروباص الذي كان يقاللني للكلية غضبا من سخافة القصيدة المحتفى بها, إلا أنني عدت وأشتريت نسخة أخرى مصالحا ومسترضيا,وبقينا أصدقاء نلتقي كل شهر ويكون ما ينشر فيها أول ما نناقش أنا والأصدقاء من الأدباء أو المهتمين بالأدب, صحيح أن العلاقة بيننا قد شابها الكثير من الفتور الذي وصل للتجمد حيث أنقطعت عن شراء أعدادها في السنوات القليلة الأخيرة - بسبب سوء التوزيع أولا- إلا أنها بقيت كصديق قديم تقطعت بكم السبل إلا أنك تبقى ذاكرا له مطمئنا عليه من حين لأخر
وأخيرا ماتت إبداع, ماتت صديقتي, وعلي أن أعرف مرة أخرى طعم فقد صديق عزيز , أما أنتي يا صديقتي العزيزة فارقدي بسلام على رجاء زمن أخر لا يكون مشبعا بكل هذا الشموخ, زمن أخر تعودين فيه للحياة يوم تبعث الحرية مرة أخرى وتسير بقدميها الوضيئتين على ضفاف النيل, أرقدي بسلام يا أبداع فلن يطويك النسيان أبدا

لا اراكم الله مكروها في عزيز لديكم
ياسر

15 comments:

بنت القمر said...

طيب يعني انا مش عارفه انت زعلان عليها ولا مقاطعها ولا كانت حلوة وبقيت سيئه
بس القصيدة بتاعه حلمي سالم غايه في السوء بقي !
ومش من مرجعيه دينيه ولا عشان بتتطاول علي الذات الالهية
هي وحشه عشان وحشه
ووحشه اوي كمان
http://basemsharaf.blogspot.com/
ورغم اني مع حرية الابداع بلا شك بس ده مش ابداع ولا يستحق حتي اني اتعاطف مع المجله اللي بتنشره
الا اذا كان المطلوب الواحد يتعاطف من اجل المبدأ ودي رفاهية بالنسبه لي لاني مش ها اتعاطف الا بما اؤمن بيه وبجدواه
تقريبا بعض الكتابات الادبيه بقت زي الكليب الفاضح طريق قصير يختصر الشهرة
من نوعية شرطي المرور الذي يعذب المرسيدس
وانهم يزغطون البط
!!!
انا متابعتش المجله قبل كده ومقدرش احكم عليها بس اذا كان ده مستوي الابداع يبقي انا خارج حمله التضامن مع السيد حلمي سالم
اللي معرفتش اسمه الا من خلال الكليب الفضائحي اقصد القصيدة الركيكة
تحياتي

V.Hayat said...

هذه جريمة قتل للفكر والمفكرين ومن هو هذا المحامى اللى بيفهم فى الادب كى يرفع قضية ضد ابداع وها تانى مرة تتعرض المجلة لهذا الظلم فلا للعقول التى تحجر على ابداعات البشر

تحياتى

Unknown said...

لقد شممت رائحه حجاج ادول اهو هو؟

Alexandrian far away said...

عزيزتي بنت القمر
المسألة ليست ببساطة أبيض أو أسود
المسالة هي علاقة صداقة طويلة بكل تنوعاتها وتقلباتها

قصيدة حلمي سالم رديئه ..أتفق معك تماما, ومفتعلة في كثير من أجزائها, وأنا شخصيا لا أحب حلمي سالم لا على المستوى الشعري ولا الأنساني
لكن- حيث يسكن أبليس شخصيا-كون القصيدة رديئه والمجله نشرتها ليس بجريمه , يمكن أن نكتب ننقد العمل ونقول للمجله: عيب كده نشر العك ده
لكن العجيب وما أراه مقلقا هو أضمحلال الثقافة الشعرية, فكثير من التعليقات أتهمت حلمي سالم بأنه يسعى للشهرة بتلك القصيدة, والحقيقة أن حلمي سالم شاعر مشهور جدا , بل ومؤسسي وراسخ في سوق الشعر, وبياكل عيش وبقلاوه منه كمان, فهو لا يحتاج لتلك القصيدة للأشتهار, والحقيقة لو طبقنا نفس المعايير على كل الشعر لوجب منع وحرق كافة الدواوين الشعرية العربيه

الحملة ليست لحلمي فهو لا يحتاج لحمله, لكن الحمله هي من أجل بنت الشوارع الهزيلة المريضة اللقيطة المسماة

الحريه

تحياتي وأحترامي ومودتي

Alexandrian far away said...

قارئي العزيز حياه

هذا المحامي في الحقيقة هو الباحث عن الشهرة, وأشك أنه بيفهم في القانون حتى ناهيك عن فهمه للأدب
المشكلة أن لا حلمي سالم ولا حجازي سيمسهما شىء فكلاهما مؤسسي راسخ في بنية البيروقراطية الثقافيه, نحن القراء من خسرنا مجلة عريقة لها تاريخ

تحياتي ومودتي

Alexandrian far away said...

نعم عزيزي شمعون
هو حجاج أدول
كاتب الكشر وناس النهر ومعتوق الخير لا غيره

Unknown said...

وليالي المسك العتيقه وخوندا حمرا

Alexandrian far away said...

الله...
ده أنت قاعد بقى
طيب صباحه فللي
الحقيقه أنا توقفت عن متابعة أعمال حجاج بعد ناس النهر
لأسباب عديدة بعضها شخصي وبعضها أبداعي
ليالي المسك العتيقة أروع ما كتب

تحياتي

أبوفارس said...

مساء الفل ياصديقى..معلهش مافهمتش اﻷشاره إلى حجاج ادول قرأت له معتوق الخير فقط ولكمها أعجبتنى جدا ربما أكثر من شمندوره خليل قاسم...!!!! أم أنك تقصد الضجيج المصاحب للعمل أو صاحبه...تحياتى..خالد

أبوفارس said...

بمناسبه "الحوار" الساخن بينك وبين رامز..كنت ناوى أعلق أو بالدقه أنقل تعليق سمعته من أحد المحترمين..هو ناشط يسارى من السلفادور..تعرفت على أبنته وصديقها هنا أثناء التظاهرات المناهضه لحرب العراق..ثم جلست معه جلسه طويله حين جاء للزياره من فتره..من ضمن ماقاله..أن بابا الفاتيكان جون بول التانى فى أول زياره له لنيكاراجوا وفى المطار طلب من وزير خارجيه حكومه السندينستا أيامها وقد كان من رجال الكنيسه المنضمين للثوره وأربعه أخرين من القساوسه لهم مناصب رسميه فى الحكومه..طلب منهم اﻷستقاله..وخيرهم بين الكنيسه والسياسه..فى نفس الوقت كان التعاون على أشده مع المخابرات المركزيه اﻷمريكيه فى الطرف اﻷخر من العالم..مع نقابه تضامن البولنديه والمنشقين هناك..كارل برنشتين الصحفى اﻷمريكى الذى فجر فضيحه واترجيت لنيكسون له كتاب عباره عن تحقيق صحفى طويل بمعنى أنه لايحتوى على تحليل عميق ولا تنظير سياسى بل يرص حقائق ويوثقها الواحده تلو اﻷخرى عن نشاط الكنيسه الكاتوليكيه فى بولندا الكتاب
أسمه
His Holiness: John Paul II and the Hidden History of Our Time. By Carl Bernstein and Marco Politi.
مشكلتى شخصيا هنا هى أنحياز الكنيسه الكاتوليكيه فى الصراع اﻷجتماعى لغير الفقراء...ومادام دخلوا مجال السياسه فمن حقنا نقدهم ونتف ريشهم كمان سياسيا..أنا ماليش دعوه بالعقائد كل واحد حر...لاهوت التحرير فى أقضل حالاته..والكلام لازال للسيد سانشيز -والله هذا أسمه فعلا- هو محاوله لفك قبضه الكنيسه عن رقبه الفقراء..ومنع الحكومات وقوى اﻷستغلال من تقيد حركة الفقراء تحت دعاوى الرب والمسيح وملكوت السماء..التنظيم والحركه اليوميه تقوم بها تنظيمات سياسيه لها برامج سياسيه محدده...أظن هناك فارق بين هذا التوجه..ومانراه من محاورات ومجادلات فقهيه دائريه لاتنتهى عن الديموقراطيه حقوق اﻷنسان ووضع النساء فى عالمنا اﻷسلامى والتى ينزلق لها ناشطين لاأشك فى سلامة نيتهم..ولكنها حوارات غير مجديه من ناحيه..ومضيعه للوقت من ناحيه أخرى...ومحكوم عليها بالفشل ﻷن اﻷرضيه التى تنطلق منها غير قابله للنقاش..هناك حاجه للقطيعه المعرفيه مع نمط التفكير الفقهى الذى يدور حول فهم النص وأستخراج مفاهيم غير متسقه معه ولو بلى أدوات الحوار والفهم...ياسر أتابع ماتكتب بأهتمام..وأتفق مع خطوطه العريضه..آسف للأطاله..تحياتى ومودتى..خالد

بنت القمر said...

اسكندراني
============
اعترف ليك ربما اني غير متابعه للانتاج الشعري تحديدا بما فيه الكفايه لاعرف حلمي سالم قبل اليوم
واعترف ليك اني ضد اسلوب المصادرة ومع كون حلمي سالم بياكل بقلاوة و بيتي فور الا انك متقدرش تنكر ان مصادرة القصيده فادته دي حقيقه
انا ازعم
ان ناس كتير اتعاطفت جدا معاه ومكنتش قريت له قبل كده
وسودوا الفيس بوك نوت تعاطف معاه
وفي نفس الوقت ناس شافت القصيده تهريج
وبرضه مكنتش قريت له
وده من غباء القائمين علي مراقبه الكتابات ومانحي تراخيص الابداع
يعني ممكن نتفق علي حقيقه ان المنع بيشهر الكاتب اكتر حتي لو كان معروف علي مستوي المهتمين بالحركه الشعريه الا انه بينطره الي افاق تانيه محدش فيها يعرف حلمي سالم ده مين اصلا
يعني بمناسبه الحديث عن الحرية
ماهو تحت ستارها ممكن ترتكب جرائم ابداعية زي الرب اللي بيزغط البط وبيعذب المرسيدس
مش عارفه ليه اعتقد من الاولي يعذب
اللاداأو الماروتي
:D
المهم طبعا انا معاك برضه انه محامي الحسبة ينضموا الي قائمة المنتفعين بمثل تلك القضايا بس المرة دي مفيش نبيه الوحش دي هيئه بحالها اللي صادرت مما يعطي الامر سوءا فوق سوء وينفي احتمالية طلب الشهرة
الا اذا آمنا بنظرية المؤامرة وانهم مدفوع لهم من حلمي سالم نفسه!!
----------
الحوار الشيق بينك وبين رامز انا كمان متابعاه ادام الله فضل السيد جوجل وخدماته
تحياتي

Alexandrian far away said...

عزيزي خالد
أقصد الضجيج والقضايا المفتعله, والمؤتمرات الأمريكية, والمؤسسات الهولنديه
وتميع مفهوم الوطن

يقيني أنك اللبيب الذي بالأشارة سيدرك ما أسكت عنه ففي فمي ماء الصداقة والعشرة والعيش والملح

تحياتي

عَبْدو المَاسِك said...

فعلا حلمى سالم بيكتب وحش و متصور نفسه نبى ...قريت ديوانه فقه اللذة..غاية فى السوء
لكن مع ذلك لازم نزعل علشان إبداع...مش علشان هيا إبداع..لأ علشان إن بعد كده ممكن علشان أى هفوة تتقفل جريدة أو مجلة

ممكن تقرا مقالى عن أخبار الأدب فى مدونتى

http://neblarewiew.blogspot.com/

على باب الله said...

بدون حرية طفل الإبداع ها يتولد مشوه .. مسخ

إسمحلي أغني معاك على نفس اللحن

http://al-karma.blogspot.com/2009/04/blog-post_24.html

هويدا صالح / عشق البنات said...

معك حق
لا حرية ولا مواطنة ولا إبداع في بلد يجعل رقاب الكتاب تحت سيف الحسبة
ربما يأتي غد أو بعد غد من يغلق تلك الكوة الصغيرة من الضوء أو ذلك المنفذ للبصيص البصيص من الإبداع
أنا شخصيا نجوت بإعجوبة من أحبولة المصادرة لروايتي الأخيرة عشق البنات التي صدرت عن روايات الهلال
لك لله يا مصر
وكم فيك من مضحكات ولكنه ضحك كالبكا