Saturday, May 05, 2007

التوقف عن الفلفصه وحركة تحرير ميانمار


في العامية المصرية (فلفص) الشيء أو الشخص أي حرك أطرافه في هستيريا رغبة في الإفلات من قبضة ما، وكثيرا ما تتحول (الفلفصة) إلى فرفره والفرفرة هي الركلات والتشنجات الأخيرة التي تصدر عن الكائن في لحظات احتضاره الأخيرة ، تذكرت هذه الكلمة وأنا اقرأ أن)قرد الرمال) المدون قد قرر التوقف عن التدوين ومن قبله تباكى ( البهظ) على أن فضاء التدوين يفقد حريته ، وأعتقد أن شيئا يجب أن يرصد هاهنا وربما علي أن أنتحل شخصية ذلك الطفل الذي هتف في الحكاية الشهيرة أن (الإمبراطور عارٍ) ، كنت قد كتبت من فترة في احد المنتديات – التي قاطعتها – أن التدوين هو وريث حركة صحف الحائط بجامعات الستينيات والسبعينيات ووريث حركة مجلات (الماستر) بالثمانينات، إلا أنني كنت مخطئا، فهي ليست كذلك على الإطلاق، هناك فارق هائل هذا الفارق هو أساسا في مدى الاستعداد لدفع ثمن لممارسة الحرية، الحرية لا حدود لها ولا قواعد ولا قوانين، الحرية مطلقة ولا نهائية، الحرية لها فقط (فواتير) وبقدر ما أنت مستعد للدفع بقدر ما يمكنك أن تحصل على (حريه)، من علقوا صحف الحائط بالستينيات والسبعينيات على جدران الجامعة وتحملوا اضطهاد المباحث واشتبكوا مع حرس الجامعة ودفعوا الثمن إصابات وسجن وفصل من الدراسة، والذين طبعوا مجلات الماستر قطعوا من قوتهم ثمن ورقها وأحبارها وتعرضوا للاعتقال والاضطهاد كل ذلك لكي يمتلكوا (حرية) التعبير عن رأيهم، أما (التدوين) فهو يبقى الأسهل والأبسط والأقل ثمنا، لا صراع هاهنا ولا مخاطر، ضربات على الكي بورد ويصبح الموضوع متاحا للملايين ودون المخاطرة وكفى الله المدونون شر القتال، أنا لا أنكر الدور الرائع الذي يلعبه بعض المدونون في فضح ممارسات حكومة الاحتلال لمصر بقيادة (حسني مبارك خان) وأن بعضهم يمتلك حرفية صحفية رائعة مثل (جار القمر)، إلا أنني لا أستطيع أن إلا ان أتسال- ببراءة- لماذا كتب كريم هرتلته ضد الحكومة والدين والله ثم زين المدونة بصورة سيادته وبياناته كاملة؟ ولماذا يكتب( قرد الرمال) بالإنجليزية فقط في مدونته ؟ هل لأن الإنجليزية هي لغة المثقفين في مصر كما الفرنسية بالمغرب؟ أم لأنه يعبر عن معاناة ونضال خريجي المدارس الأجنبية والجامعة الأمريكية؟ أم لأنه يعبر عن معاناة الجماهير المصرية الواسعة التي ترطن بالإنجليزية في حواريها وأزقتها؟ أم لأنه يقف على الشاطئ الجنوبي للمتوسط ملوحا لمن هم على الشاطئ الشمالي عسى أن ينتبهوا لوجوده؟

جملة اعتراضية أولى : ( بالتسعينيات انتشرت موضة إصدار أعمال أدبية تحوى أهانات سمجة وطفولية للدين أو الله أو المقدسات بحثا عن الأضطهاد الرسمي الذي يجلب الأهتمام العالمي والمساعدات من الجمعيات الأوروبية التي تدافع عن حرية الأبداع وأخيرا طبعا جائزة الياناصيب الكبرى أي الحصول على حق اللجوء السياسي باوروبا).

أتفق مبدئيا مع (البهظ) في ان حركة التدوين ليست حركة أساسا وأن الأختراق السياسي المنظم لها افقدها الحرية التي كانت تستمتع بها، لكن الحرية غير قابلة للتجزؤ ولا يمكنك أن تتخيل الحياة تحت ظل دولة بوليسية قمعية وتتخيل ان جزء ما من حياتك قد يبقى خارج اطار القمع و بسياسة أو بدونها، كانت المسالة مسالة وقت فقط قبل أن تنتبه الألة البوليسية القمعية لوجود (فضاء التدوين الحر) ، إذا لم يكن التدوين المصري حركة سياسية أو ثورية كما حاول البعض الأيحاء أو كما حاول بعض المنخرطون في مولد خالتي (كفاية) لصاحبيه الحاج عبد الوهاب المسيري والمقدس جورج أسحاق أن يوحوا، التدوين لا يعدوا كونه (فلفصه) من مجموعة من الشباب – أو الأولاد – الذين أعجبتهم فكرة الأختفاء خلف جدار الأنترنت والبصق على قفا الحكومة العريض لكن ما أن تستدير الحكومة لهم مكشرة عن أنيابها حتى (يفلسعوا) هاربين أو باكين إلى أحضان أمهاتهم، إذا من الجميل أن (نفش غلنا) على المدونات، ومن الرائع أن تستضيفنا الفضائيات لنملأها بتحليلاتنا ومواقفنا السياسية الفخيمة لكن أعتقال أحد المدونين أو أن يظهر بعض مخبري المباحث على أطراف الشوارع التي نسكن فيها فتلك هي الطامة الكبرى ولامؤاخذه ما أتفقناش على كده ومش لاعبين قصدى مش (مدونين).

رسالة قصيرة:

إلى أحبابي البريئين الطيوبين الذين فقعوا مرارتي وعلى وشك فقع أجزاء أخرى والذين يملأون المدونات تباكيا على أعتقال أحد المدونين الأخوانيين ولليبراليين (الخرعين) الذين يكتبون نفس النوع من السخف بوسائل أعلامية أخرى، أسمحوا لي بسؤال : لماذا ترفضون أن تعتقل الحكومة الأخوانجيه؟ لم تتدخلون في صراع بين جناحين من أجنحة السلطه؟ نعم فالأخوان هم جزء من النظام وليسوا معارض له، هم جزء من تحالف العسكرتريا وراس المال الطفيلي والبطراركية الدينية ، إنها الهيدرا التي تهدد مصر والتي يشتبك الأن أحد رئوسها مع الأخر، الأخوان والطغمة الفاسدة الحاكمة هم نفس الشىء، فليأكلوا بعضهم بعضا، وليهلك فاشيست مباحث الحزب الوطني فاشيست أعضاء تلك الجماعة الأخطبوطية الماسونية الطابع أو ليهلكوا بعضهم بعضا، أيها المجانين هل تظنون فعلا ان البطريرك (عاكف) سيمنحكم ديموقراطية أو أن كبار هيئة اركانه سيمنحونكم الحريه؟

جملة أعتراضية ثانية: ( في التسعينيات كانت منظمة العفو الدولية تسرف في الدفاع عن "حركة تحرير ماينمار" بأعتبارها حركة ديموقراطية تناضل ضد نظام الحكم العسكري الديكتاتوري بتلك الدولة الأسيوية، وبعد سنوات وصلت الحركة والحكومة لاتفاق سلام وأنتهت الحرب الأهلية؛ أتدرون كيف أتفقوا؟ لقد أتفقوا على أقتسام سوق (الأفيون) ما بين جنرالات الجيش وقادة الحركه، وأنتهى الأمر على ذلك، كانت الحركة تقاتل من أجل نصيب بسوق الأفيون وليس من أجل الحرية.

قصة واقعية أهديها لمن يتباكون على الأخوانجية.

5 comments:

عباس العبد said...
This comment has been removed by the author.
عباس العبد said...
This comment has been removed by the author.
Alexandrian far away said...

عزيزي عباس
أخجلت تواضعي
أتفق معك تماما أن التدوين حالة شخصية تماما
طبعا لا باس لو تقاطعت مع الهم الجماعي
لكنها تبقى حالة شخصية
أما عن موقفلى من الأخوان فهو موقفى من كل هيراركية دينية من أى نوع
ومن أي ديانة
تحياتي
وأعدك أن أكمل موضوع المثقفة اللوذعية باقرب وقت
والحاجه الساقعه محفوظه يا سيدى
سلام

Anonymous said...

الحرية لا تتجزأ - لماذا تدافعون عن الاخوان؟؟؟؟
مش فاهم
أرى تعارضا بين المقولتين
الحرية لا تتجزا لذا يجب على من يريد الدفاع عنها - وأعني للأخرين وليس لنفسه - أن لا يجزءها
ليكن المضطهد اخوانجيا او عضو حزب وطني مغضوب عليه أو تاجر نخدرات او ارهابي او ملحد او بهائي او مسيحي او شيوعي او ليبرالي
بالنسبة لي ليس من حق احد اضطهاده او الانتقاص من حقوقه
ولا ارى ما ازيده على ذلك

مجلات حائط السبعينات كانت مخصصة اساسا للسياسة وعندما تتبعتهم المباحث استمروا في نشرها ولكنهم كانوا يتحاشون كتابة اسماءهم ولكن لم يكن من الصعب معرفتهم وعندما اتجهوا لباقي انواع المنشورات لم يكونوا يهتمون بكتابة اسماءهم وصورهم، استمرت متابعة الامن واستمر النضال ولكن لنعترف اخذ حجمه في التناقص
التدوين لم ينشا كحركة سياسية ولكن اهتم به المهتمين بالسياسة وبدأت الحكومة في ملاحقتهم والتكشير عن انيابها في غباوة من لا يعرف حقيقة التكنولوجيا الموجودة حاليا
فما كان من المدونين الا انهم خافوا وتوقفوا عن الكتابة وتختفي الاسماء التي كنا نعرفها
فليتنا ننتظر قليلا ونرى هل حقا اختفى المهتمون بالسياسة من على النت ام انهم غيروا اشكالهم؟ وهل هذا يعتبر جبن ام استمرار لجيل السبعينات؟

العربية هي لغة المصريين وفي كل حارة لن تسمع غيرها، ولكن هل تعرف ان في اوساط كثيرة من المصريين الان اصبحت تسمع الانجليزية كثيرا جدا؟
هل هذا دليل تراجع للثقافة المصرية؟
هل هذا يظهر خضوع بعض فئاتنا للغزو الثقافي الامريكي؟
هل هذا يقلل من مصريتهم؟

انتظر الاستمتاع بقراءة الاجوبة منك ومن قراءك
شكرا

piiiiza said...

وكاننا فى البلد دى بنحسبها بالمنطق