Monday, August 13, 2012

إنها نفس الدوله...يا غبي

الله أكبر، ولله الحمد
الله أكبر أن من علينا برئيس مدني يسقط حكم العسكر
ولله الحمد أن سقط حكم العسكر وانتهت الدوله العميقه على يد الرئيس المنتخب بالاراده الشعبيه

يمكنك أن تبتلع تلك القطايفايه الجميله المقدمه من محل حلويات الإعلام المصري بالمشاركة مع شبكة إعلام الناشطين المصريين على الشبكات الإجتماعيه، وتحمد ربنا وتنام، أو يمكنك أن تأتي معي لندخل المطبخ لنرى كيف صنعت تلك القطايف، ولا أعدك أن ما ستراه 
قد يعجبك.

أولا : ما الذي حدث؟
هل أنقلب مرسي على طنطاوي؟ هل كونت أمريكا حلف ما بين السيسي والعصار وماميش لقلب طنطاوي؟ هل ملوت قطر الأنقلاب؟، هل أعتقل طنطاوي وعنان؟...هل؟ أين؟ كيف؟ لماذا؟
سيغرقونك بالاسئله
في لعبة الإخفاء التي تمارسها كل الكائنات الحيه هناك طريقتان لارباك الخصم

الأولى: أن تختفي جيدا جدا بحيث لا يحصل الخصم على اي معلومات نهائيا عنك ويبقى في جهل مطبق وظلام تام، وهي لعبة جيدة ،،  
الحقيقه إلا أنها خطره، فأنعدام أي معلومات يثير الفضول ويحفز على المزيد من البحث والتقصي 
وفي النهاية لا يوجد نظام محكم ولا أمن بنسبة مطلقه، ستنكشف أجلا أو عاجلا.

الثانيه على عكس الأولى تماما، إنها ببساطه أغراق الخصم بالمعلومات، تقديم كم هائل ومتناقض ولا نهائي من المعلومات يختلط فيها الواقعي بالخيالي والمزيف بالحقيقي، مما يربك الخصم ويجعله يفقد طريقه، ويتشكك في اي معلومه حتى تلك الحقيقيه التي قد تتسرب إليه.

ونحن نواجه النوع الثاني، الإغراق في البيانات، الأغراق لحد الإجهاد وأيصال بروسيسور العقل الجمعي المصري لدرجة التهنيج والشلل، وهي لعبه سهله جدا في مصر التي يتعبر (الفتي) فيها الرياضة الشعبية الأولى، فيكفي أن يعرف شخصا شخصا اخر له صديق مجند في مطبخ وحدة إشاره حتى يغرق التايم لاين بأن مصدرا قال له كذا وكيت.

لنترك خفايا ما حدث للمؤرخين الذين يبحثون عن ملء كتبهم، وللصحفيين الذين يبحثون عن ملء صفحات جرائدهم، ثم ما الذي سنستفيده من معرفة تلك الخفايا؟ نحن فعلا نعرف كل ما نحتاجه

1- أمريكا لها سيطرة عليا على القرار في مصر؟ تلك بديهيه يعرفها اي طفل بالشرق الأوسط، حتى إذا كان كبريائك الوطني المتضخم بفعل الألتهاب الثوري قد يرفض ذلك فتلك حقيقة لا يجرؤ أحد على نكرانها.

2-أموال الخليج تلعب دورا اساسيا في الحراك السياسي والثقافي والفكري والاقتصادي في مصر خدمة لمصالح الإمبرياليه العالميه؟ طبعا، ومنذ خلق الاستعمار البترودولار وهي تفعل ذلك، ام تظن أن تلك الكتل الهائله من المليارات التي تتراكم حولنا لا تمتلك قوة جاذبية كافيه للتأثير عليك ؟

3- الجيش المصري قد ينقلب على قياداته؟ الجيش المصري منذ زمن طويل يعاني من مشكلة عميقه بخصوص ولاءاته، هو ليس جيشا مؤسسيا في الحقيقه كالجيوش الحديثه، بل بقيت فيه بقية لم يتخلص منها من جيوش المماليك والإنكشارية القديمه، ولاءاته تتأرجح ما بين الولاء الشخصي لكبار الظباط وما بين الولاء لمصالحه المباشره، تأمل معي الجيش الذي نقل ولائه خلال 60 عاما من الملك فاروق إلى محمد نجيب ثم لجمال عبد الناصر، ثم لعبد الحكيم عامر، ثم لناصر مرة أخرى، ثم للسادات، ثم قتل السادات، ومنح ولائه لأبو غزاله ثم لمبارك، ثم انقلب على مبارك وعلى الشعب، والحقيقه أتمنى أن الجيش المصري قد أنهى رحلة مراهقته العاطفيه بأعلان ولائه المطلق لمصالحه الأقتصاديه وكفى.

4-  الأخوان بسيطرون على مفاصل الدوله؟؟  ومتى كان الأخوان خارج مفاصل الدوله؟ دعك من هراء معارضة أنتهازيه كانت تتأرجح كالبندول ما بين مبارك والمرشد، وتروج أن الأخوان معارضة وطنيه، الاخوان كانوا دائما جزءا من دولة مبارك ونظامه، ومثلهم كمثل كل عناصر دولة مبارك دخلوا في تحالفات وصراعات، وكسبوا أحيانا، وخسروا أحيانا أخرى، مثلهم كمثل كل أجنحة النظام الإقطاعي المافياوي الذي أنشأه مبارك وطوره عن دولة السادات وناصر، الأخوان كانوا دائما جزئا من اللعبه، من الصفقه، من الكتله الحاكمه، كان لهم سياسييهم وقضاتهم ورجال أعمالهم وظباطهم وجنرالاتهم، بل وحتى ممثليهم في لجنة السياسات

5- الجيش لن يتصدى للأخوان؟ الحقيقه أن الجيش قد يتصدى للأخوان وقد ينقلب على مرسي كما أنقلب على مبارك بشرط أن يهترأ النظام ويصبح بقائه خطرا على استقرار دولة الجيش العميقة الخفيه التي هي المسيطر الفعلي على مصر المحروسه، الحقيقه أنه لو قامت ثورة للملحدين  وبلغت قوة الحسم فسيخرج الجيش لدك المساجد والكنائس وجنوده يهتفون : الله اكبر، كما كانوا يهتفون وهم يسحقون الثوار، ثوار الثوره التي حماها الجيش 

هذه هي الحقيقه الصلبه التي بين ايدينا:

1- الدوله يسيطر عليها تنظيم سياسي لرجال الأعمال واصحاب النفوذ، سيستوعب بسرعة بقية رجال الأعمال وأصحاب النفوذ الذين خارجه وهو قد بدأ فعلا مغازلتهم من شهور

2- الجيش يمتلك استقلالية مطلقة كدولة مستقله القرار السياسي تسيطر على 40% من الناتج القومي المصري وعلى أغلبية اراضي مصر المحروسه بعقود ملكية مسجلة في الشهر العقاري لا يمكن الطعن فيها ولا إسقاطها

3- التحالف المدني العسكري يتبنى الراسمالية كموقف استراتيجي نهائي بأكثر اشكالها نيو ليبرالية وضراوة وهو يعلن ذلك بصراحة ووضوح ويعلن أن أي تحركات عمالية هي جريمة ضد الدوله، مش مصدقني؟ راجع تصريحات وزير الدفاع السيسي وتصريحات قيادات الأخوان

4- الدولة المصرية القمعية الفاسده قائمه بكل جبروتها وقوتها وشرطتها وجيشها  وأجهزتها الأمنيه والمخابراتيه مستعدة لقمع اي معارضة، بعد أن تخلصت من أجزائها الأضعف، وجددت شبابها وتروسها

5- المعارضة المصريه أعلنت ولائها التام للنظام  وخيانتها التامة للشعب، وهي في صف النظام الراسمالي القمعي المسلح بالفاشيه الدينيه، تتساوى في ذلك معارضة تدعى الليبراليه أو أخرى تنتحل الاشتراكيه والثوريه

6- الدوله المصريه في اشتباك مع منظمات أرهابيه ساهمت هي في صنعها وقتما كانت جزئا من التحالف الأمريكي الواسع ضد الشيوعيه في السبعينات والثمانينيات.

ماذا يشبه هذا؟
إنها مصر في أواخر الثمانينات وأوائل التسعينيات
 إنها نفس الدولة مرة أخرى تقريبا مع تعديلات طفيفه لا تمس الجوهر
دولة مبارك برئاسة محمد مرسي وبقيادة حزب الحرية والعدالة الوطني الديموقراطي.

No comments: