Wednesday, December 17, 2008

ما عن لي وأنا أدخن الشيشة على مقهى زهرة البستان بالأمس (الثلاثاء).


السؤال:
لم الصمت؟
ولم الكلام؟
لمن تتحدث؟ ولم تتحدث؟

العادة:
أنا بالقاهرة-أو كنت بالقاهرة بالأمس- لسبب لا علاقة له على الإطلاق بالذهاب لنص البلد والتسكع هناك، للمرة الألف أضرب بلا هدف في الشوارع المحيطة بميدان طلعت حرب، وللمرة الألف تصيبني بالأكتئاب والشعور بالوحدة، وللمرة الألف يعلمني ليل القاهرة السخيف أنني لا أحب هذه القاهرة ولا هي تحبني، وللا سبب تأخذني قدمي إلى زهرة البستان (ملتقى الفنانين والأدباء)، الزهرة- كما تعرف تدليلا- والجريون ومقهى شيهان بشارع شامبليون، مثلث الصعلكة والغرق في الوحدة بالتسعينيات،آوي لركن قصي بالمقهى، لم يعد يعرفني أحد ولم أعد أعرف أحد، من أقصى الممر يأتيني القهوجي يسعى، أطلب قهوتي التي تتأخر كثيرا والشيشة التي تأتي سراعا

لمن نكتب؟ كأنني نمت في كهف لألف ونيف من الأعوام ونهضت لأجد العالم وقد أنقلب،، لجيلي أكتب؟ الذين ولودا يحملون جينات الأنتهازية والبيع مقدما، ملئوا الحواري تمردا مريرا سمجا كالبيرة التي فقدت رغوتها، حولوا غثاءا كثيرا ومشاكل نفسية لأدب وشعر ومجلات..وجراد، تلاعبوا بالكلمات التي لم يملكوا أبدا معانيها كما يتلاعب البهلوان بالكرات الملونة فيثير دهشة الأطفال وبسطاء العقول...مابعد الحداثة، قصيدة النثر، الحساسية الجديدة، المثقف العضوي، أستكشاف التفاصيل الحياتية، وحين أنفض المولد، كانت الكراسي الوثيرة جاهزة، لحقوا ذروة تدفق الاموال المستوردة على الجماعات الأهليه، أحتلوا مناصب مريحة، بانت عليهم النعمة، نسوا كراتهم الملونة وطراطيرهم العجائبية، صاروا أناسا محترمين وتروسا حسنة التزييت في ألة تضخ الافلام التسجيلية والأخبار والكليبات وجمعيات حقق الأنسان ,الطفل ,المرأة ,الشواذ وكل ما يدب أويطير أو يسبح، طواهم النسيان ولم يعد أحد يذكر من كانوا أو ما كانوا، كأنما لم يوجدوا قط

كأنما نمت قرونا في كهف مجهول واستيقظت لأجد العالم غير ما أعرفه، من أين أتوا؟ وكيف أتوا؟ علاء الأسواني يتربع على عرش الروائي الأول ، وأحمد العايدي هو الروائي الأكثر أثارة، ممتاز القط رئيس تحرير أخبار اليوم، وزعيمة الثورة هي إسراء التي تربعت أمام الكمبيوتر بجلابية البيت الكستور لتدبج بيان الثورة الأول، وحين لعب لها المخبرون حواجبهم أستدعت ذاكرتها مشهد من فيلم (الكرنك) فاصابها الهلع وحين أخرجوها شكرتهم باسراف لأنها :(دخلت السجن بنت وطلعت منه برضه بنت) ، وقالت حرمت يا عمو مش حأعمل كده تاني- بشرفي صعبت عليا ومنهم لله ألي ضحكوا عليها-، بلال فضل هو الكاتب الكوميدي الأول، وإبراهيم بن عيسى أشجعن صحفي في المنطئه كلها


هل أكتب لهم؟
لهؤلاء الذين يحتلون العالم الذي كنت أعرف ويلعبون برداءة شديدة أدوار الأبطال والثوار والكتاب والصحفيين؟

هم لا يقراون ما كتبنا، ولا يكتبون ما نقرا، لا يقراون ما قرأنا ولا نقرا ما يقرأون، لهم ما لهم ولنا ما لنا

كنا نختلف من اين ستقوم الثورة؟
من الجامعة، أم من المصانع؟، من الجيش أم من الشارع؟

غلط يا رفاق
الثورة ستقوم من الفايس بوك إنشاء الله، سيقوم بها شباب زي الورد يجلسون بالبيجامات على الكمبيوترات ويطلقون نيران الثورة العارمة الحارقه، شباب زي الورد يقرأون في أوقات فراغهم من الفايس بوك والشات، روائع علاء الأسواني، ويكملون بأعاجيب أحمد العايدي، ويحلون بفكاهات بلال فضل، ثورة الفايس بوك لا حمراء ولا خضراء بلا فوشيا منقطه ببمبي بلون البوكسرات المنزليه التي هي الرداء الثوري الجديد


غير الحجر يا أبني، معسلكم مالهوش طعم ولا يملا الراس ككل شىء أخر تفعلونه


في المسالة الدستورية:

بداية ضع جانبا كل الأقاويل الترويجيه أمثال: صاحبة الجلالة، ، ومهنة البحث عن المتاعب والسلطة الرابعة وعين الرقابة الشعبية، تلك أقاويل مستوردة لا تليق بقيمنا وتقاليدنا التليدة كمصريين وكشرق اوسطيين، الصحافة عندنا واحدة من أثنتين، جمعيه استهلاكيه حكوميه، أو سبوبه وباب رزق، أقرب للدكان، أو الورشة، وفي السبوبه فإن الغرض الأساسي هو الأسترزاق وأكل العيش وهو غرض مشروع تماما بل ومحمود فالأيد البطاله نجسه وكلنا خدامين لقمة عيشنا وكل الكائنات من النملة لأحمد عز تسعى على رزقها وأكل العيش مش عيب ولا حرام طالما بالشرف والعرق،
حلو الكلام؟
لنترك هذا الكلام هاهنا قليلا لأذكر لكم أعترافا هاما يثبت اني قلبي ميت ووشي مكشوف وقارح لا اخجل ولا استحي، الأعتراف هو أني أتابع موقع العربية.نت يوميا ،وأشتري جريدة الدستور كل اسبوع، أما لم أتابع العربية.نت فلي اسبابي الخاصة، أما الدستور فاشتريها لأسباب هضميه- لها علاقة بعملية الهضم- فأولا يجب أن تتوفر مادة للقراءة لملء أوقات الأمساك المزمن - وقاكم الله اياه- كما أنه يجب توفر جريدة بالمنزل- اي جريدة- وإلا فما الذي سافرشه على السجادة حين أتناول العشاء أمام التلفزيون؟ والدستور الأسبوعية اثبتت لي مرارا وتكرار أنها الأصلح للحالتين

نرجع للكلام تاني
بما أننا أتفقنا على ان الصحف بالشرق الأوسط والتي ليست حكومية هي أبواب رزق- لو لا تتفق معي فيمكنك ألا تكمل-، والواجب على القائم على باب الرزق أن يبقي السبوبة مفتوحة ليسترزق منها صاحبها والعاملين عليها، وبداية ونهاية واجبه هو أن يبيع بضاعة رائجة وأن يتحسس ما يحتاجه السوق وما يقبل عليه الزبائن من بضاعة فيقدمها لهم على أفضل ما يكون، وهو ما فعله الأسطى إبراهيم عيسى وأبدع في فعله، فالناس مكبوتة ومطحونة من الحكومه، لكنها كسلانه أو لعلها (مالهاش نفس) تثور على الحكومه بجديه أو تتحداها برجوله، أو ربما لأن الشعب المصريي مسترجل وشارب بيريل والحكومه بتاعتنا مؤنثه وليس من أصول الجدعنه أن يتطاول رجل على أنثى حتى لو سودت عيشته وتطاولت عليه، وعليه جرت العادة الشعبيه على وجود (وليات) يتخصصن في الردح والشردحه وقلة القيمه يتم إستئجارهن لمسخرة الأنثى قليلة الأدب وتعريفها بقيمتها الحقيقيه، تلك هي البضاعة التي يطلبها الزبون ويقبل عليها، شردحة الحكومه من ساسها لراسها وفرش الملايه ومسخرتها، لينفش غليل المواطن (الراجل قوي) وتنتفخ أوداجه وهو يقرأ شرشحة الحكومه والنظام وقلة قيمتهما على يد الأسطى فلان أو علان من أسطوات الكتابه الشرشحيه وفرش الملايه أو الصفحات..لا يهم، كل ذلك مفهوم، أمال حنكع الجوز جنيهات من لحمنا الحي ليه؟ مش عشان نفش خلقنا ونفرح في الحكومه المتهزقه علنا ونروح ننام بعيون قريره، تلك هي القضيه وهذا هو الموضوع، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو : لماذا هاجم الأسطى إبراهيم عيسى الصحفي العراقي (الزيدي) صاحب الحذاء؟ وأعتبر فعلته عمل شائن وحقير ومرفوض ومنبوذ وعاجز وجبان أيضا( يتمتع إبراهيم بقدرة مدهشة على تكرار المرادفات المؤكده حتى أصابة القارىء بالغثيان)، لماذا يضع إبراهيم وهو أسطى كبير ومحترف نفسه في موضع يتصادم مع الراي العام الذي هو زبونه ومستهلك بضاعته، ولماذا وهو حامل لقب ( أشجعن صحفي في المنطئه) وصاحب المقالات الناريه القومجيه يصف فعلا رمزيا عبقريا وبسيطا بانه شائن وحقير ومرفوض..إلخ هل هاجم إبراهيم عيسى فعلة الزيدي الرائعة لأن:

1- إبراهيم أكتشف ان لقبه ك(اشجعن) صحفي بالمنطئة صار مهددا عند زبائنه بفعلة الزيدي
2- إبراهيم اكتشف أن الزيدي ليس فقط شيعيا ومقربا من التيار الصدري بل انه يساري أيضا والعياذ بالله
3- إبراهيم يعتبر جورج بوش جالب الديموقراطية والحرية للعراق خاصة وللشرق الوسط عامة
4-إبراهيم يحاول فتح قنوات مع الأمريكان وهو بهذه المقالة يرمي بياضه ويقدم السبت
5- السفارة الأمريكية بالقاهرة قررت أستئجار قدرات إبراهيم الردحيه لشرشحة الزيدي وتهزيئه
6-إبراهيم كأغلبية من يكتبون بمصر لا محور فكري له ولا إطار مرجعي إنما دماغه تتأرجح كالبندول من ناحية لأخرى وهو يناقض اليوم نفسه بالأمس وغالبا ما سيناقض غدا ما يكتبه اليوم( بيهرتل يعني)
7- كل ما سبق

عاوزه قعده كبيره الحكايه دي

أزيدكم من الشعر بيتا، أحمد العايدي اضاف لمواهبه النحت, وأعطانا في عدد الأربعاء الماضي من جريدة الدستور درسا معتبرا في النحت حيث سطا على تعليق أحد القراء بموقع العربية.نت على خبر حول واقعة بوش والجزمه وأعاد صياغته بسماجة اسلوبه- أحمد العايدي- ونشره كموضوع في الجريدة، أدي الشغل ولا بلاش

حسابي كام يابني خليني اقوم اروح بلدنا

ياسر



4 comments:

ِوحيد جهنم said...

لماذا تتأخر فى الكنابة يا عزيزى ؟ اصبحت عادة متاصلة فى ان افتح مدونتك ولا اجد فيها شيئا جديدا واليوم سعدت بجديدك
رجاء ياسر اجعل وقتا ولو اسبوعيا لمدونتك فهناك من يهتم بها

مقالك فى الجون

وحيد جهنم

Alexandrian far away said...

عزيزي وحيد جهنم
مساء الخير أو صباحه على حسب الوقت عندك الأن، سعدت بتعليقك، سعدت بحق ودون مجاملات، حاولت أول التدوينة أن أشرح لماذا فترات الصمت، سعيد بمتابعتك وأعدك أن أحاول ولو الكتابة مرة اسبوعيا
شكرا على شعاع شمس وسط صباح سماء رماديه

تحياتي وأحترامي

ابو احمد said...

ليك وحشه ياراجل
كنت انتظر انك تعدى علينا
لكن واضح انك مش عاوز
عامه مقالك ده لمس اوتارا داخلى
ياريت متغيبش كتير

77Math. said...

سعدتُ بقراءتك ..

أنا أيضا لا أحب القاهرة .. ماذا تكون مقارنة بالاسكندرية ؟

بانتظار جديدك

تحياتي