Friday, January 23, 2009

مصر..هي أمي....الساذجه - 3 من2


مدخل:
"المثقفون وحدهم هم الذين يمكنهم أكتساب الحكمة..فهؤلاء لديهم متسع من الوقت ويتمتعون بالأسترخاء والتأمل....فكيف يكتسب الحكمة من يسير خلف المحراث وهو مشغول بالعمل اليدوي طول الوقت...وكل حديثه لا يدور إلا حول الثيران والأبقار..!؟"
إيدموند بُرك- سياسي وبرلماني بريطاني
1797- 1729

وماذا بعد أن خيب هذا الشعب المستسلم الخانع أمال رجالات العلم والقيم العائلية والمشاعر السامية من رجالات الجامعه ؟،
وقبلهم خيب أمال شباب وشيوخ كفايه ومن أجل التغيير, ما الذي بقي في جعبة هذا الشعب العجيب الخانع الخاضع المستسلم؟

القضاه..هو ده ألي فاضل لكي لا يكون للناس حجه, أن يخرج القضاه بكل شموخهم وعدالتهم وعظمتهم وأوشحتهم ليقفوا للحكومة وقفة رجل واحد مطالبين بأستقلال القضاء-لا أعلم بالتحديد أستقلاله عن ماذا- ويتحدى القضاة الأجلاء الحكومة والنظام والرجل الكبير وكل مجموعة شخصيات مسلسل الكارتون المسمى الحكومه المصريه,في البدايه أندهش الشارع وأنفهش ودعكت مصر عينيهاغير مصدقه, وزمجر الأسد القضائي المهيب, وزائر ونفش معرفته المهيبة مهددا, وضرب الأرض ببراثنه القانونية والدستورية الباطشه, ووقف بكامل جلاله وبهائه وهيبته يتحدى ضباع الحكومة النهاشة وعرسها الجبانة, الحق أقول أنني أندهشت أنا الأخر وأنبهرت وجرفتني الحاله, وكدت أقف مع من وقفوا هاتفين: يا قضاة.. يا قضاة ارحمونا من الطغاة
ثم ويا للحسرة كالعادة أنفض الناس عنهم وتركوهم بمفردهم يواجهون عسف النظام ووحشيته, فكان أن غادر بعضهم أرض الوطن لبلاد تركب اللكسز والإنفينتي ليساعدوا على ترسيخ أستقلال القضاء وعدالته على ضفاف الخليج الثائر حيث معاقل تقديس الدستور وحماية أستقلال القضاء, بينما خاض أخرون معركة أخرى- وليست أخيرة- تهدف لتدعيم السلطة القضائية وترسيخ أركانها بتشددهم في مطالبة رئيس الجمهورية بتعيين ابنائهم في مناصب النيابة وأصرارهم على ذلك, ومن أفضل ممن ولد وتربى في بيت قانوني وتغذى منذ نعومة أظفاره على لبان العدالة وأحترام القانون, وما كان للوائح خاوية المضمون , جامدة وسخيفة أن تمنع هؤلاء الشباب الذي تجري في عروقه العدالة مجرى الدم من تولي مناصب النيابة ليكون لهم شرف تنسم خطوات ابائهم نحو منصات القضاء الشامخه.

لنقف هنا لنجري جردا بسيطا لعدد الحركات التمردية التي تخلت عنها الجماهير الخنوعة رغم أستماتة تلك الحركات في المطالبة بالحرية والديموقراطية والتخلص من البطش والتوريصث والتكلس الشيخوخي للنظام
1- كفايه وما رشح منها من حركات من أجل التغيير
2- أساتذة الجامعه
3-الحركات التدوينيه والفايسبوكيه
4- القضاه

الجميع خرج والجميع واجهته السلطة بكل بطشها والجميع تخلى عنهم الشعب ورفض أن يساندهم وتركهم بمفردهم
أي شعب ردىء هذا وأي جماهير مستعبدة خانعة تثير مشاعر الخجل في النفوس الحرة الأبيه؟

جملة أعتراضية: يمكن للسيدات الرقيقات القلوب وللسادة ذوي التربية المحافظة التوقف عن القراءة كما يفضل لأنصاف المثقفين المتنطعين أن ينتقلوا لمدونة أخرى ويريحوني ويستريحوا

من أين نبدأ تقييم ورصد تلك الحركات التمرديه؟
سيطر على تفكيري هذا السؤال لأيام طويلة حتى أعاقني عن الكتابه, ما هي تلك الحركات التمردية حقيقة, كيف يمكن تقييمها ورصدها بحيادية ودون الوقوع في فخ الأبتهاج الطفولي بأن الناس تتحرك وخلاص, أي حركه والسلام, ببساطه تلك الحركات التمردية هي حلقة جديدة في سلسلة الحركات الشوهاء المضطربة العبثية للطبقة البرجوازيه المصريه المشوهة التكوين والتركيب, والعاجزة لدرجة مدهشة عن أنجاز أي شىء.
لا يمنعني من وصمها بحقيقتها من حيث كونها شوهاء وعاجزه ما أعتاد الساده المهذبون قوله من كون الطبقة الوسطى (البرجوازيه) هي حاملة لقيم المجتمع , وتحذيرهم من أنقراضها وتلاشيها, أولا الساده بما فيهم بعض الملوثون بالماركسيه مخطئون في أعتقادي بأن الطبقة البرجوازيه المصريه معرضة للأنقراض, لم؟ الحقيقة أن مناعتها ضد الإنقراض لها علاقة ببدايتها الأولى والتي أتت شوهاء غير طبيعيه, فالطبقة البرجوازية المصرية تتميز بحدة عن تلك الأوروبيه بأنها لم تولد ولادة طبيعية ولم تخرج إلى النور نتاج تفاعل أجتماعي طبيعي, بل تم تخليقها تخليقا وأصطناعها صناعة بقرار سيادي, ولا يعني ذلك أن مصر لم تكن قادرة على أنتاج برجوازية طبيعيه بولادة حقيقيه, بل الحقيقة التاريخيه المؤلمه أن المجتمع الديناميكي الفعال الذي أزدهر طوال الدولة المملوكيه منتجا البوادر الأولى لتنظيمات مجتمع مدني (روابط الحرفيين), والأرهاصات الأولية لطبقة برجوازية حقيقة تنمو وسط خصوبة أزدهار التبادل التجاري وتراكم الثروات بين تجار من غير ذوي الأصول النبيلة الحاكمه (المماليك), هذا المجتمع المزدهر المتطور تعرض لأنتكاسة مخيفة حين سحقته الألة العسكرية العثمانية الهمجيه, والتي أسقطت مصر من سلم التطور التاريخي لتسقط في براثن التدهور الأجتماعي العثماني الذي كان ما يزال في مراحله الأولى من الإقطاع الشرقي مع روابط قوية مع بنيته الرعوية السابقة على تأسيس الدولة العثمانية الغازيه والمغتصبه, بداية البرجوازية الحقيقة جاءت بعدها بقرون على يد (محمد علي), الذي أحتاج لبناء دولته الحديثة خلق طبقة من المهنيين والموظفين والتكنوقراط المصريين أو المتمصرين, تلك هي الطبقة البرجوازيه المصريه, موظفين, طبقة من الموظفين والمسئولين الحكوميين, طبقة ولدت في حضن سلطة الدوله, بل خلقتها تلك الدولة وأصطنعتها لنفسها, أستكمل خلفاء محمد علي عملية تخليق وصناعة البرجوازية المصرية بتكريسهم لجهاز الدولة المركزي وخلق طبقة من الملاك الزراعيين بأصدار اللائحة السعيدية الأولى والثانية, وهو ما أستمر الإحتلال البريطاني في القيام به, تخليق وتدعيم طبقة برجوازية مكونة من موظفي الدولة وملاك الأراضي الزراعية, تلك البرجوازية المصطنعة حملت منذ البداية الأولى -بالإضافة للأمراض الأعتيادية للبرجوازية- تشوهها الخاص وفائض من الجبن والتردد والخضوع العبودي مغلف بروح رجعية محافظة وميول بيروقراطية غير عاديه, هي طبقة عاجزة عن أي فعل ثوري على الإطلاق,لماذا؟
إن مجرد المقارنة ما بين البرجوازية المصرية وتلك الغربيه لكاف جدا لإيضاح مدى تشوهها, فبينما خاضت البرجوازية الغربيه غمار حروب أهلية وثورات كبرى وأطاحت بأسر مالكة وأعدمت ملوكا وملكات لتتحرر من أسار الحكم الملكي الإقطاعي المطلق, فإن برجوازيتنا المصرية هي نتاج فرمان من ولي النعم, فهي ولدت بأمر السلطه, وهي تستمد وجودها وأمتيازاتها من السلطه, بالتحديد من الدوله الفرديه الغاشمة السيطره, بسبب هذه الطبقة البرجوازية الشوهاء المعلقة دائما ما بين خوفها المرضي من التمرد على (ولي النعم)وما بين رغبتها في زيادة نصيبها من منح السلطان أو مقاومتها لزيادة عسفه عليها عن الحد المقبول أو المحتمل, هذا التشوه البنيوي للبرجوازية المصريه أنتقلت عدواه لمجمل حركة الشعب المصري بداية من تمرد عرابي المبتسر وجبنه عن تنحية (ولي النعم)وإعلان الجمهوريه كما الح عليه عبد الله النديم, وكما وافق أعيان مصر ورؤساء طوائفها الدينيه ,أحمد عرابي (الفلاح الباشا) صنيعة (ولي النعم) لم يتخيل تنحية ولي النعم وقطع رأسه, فقط أراد قطعة إضافية من الكعكه( المزيد من الإمتيازات للظباط المصريين الأصل و بعض الحريه!!!!), وتستمر تشوهات البرجوازية المصرية تدمغ ما أصطلح على تسميته (الحركة الوطنية المصريه), فمصطفى كامل لا يتخيل وسيلة لتحرير مصر من الإحتلال الإنجليزي إلا بإعادتها للإحتلال التركي حيث تستعيد طبقة (الباشوات المصريين) الإمتيازات التي فقدتها نتيجة للأحتلال الأجنبي!!!, وهو المصير الذي أفلت منه الرائع والعظيم المهضوم الحق(محمد فريد), إلا أن محمد فريد وقع هو أيضا ضحية البرجوازية المصرية الشوهاء والخئون, ضحية سعد زغلول مؤسس حزب الوفد, حزب كبار الراسماليين وملاك الاراضي الذي دشن ما يمكن تسميته (سياسة الصالونات), حيث المُحتل يتقدم بكل أدب وكياسة لمن يحتله طالبا من كسيد مهذب أن يكون سيدا مهذبا هو الأخر ويتسم بالقدر الكافي من الكياسة بحيث ينسحب ببساطة وأدب, وإن لم يفعل فإن الواقع عليه الإحتلال سيشكوه بأدب لسادة مهذبين أخرين هم قيادات أوروبا المسعورة إستعماريا, هكذا هي سياسة الباشاوات الذين يحملون توكيلات تحريرية موقعة (لنتعجب من هذا التفكير القانوني البيروقراطي!) من أبناء الطبقة المتوسطة والمتعلمين, سعيا لاستقلال عن طريق التفاوض بين الناس المحترمين أبناء أصول مصر وأبناء أصول بريطانيا العظمى, أنى للزعر والحرافيش ولابسي الخيش أن يفهموا أو يعوا تلك التحركات الدبلوماسية الراقية فقد أنطلق ابناء الشوارع والغيطان هؤلاء كالسيل الهادر ليعلنوها ثورة حقيقية فاضرب العمال وقطعت خطوط المواصلات وتمزق الجهاز البيروقراطي للدولة شر ممزق تحت الضربات العنيفة للعمال والفلاحين وصغار الموظفين والمستخدمين, ثورة كادت تطيح بكل النظام العفن للدولة المصرية بملكها وأعيانها وباشاواتها وكل النسيج المريض المحيط بسرطان الأحتلال البريطاني, هنا ينتبه باشاوات الوفد إلى أن مصالحهم مهددة وأن مفاوضات الرجال المهذبين مهددة بثورة العمال والفلاحين, فيهرع الباشاوات والبهوات لأنقاذ نظام الدولة العفن من الأنهيار وليأدوا الثورة في مهدها وليطالبوا الناس بالتوقف عن ثورتهم العنيفة ليتمكن الباشوات من السعي للاستقلال بالطرق (المشروعه!), لتنتهي تلك الثورة العارمه بأتفاق أعرج مجلل بالعار تعترف فيه الدول الكبرى بالحماية البريطانية على مصر ويتم تقنين الأحتلال البريطاني والأبقاء على هيكلية النظام الإجتماعي, ولتذهب دماء شهداء الشعب قربانا لتولي الباشاوات كرسي الحكومة العرجاء, عذرا ..نسيت, سعد باشا زغلول الوطني الكبير رفض عودة محمد فريد للإشتراك في ثورة 1919 !!!, ولكي لا ننسى أن من أوائل قرارات الحكومة الوفدية الوطنية حل الحزب الشيوعي المصري وأعتباره غير شرعي, وطنيين بقى.....
بعد تلك الطعنة التي وجهتها البرجوازية المصرية أنخرطت جمعيات الباشوات والبهوات المسماة (أحزاب) في رقصتها الشاذة مع الأحتلال والعفن المسمى (ملك مصر والسودان) في الاعيب سياسية لا تنتهي مشدودة ما بين طرفين, البحث عن استقلال لا يمكن تحقيقه تفاوضيا والخوف من أنفجار الطبقات الشعبية التي لم تتوقف عن التضحية بدمائها وخبزها من أجل الأستقلال, لتاتي حركة البرجوازية الأكثر قوة وخبثا ونجاحا.....أنقلاب 1952- وعذرا للعفن الفكري الملكي والليبرالي إن كنت استعمل تعبيركم الأثير (أنقلاب الجيش 1952)-, فالبرجوازية المصرية أو بالتحديد الطبقة السفلى من البرجوازية المصرية وقد ملت أنتظار أن تقتسم معها البرجوازية الكبيرة كعكة (مصر المحروسه) قررت التحرك لتطيح بالمستأثرين بالثورة وتنتزع منهم الأوزة كاملة بدلا من أن ترضى بفتاتها, تلك الحركة التي كشفت عن وجهها مبكرا جدا, فأخرجت العفن المكتنز المسمى (فاروق الأول) من مصر مع 21 طلقة تحية وتشريفة من ظباط الحركة المباركة, وأعدمت العاملين (مصطفى خميس), و(محمد البقري-17 عاما) لإتهامهما بقيادة إضراب في مصنع أحد الراسماليين الكبار (باشا) بمدينة كفر الدوار, أنقلاب البرجوازيه الذي تعلم قواعد اللعبه جيدا فاسرع برشوة الطبقات الكادحة بأكاذيب (تحديد الملكية الزراعية) و(خمس فدادين..فدادين خمسه)، والتأميم ....خديعته العظمى حيث تتحول الدولة إلى أكبر راسمالي في البلد, ليصبح بيدها العصا والجزره ويصبح التمرد عليها خيانه, والإضراب أخلال بالأمن القومي, ولتامم النقابات ولتدخل الطبقة العاملة في سبات طويل لذيذ بتاثير رشاوي تغدقها عليها الدوله, ولتتضخم طبقة الموظفين والبيروقراطيين, ولما لا؟ الم تولد الطبقة البرجوازية على شكل موظفين دولة وبيروقراطيين؟ فالأوجب أن يتم تدعيمها وتغذيتها بجعل أغلب الشعب (موظفين) لدى الدولة لتكون الطبقة البرجوازية البيروقراطية هي الأكثر عددا والأوفر نفيرا, بينما كان يتم تجميع ثروة مصر وتضخيمها لصالح البرجوازية الكبيرة التي كانت تتلمظ خلف ستار الظباط عديمي الخبرة السياسة والذين يعانون من كم هائل من السذاجة الفكرية وأنعدام الرؤية الأيدولوجيه, البرجوازية البيروقراطية الصغيرة التي سيطرت على مصر في عهد عبد الناصر تحولت لبرجوازية راسمالية عميلة في عهد السادات, لتتحول لأحتكارية فاسدة ووحشية في عهد مبارك حيث تباع مصر بالجملة والقطاعي لرجال أعمال مجهولي الاصول ومطعون في نزاهتهم وشرعية ثرواتهم, يعملون في الأغلب واجهات لراسمالية أجنبية متحالفة ومشاركة لطبقة حاكمه أوصلت الفساد لافاق جديدة.

تلك عجالة لتاريخ البرجوازية المصرية الشوهاء العاجزه والتي لم تتوقف ابدا عن تشويه نضال الشعب المصري واصابته بالعرج والكساح السياسي والفكري والتي مازالت تصر على طرح نفسها كقاطرة لنضال المصريين رغم كل فشلها عبر قرن ونصف من الزمن وصولا غلى المسخره والعبث الفكري والسياسي الذي تقدمه الأن, وهو ما سنتوسع في إلقاء الضوء عليه بالجمعه القادمه.


ياسر






















17 comments:

إبراهيم شعبان said...

بصراحة لم أقرا التدوينة بسبب ذلك المدخل المتعالي على الوعي الشعبى

الأستاذ الفاضل حكمة الفلاح الواقف خلف المحراث سوف تجدها محفوظة في أمثاله الشعبية و مواويله و قصصه الشعبي

Alexandrian far away said...

يا دكتور علي لو كنت شرفتني بقراءة التدوينه كنت تأكدت أني اقصد عكس تلك المقدمة على طول الخط, وأنني وضعتها لأنها تمثل وجهة نظر البرجوازية المصريه وأكيد ليست وجهة نظري كمنحاز للعمال والفلاحين

تحياتي وتمنياتي أننا نتناقش تاني

إبراهيم شعبان said...

اعترف بالخطأ لأنني لم أقرأ التدوينة كاملة.

و أحب أن أحيك على هذا العرض الوافي لسيرة البرجوازية المصرية.

و لكنني أراك تحكم على الشخصيات التاريخية بمنظورك أنت دون أن تضع في الاعتبار السياق التاريخي و الثقافي الذي ساهم في إنتاج مواقفهم.فمثلا تكتب حضرتك عن مصطفى كامل( فمصطفى كامل لا يتخيل وسيلة لتحرير مصر من الإحتلال الإنجليزي إلا بإعادتها للإحتلال التركي حيث تستعيد طبقة (الباشوات المصريين) الإمتيازات التي فقدتها نتيجة للأحتلال الأجنبي!!)

و إذا ما عدنا أنا و أنت إلى أوائل القرن العشرين لنقابل مصطفى كامل و عرضنا عليه هذا النص فإنه بالتأكيد سوف يشطب عبارة الإحتلال التركي و يضع بدلا منها الخلافة الإسلامية

ِوحيد جهنم said...

العزيز ياسر / تحياتى لك
اصبحت اعتقد الان من دون شك ان الخنوع والاستسلام واستمراء المهانة اصبحوا من الجينات الوراثية لدى الشعب المصرى , امرا حتميامن الناحية البيولوجية لاقبل لنا فى تغييره او حتى الهرب منه .
والكذبة التى يعيش فيها المصريين للاسف الشديد , كذبة اننا شعب ابى غير مستسلم لا ينام وظالمه هانىء , شعب قام بثورات وغير وازاح واعدم وووو ..... الخ , هى فى الواقع تمت برمجتها فى عقول المصريين عبر عقود طويلة حتى صار الناس يعتبرونها حقيقة لا مساس لصدقها ونزاهتها وصار الناس يتلقون تاريخهم المزيف على اعتبار ان ما حدث ايام عرابى هو ثورة وليست هوجة وان ما حدث ايام سعد زعلول ثورة وليست مظاهرات عنيفة وان ما حدث عام 1952 ثورة وليست انقلابا .
الناس فى مصر بعد تعمد تشويه المازربورد لديها تعتقد ان مجرد الاعتراض هو ثورة وان بضعة مظاهرات فى شوراع محدودة جدا يسير فيها عدة الالاف تمثل ثورة او ارهاصات ثورة ولا يدركون ان اى ثورة فى اى بقعة من بقاع المعمورة باستثناء مصر طبعا نجحت فى تغيير ايدلوجية الشعب على نحو جذرى . وما فعلته الثورة الفرنسية او البولشوفية وحتى الثورة الاسلامية فى ايران .... الخ يتعاطى معه المصريون بنفس تعاطيهم مع قصص الف ليلة وليلة.
ما سر هذه الحالة الغريبة من المازوخية الغير المبررة لدينا ولماذا لا يشعر الناس بوجود ازمة . المشكلة ان قرون الاستشعار لدينا قد تيبست فلا ندرك ان هناك ازمة ما توحد هذا الشعب .
اسف للاطالة عزيزى ياسر
فى انتظار جديدك
وحيد جهنم

AHmED said...

لازلت متفائل

Azza Moghazy said...

مساء الفل

استاذ ياسر الحقيقة انى اختلف معك فى التاريخ الذى ترجع اليه نشأة البرجوازية المصرية

هى فعلا طبقة متسلقة طفيلية منيلة بستين نيله

نمت فى كنف السلطة منذ الكاتب المصرى الجالس القرفصاء الذى كان يتعلم كى يخدم الملك ويسجل ما يطلب اليه ان يسجله

ابن الطبقة الوسطى هو ابن الحكومة وربيبها المقرب من فرعون والخادم لمصالحه

الامر لم يبدأ فى الفترة التى تفضلت بالاشارة اليها اذن :))

كيف الاحوال يا فندم

Azza Moghazy said...
This comment has been removed by a blog administrator.
Alexandrian far away said...

عزيزي الدكتور علي
أشكرك على تحيتك
لكن مبدئيا أنا لست في مجال محاكمة نوايا الشخصيات التاريخيه, ولست في مجال محاكمتهم أخلاقيا
أنا فقط أرصد مواقفهم من الزاوية الطبقيه وارصد النواتج التي أدت غليها تلك المواقف, وكون مصطفى كامل كان يراها خلافة غسلاميه لا يعني أنها لم تكن إحتلالا تركيا بغيضا

تحياتي وشكرا لمداخلتك

Alexandrian far away said...

صديقي العزيز وحيد جهنم, تذكرني كلماتك بما كتبه (جمال حمدان) وهو مبهر حقا,إذ كيف يمتلك كل تلك المعرفة العلميه في مجال الجغرافيا لوطنه وفي نفس الوقت يعاني من ذلك الجهل المطبق المثير للغثيان عن الشعب القاطن لهذه الأرض!!!!
أسمح لي يا صديقي أن أغضب, أنا لم ولن اقبل ابدا هذه الهرتله البرجوازيه العفنه التي ألتقطها بعض العبيد والخدم من سادتهم المحتلين وروجوا لها بألحاح حتى وجدت لها مكانا وسط كلمات عقل يقظ متسائل دءوب مثلك, وهو مما يزيد غضبي, وأصدقك القول أن هذه الكلمات المنبتة الصلة باي حقيقة علمية أو فكرية كانت في مخيلتي وأنا اكتب هذه السطور, كانت تلك ثورات حقيقيه يا عزيزي بقدر ما كانت دماء الفلاحين والجنود والعمال والطلبه حقيقيه, بقدر ما كانت الرصاصات والبارود حقيقيه, كانت حقيقيه بقدر الناس الذين ثاروا وماتوا من أجل الحريه, وإذا كان القادة قد خانوا فهو عارهم هم وليس عار الشعب
صدقني نحن فعلا شعب أبي غير مستسلم ولو أنك استعرضت الظروف التاريخيه الساحقه التي مرت بهذا الشعب المسالم والتي خرج منها لتأكدت أننا مصنوعون من صوان أسوان الازلي الصلابه, ولعل كلماتك تحتم علي أن أتوسع في تدوينة قادمة في أستعراض تلك المسخره اللغويه التي تصم أعرق شعوب الأرض بما ليس فيه على الإطلاق

تحياتي وأحترامي ومحبتي وأعتذاري العميق عن حدة كلماتي

Alexandrian far away said...

عزيزي أحمد
جميل هو التفاءول
أحرص عليه حرصك على حياتك نفسها
فبدونه تكون الحياه اسوأ من الموت

تحياتي ومحبتي

DantY ElMasrY said...

متفق معاك كل الاتفاق فى عرض المشكلة
وتأصيلك الصحيح لمنابعها


ولكن من زاويتى أرى أننا فى مرحلة موازية للعصور الوسطى الأوروبية
حيث سلطة الكهنوت ممتدة فى أذهان الشعب وتقدم له المبرر تلو المبرر لظلم الحكام

ما زالت علاقاتنا محل نظر
والتعريف الذى نقدمه للوطن محل نظر
فمثلا فى مناقشة التعديلات الدستورية 2007
حول المادة الثانية -الشريعة الأسلامية مصدر من او المصدر الرئيسى أى كان
عرض كثير من المثقفين الذين أشرت إليهم رؤاهم التى كانت للأسف منخفضة السقف جدا
ونسى الكل المادة الأولى :مصر هى دولة عربية نظامها اشتراكى

وهى مصيبة تكرس ما عرضته من مركزية السلطة ودوران الكل فى فلك ولى النعم


تحياتى

Alexandrian far away said...

عزيزتي الأستاذه عزه
أنا قريت الكلام ده فين قبل كده؟
أه
دي مقولات الماركسيه المصريه الكسيحهوأفكار الماركسيين المصريين البائسين, عزيزتي عزه, بما أن الماركسيه لم تنتج أي أطار فكري لتحليل أنماط الإنتاج التاريخيه خارج القارة الأوروبيه ألهم ذلك الفقر الفكري المسمى (نمط الإنتاج الأسيوي), وبما أن الماركسيين المصريين كانوا ومازالوا أكثر كسلا أو مش فاضيين- لأن الثوره قايمه والكفاح دوار- من أن يبحثوا في تمط أنتاجهم المحلي تاريخيا ويقوموا بتطبيق الماركسية محليا كما فعل ماو في الصين وهوشي منه في فيتنام...إلخ
وبما أننا لا نعرف حتى الأن تحديدا نمط الإنتاج والملكية في مصر القديمه, بل ولا نعرف الكثير عن بنية المجتمع الطبقيه
فأنا ارجو من الساده الرفاق المتعاصين ماركسيه أن يلتهوا بأكل عيشهم وسبوباتهم ويتركوا التاريخ المصري في حاله دون تفسيراتهم الكسيحه المضحكه ويتوقفوا عن تسميم اراء شباب ذكي واعد وزي الورد مثل الأستاذه عزه مغازي

تحياتي القلبيه صديقتي العزيزيه

Alexandrian far away said...

عزيزي دانتي المصري
أنا فقدت الأمل في المثقفين المصريين منذ زمن ليس بالقليل فهم نموذج رائع لمثال المثقف الأنتهازي

وقانا الله وأياك ذلك المصير
تحياتي وأحترامي

ِوحيد جهنم said...

العزيز ياسر / تحياتى لك
فى انتظار تدوينتك التى اشرت اليها فى ردك على تعليقى واصدقك القول انا الاخر اننى على اتم استعداد بل على اتم امل ورجاء ان تغير تدوينتك القادمة تلك القناعة التى لمستها فى تعليقى السابق وارجو منك رجاء خاصا ان تنوه الى مفهومك لما نسميه ثورة وما يستلزم الثورة من مقدمات يستشعر بها الثوار للازمة والتى تمثل الوقود الحقيقى للثورة .وهل ما مر بالشعب المصرى فى تاريخه الحديث من ثورات تعتبر بالفعل ثورات من مقارنة بغيرها من ثورات العالم ؟

على ماذا الاعتذار صديقى ؟ اتمنى ان اكون مخطىء وانت مصيب صدقنى . وارجو ان تتحمل سخافة تعليقاتى , ولتكن سعة الصدر اطارا لهذا الاشتباك الفكرى ان جاز هذا التعبير وان سمحت مدونتك الرائعة
بالمناسبة حتة بلدى كده عل الماشى الغيبة بتاعتك تخنق ههههه يا ريت ما تطولش
تحياتى ومودتى واحتراماتى لك
وحيد جهنم

Alexandrian far away said...

الصديق العزيز وحيد جهنم
تحياتي
أعتذر عن التأخير في الرد على تعليقك
وأتمنى أنني أستطعت الإجابة عبى أسئلتك القيمه في التدوينة التي نشرتها مؤخرا

تحياتي وأحترامي ومحبتي

زمان الوصل said...

عاوزه أقول تعليق بسيط خالص ..

وهو أن هذه التدوينه أعادت لى بعض الثقه ب "عقلى" و "فهمى" لبعض الأمور ولو بعد سنوات طويله جدّا !!
أصل الحقيقه حين كنت أدرس فى التاريخ ثورة 19 و ذهاب الوفد لمؤتمر "باريس" للمطالبه بالاستقلال كان شئ ما فى عقلى يتعجّب من الفكره و لا يهضم المطالبه بالاستقلال من دول محتلّه لدول أخرى فما مصلحتهم إذن يخسروا بعض من أجل سواد عيوننا و بكل بساطه كده و بمجرّد ورقه عليها توقيعات و خُطَب !! لكن الحقيقه إجماع الكل على عظمة هذه الثوره و فاعلية الفكره .. هذا الإجماع الطاغى من كتب التاريخ المدرسيه و المسلسلات و الأفلام و الروايات جعلنى أقمع تساؤلاتى و أتعايش حتى قبل قراءتى للتدوينه دى مع الفكره !! كنت أسأل نفسى عن مغزى جمع توقيعات من الشعب ومدى المصداقيه أو الحجّيه التى يفترض أن تتمتّع بها هذه التوقيعات و أقارن هذا -حاليا- بما جرى مع "أيمن نور" و اتهامه بتزوير توقيعات فهو اتهام ما كان أسهل توجيهه ل "سعد زغلول" و رفاقه .. هكذا كنت أفكّر و لم أكن أفهم بصراحه شديده سر الاحتفاء بالثوره لدرجة عدم طرح هذه الأسئله شديدة البساطه ..

ربّما ينتابنى الآن قدر من الحزن لأنّى احتفظت بهذه التساؤلات من وقت ما بدأنا ندرس تاريخ "مصر" و حتى هذه اللحظه لم أجرّب طرحها و استسهلت الاستكانه للإجماع التاريخى على أهميّة الثوره الميمونه .. بس زى ما بيقولوا

late better than never

Alexandrian far away said...

العزيزة زمان الوصل
نورتي المدونه
اسف على التأخر في الرد على تعليقك اللامع, الحقيقة انني رغم أيماني المطلق بان التاريخ المصري كله يحتاج وبشدة لإعادة كتابة وتحليل, إلا أنني أؤكد على التفريق ما بين الشعب ومن يفرضون أنفسهم كقيادات له في اي لحظة تاريخية, الناس قامت بثورة حقيقة عام 1919 وماتت بحق, وقاتلت بحق, لكن القيادات هي الخائنه, وهي التي لم تكن على مقاس اللحظة التاريخية ولا من عيار قادة شعب يثور من أجل حريته
الثورة كانت حقيقية ومجيدة على مستوى الناس
وأكذوبة ووهم وفشل للقيادات

تحياتي