خيانة المثقف
خيانة المثقف الثوري
المثقف الخائن
المثقف الثوري المصاب بالطفولة اليسارية
......إلخ
أكليشيهات
عناوين ثابتة راسخة أكتبست عبر الزمن والتكرار شرعية وقوة وقبولا
دائما المثقف يخون
طيب
موافق
لا أعترض
بل أدعم ويمكنني تقديم قائمة طويلة جدا من المثقفين الخونة
لا مشكله
لكن حدثا تاريخيا نادرا ما يذكر يبقى دائما متوهج في عقلي، ولسنوات كنت أحلم به وأفكر فيه وأتمنى العمل أبداعيا عليه
هانيبال أو هنيبعل هو هانيبعل بن بركه القائد القرطاجي الأسطوري الذي قاد محاولة تحالف شعوب شمال أفريقيا بقيادة قرطاج لتدمير القوة الرومانية الصاعدة فيما عرف بالحروب البونية ، لن أطيل لأحكي تاريخ لكنني أركز على لحظة تاريخية محددة، حين حوصرت جيوش هانبيعل في برنديزي
وأشتدت مقاومة الرومان حتى فقد هنبيبعل نفسه أحد عينيه وكفعل طبيعي طلب الجنرال الأسطوري المدد من مدينته الحبيبة، أو بالتحديد من مجلس شيوخ المدينة (المنظمة كجمهورية) لكن رد المدينة كان أخر ما تخيله، لقد عقدت المدينة سلمها الخاص مع الرومان وثمن هذا السلام هو التضحية بهانيبال وجيشه وتركهم فريسة للفيالق الرومانية الممتلئة حقدا على الجنرال الذي سفك دماء نصف مليون روماني
خيانة
نوع نادر من الخيانة
أو هكذا كان وقتها على الأقل
البطل لا يخون شعبه
بل الشعب يخون بطله
الوطن يبيع أبنه البار
لنبقي هذه اللحظة التاريخية مثبتة، ونعود إلى الحاضر
إلى الأن
هل حقيقة أن المثقف المصري خائن؟
ألا يمارس المجتمع خيانته للمثقف أيضا؟
ألم يفعل طوال القرن الماضي كله وما زال يفعل؟
هنا أتجرأ على بسط رؤيتي لعلاقة الشعب في مصر بمثقفه
وأرجو العزيز شريف الصيفي إن كان لي حظ أن يقرأ هذه المدونة أن يتفضل علي بتصحيح اي أخطاء تاريخية قد أقع فيها
تكون المجتمع المصري القديم من هيكلية طبقية واضحة مثله كمثل كل المجتمعات البشرية وقتها
إلا أن عبقرية مصر الحقيقية كانت في نظامها الطبقي المفتوح نسبيا
بمعنى أن ولادتك في طبقة الفلاحين لا تعتبر حتمية مطلقة
بل يمكنك النظام الطبقي المفتوح من الترقي الطبقي لتنضم لطبقة الفنيين والعمال
أو تتلقى قدرا من التعليم يؤهلك للأنخراط في طبقة البروقراطيين ككاتب أو ظابط وهو ما يفتح لك الطريق للوصول إلى مناصب عليا
بل حتى أن طبقة الكهنة تكونت من نواة من أقلية من الكهنة المحترفين تعاونها أكثرية من الكهنة غير المحترفين الذين يرتدون عباءة الكهانة لفترات محددة سنويا ومن ثم يعودون لأعمالهم العادية، هذه عبقرية مصر القديمة والتي ضمنت الا تتكلس أي طبقة عليا بل تستمر الطبقات الأدنى ترفدها بالكفاءات والعقول الشابة والدماء الجديدة، ومن هنا نشأت تلك العلاقة المميزة ما بين الشعب وما بين المثقف، ما بين الفلاح وما بين الكاتب، مصر القديمة الكتلة الديموغرافية العملاقة كانت تعتمد في قيادتها على طبقة هي مزيج من الكتبة (المثقفين) والكهنة الذين هم في نفس الوقت علماء ومهندسون وأطباء ، كان الشعب يثق في أن الصفوة تقوده في الإتجاه الصائب، وكانت الصفوة تثق في أن الشعب سيسير خلفها ويتبعها، تلك العلاقة لم تنشأ من العدم بل نشأت من حقيقة أن مصر كمجتمع ودولة لا يمكنها أن تعيش دون المثقف الممتلك للمعرفة والعلم، وكما تقول بعض المصادر أن أول حكام حقيقيين قبل التوحيد كانوا مهندسي ري ومساحة، أستعملوا نفوذهم المكتسب من معرفتهم وعلمهم ليتبوأوا الحكم في رضى من الشعب المقر بفضلهم ، فبدون مهندس ري لا يمكن ري الحقول أو تصريف مائها الزائد، وبدون مهندس مساحة لا يمكن أعادة تخطيط الحقول بعد الفيضان، فلا وجود لمصر دون المعرفة والعلم ، لا وجود لها دون مثقف.
تلك حقيقة تاريخية تأسيسية
لكن متى بدأ الأنفصام ما بين الشعب والمثقف؟
في رأيي أن الضربة الأولى جاءت مع المسيحية، وبالتحديد سقوط الحضارة المصرية في طورها الهيلنستي البحر متوسطي سقوطها على يد الايدولوجية المسيحية المتحالفة مع اليمين الأرستقراطي الأكثر تشددا ومحافظة من سياسيو روما الإمبراطوريه، بدأ الإنفصام بقتل المثقف نفسه، قتله ماديا وليس معنويا، بداية بتدمير السيرابيوم والمكتبة الصغرى وأغلاق الأكاديمية وطرد الفلاسفة، ومذبحة كهنة منف، ثم تلى تلك المرحلة قتل الثقافة نفسها، بتبني الحروف اليونانية العاجزة كلغة كتابة لصنع ذلك الهجين العجيب المسمى الكتابة القبطية( والتي افصلها عن اللغة القبطية المنطوقةالتي هي تطور طبيعي للغة المصرية والتي كانت تكتب بالخط الديموطيقي )هنا بدأت كارثة متعددة الرئوس، أولها: بتدمير المثقف المصري الهلنستي ومنشأته في الإسكندرية، وبتدمير المثقف المصري التقليدي (الكاهن) في منف، ثم بالقطيعة المعرفية ما بين الشعب وما بين نصوصه التاريخيه بعد أن فرضت عليه لغة كتابة غريبة،كما أن المسيحية بنسختها المصرية لم تكن معنية بإنتاج مثقف، كانت معنية بأمور أخرى ، كانت معنية بالخلاص، بأستكمال معركتها الحاسمة مع الديانات السابقة عليها، كانت معنية بتأسيس مملكة السماء، ثم أنشغلت بهمها الأكبر بعد فصم تحالفها مع روما ألا وهو ترقية الفلاحين إلى شهداء ، الشعب الذي فقد مثقفيه، الكتلة الديموغرافية العملاقة التي أصبحت فجأءة بلا رأس تبعت اقرب ما رأت إلى فكرة المثقف، تبعت الرجال الأتون من القلايات الصحراوية ، الرجال المرتدون للسواد، كانوا صورة ممسوخة من الكاهن المصري، الكاهن المصري كان يرتدي الأبيض دائما، هم أرتدوا السواد، الكاهن المصري كان حليق دائما، هم كانوا شعث غبر ، الكاهن المصري عرى صدره ، هم غطوا صدورهم، الكاهن المصري لبس الكتان النقي وأعتبر الصوف نجس، هم لبسوا الصوف، الكاهن المصري علق بعنقه عنخ المصرية، هم لبسوا صلبانا ،تلقى الكاهن المصري تعاليمه وسط خصب الوادي، هؤلاء أتوا من الصحراء القفر، الكاهن المصري كان نتاج تدريب وتثقيف وتأهيل طويل ومضني، وهؤلاء كانوا أميين في الأغلب، لكنهم اصبحوا رأس الشعب، أصبحوا مثقفيه، وهم قادوه إلى ارض المذبحة، أصبحت مصر بقيادتهم أرض المذابح والموتى الحاملين للقب شهداء، مذبحة الرومان الوثنيين للمسيحيين المصريين، ومذبحة المسيحيين المصريين للوثنيين المصريين، ومذبحة الرومان المسيحيين للمصريين المسيحيين الذين أختاروا التناقض الأيدولوجي مع روما، تلك السلطه من الدماء والمجازر والخواء الثقافي والفكري والتي أستمرت حتى ضربت مصر موجة التوسع العروبي البدوي ، إمبراطورية جديدة تنيخ بثقلها على عنق مصر، أمبراطورية جديدة، أيدولوجية جديدة، هذه المرة أختارت مصر أن تصمت
وإلى أستكمال قريب
أسمحوا لي بالأعتذار عن غيابي عنكم سواء بمدونتي أو بمدوناتكم
قهرني مزيج من الظروف الشخصية وظروف العمل
وأسمحوا لي أن أخص بالشكر والأعتذار الصديقات والأصدقاء الأعزاء
تامر
عمرو
عصمت
Marvel
77Mathematics
هيومان
أسكندراني متغرب
أبوفارس
goodman
شريف الصيفي
خيانة المثقف الثوري
المثقف الخائن
المثقف الثوري المصاب بالطفولة اليسارية
......إلخ
أكليشيهات
عناوين ثابتة راسخة أكتبست عبر الزمن والتكرار شرعية وقوة وقبولا
دائما المثقف يخون
طيب
موافق
لا أعترض
بل أدعم ويمكنني تقديم قائمة طويلة جدا من المثقفين الخونة
لا مشكله
لكن حدثا تاريخيا نادرا ما يذكر يبقى دائما متوهج في عقلي، ولسنوات كنت أحلم به وأفكر فيه وأتمنى العمل أبداعيا عليه
هانيبال أو هنيبعل هو هانيبعل بن بركه القائد القرطاجي الأسطوري الذي قاد محاولة تحالف شعوب شمال أفريقيا بقيادة قرطاج لتدمير القوة الرومانية الصاعدة فيما عرف بالحروب البونية ، لن أطيل لأحكي تاريخ لكنني أركز على لحظة تاريخية محددة، حين حوصرت جيوش هانبيعل في برنديزي
وأشتدت مقاومة الرومان حتى فقد هنبيبعل نفسه أحد عينيه وكفعل طبيعي طلب الجنرال الأسطوري المدد من مدينته الحبيبة، أو بالتحديد من مجلس شيوخ المدينة (المنظمة كجمهورية) لكن رد المدينة كان أخر ما تخيله، لقد عقدت المدينة سلمها الخاص مع الرومان وثمن هذا السلام هو التضحية بهانيبال وجيشه وتركهم فريسة للفيالق الرومانية الممتلئة حقدا على الجنرال الذي سفك دماء نصف مليون روماني
خيانة
نوع نادر من الخيانة
أو هكذا كان وقتها على الأقل
البطل لا يخون شعبه
بل الشعب يخون بطله
الوطن يبيع أبنه البار
لنبقي هذه اللحظة التاريخية مثبتة، ونعود إلى الحاضر
إلى الأن
هل حقيقة أن المثقف المصري خائن؟
ألا يمارس المجتمع خيانته للمثقف أيضا؟
ألم يفعل طوال القرن الماضي كله وما زال يفعل؟
هنا أتجرأ على بسط رؤيتي لعلاقة الشعب في مصر بمثقفه
وأرجو العزيز شريف الصيفي إن كان لي حظ أن يقرأ هذه المدونة أن يتفضل علي بتصحيح اي أخطاء تاريخية قد أقع فيها
تكون المجتمع المصري القديم من هيكلية طبقية واضحة مثله كمثل كل المجتمعات البشرية وقتها
إلا أن عبقرية مصر الحقيقية كانت في نظامها الطبقي المفتوح نسبيا
بمعنى أن ولادتك في طبقة الفلاحين لا تعتبر حتمية مطلقة
بل يمكنك النظام الطبقي المفتوح من الترقي الطبقي لتنضم لطبقة الفنيين والعمال
أو تتلقى قدرا من التعليم يؤهلك للأنخراط في طبقة البروقراطيين ككاتب أو ظابط وهو ما يفتح لك الطريق للوصول إلى مناصب عليا
بل حتى أن طبقة الكهنة تكونت من نواة من أقلية من الكهنة المحترفين تعاونها أكثرية من الكهنة غير المحترفين الذين يرتدون عباءة الكهانة لفترات محددة سنويا ومن ثم يعودون لأعمالهم العادية، هذه عبقرية مصر القديمة والتي ضمنت الا تتكلس أي طبقة عليا بل تستمر الطبقات الأدنى ترفدها بالكفاءات والعقول الشابة والدماء الجديدة، ومن هنا نشأت تلك العلاقة المميزة ما بين الشعب وما بين المثقف، ما بين الفلاح وما بين الكاتب، مصر القديمة الكتلة الديموغرافية العملاقة كانت تعتمد في قيادتها على طبقة هي مزيج من الكتبة (المثقفين) والكهنة الذين هم في نفس الوقت علماء ومهندسون وأطباء ، كان الشعب يثق في أن الصفوة تقوده في الإتجاه الصائب، وكانت الصفوة تثق في أن الشعب سيسير خلفها ويتبعها، تلك العلاقة لم تنشأ من العدم بل نشأت من حقيقة أن مصر كمجتمع ودولة لا يمكنها أن تعيش دون المثقف الممتلك للمعرفة والعلم، وكما تقول بعض المصادر أن أول حكام حقيقيين قبل التوحيد كانوا مهندسي ري ومساحة، أستعملوا نفوذهم المكتسب من معرفتهم وعلمهم ليتبوأوا الحكم في رضى من الشعب المقر بفضلهم ، فبدون مهندس ري لا يمكن ري الحقول أو تصريف مائها الزائد، وبدون مهندس مساحة لا يمكن أعادة تخطيط الحقول بعد الفيضان، فلا وجود لمصر دون المعرفة والعلم ، لا وجود لها دون مثقف.
تلك حقيقة تاريخية تأسيسية
لكن متى بدأ الأنفصام ما بين الشعب والمثقف؟
في رأيي أن الضربة الأولى جاءت مع المسيحية، وبالتحديد سقوط الحضارة المصرية في طورها الهيلنستي البحر متوسطي سقوطها على يد الايدولوجية المسيحية المتحالفة مع اليمين الأرستقراطي الأكثر تشددا ومحافظة من سياسيو روما الإمبراطوريه، بدأ الإنفصام بقتل المثقف نفسه، قتله ماديا وليس معنويا، بداية بتدمير السيرابيوم والمكتبة الصغرى وأغلاق الأكاديمية وطرد الفلاسفة، ومذبحة كهنة منف، ثم تلى تلك المرحلة قتل الثقافة نفسها، بتبني الحروف اليونانية العاجزة كلغة كتابة لصنع ذلك الهجين العجيب المسمى الكتابة القبطية( والتي افصلها عن اللغة القبطية المنطوقةالتي هي تطور طبيعي للغة المصرية والتي كانت تكتب بالخط الديموطيقي )هنا بدأت كارثة متعددة الرئوس، أولها: بتدمير المثقف المصري الهلنستي ومنشأته في الإسكندرية، وبتدمير المثقف المصري التقليدي (الكاهن) في منف، ثم بالقطيعة المعرفية ما بين الشعب وما بين نصوصه التاريخيه بعد أن فرضت عليه لغة كتابة غريبة،كما أن المسيحية بنسختها المصرية لم تكن معنية بإنتاج مثقف، كانت معنية بأمور أخرى ، كانت معنية بالخلاص، بأستكمال معركتها الحاسمة مع الديانات السابقة عليها، كانت معنية بتأسيس مملكة السماء، ثم أنشغلت بهمها الأكبر بعد فصم تحالفها مع روما ألا وهو ترقية الفلاحين إلى شهداء ، الشعب الذي فقد مثقفيه، الكتلة الديموغرافية العملاقة التي أصبحت فجأءة بلا رأس تبعت اقرب ما رأت إلى فكرة المثقف، تبعت الرجال الأتون من القلايات الصحراوية ، الرجال المرتدون للسواد، كانوا صورة ممسوخة من الكاهن المصري، الكاهن المصري كان يرتدي الأبيض دائما، هم أرتدوا السواد، الكاهن المصري كان حليق دائما، هم كانوا شعث غبر ، الكاهن المصري عرى صدره ، هم غطوا صدورهم، الكاهن المصري لبس الكتان النقي وأعتبر الصوف نجس، هم لبسوا الصوف، الكاهن المصري علق بعنقه عنخ المصرية، هم لبسوا صلبانا ،تلقى الكاهن المصري تعاليمه وسط خصب الوادي، هؤلاء أتوا من الصحراء القفر، الكاهن المصري كان نتاج تدريب وتثقيف وتأهيل طويل ومضني، وهؤلاء كانوا أميين في الأغلب، لكنهم اصبحوا رأس الشعب، أصبحوا مثقفيه، وهم قادوه إلى ارض المذبحة، أصبحت مصر بقيادتهم أرض المذابح والموتى الحاملين للقب شهداء، مذبحة الرومان الوثنيين للمسيحيين المصريين، ومذبحة المسيحيين المصريين للوثنيين المصريين، ومذبحة الرومان المسيحيين للمصريين المسيحيين الذين أختاروا التناقض الأيدولوجي مع روما، تلك السلطه من الدماء والمجازر والخواء الثقافي والفكري والتي أستمرت حتى ضربت مصر موجة التوسع العروبي البدوي ، إمبراطورية جديدة تنيخ بثقلها على عنق مصر، أمبراطورية جديدة، أيدولوجية جديدة، هذه المرة أختارت مصر أن تصمت
وإلى أستكمال قريب
أسمحوا لي بالأعتذار عن غيابي عنكم سواء بمدونتي أو بمدوناتكم
قهرني مزيج من الظروف الشخصية وظروف العمل
وأسمحوا لي أن أخص بالشكر والأعتذار الصديقات والأصدقاء الأعزاء
تامر
عمرو
عصمت
Marvel
77Mathematics
هيومان
أسكندراني متغرب
أبوفارس
goodman
شريف الصيفي