Friday, April 20, 2007

ألغام الذاكرة -1


المثقفة اللوذعيه

مقدمة لابد منها:

أحيانا – ليست بالقليلة – ينفجر لغم بذاكرتي وبدون أي سبب واضح أتذكر شىء ما، حكاية ، كلمة، مقطع من كتاب أو مقال ثم وطبقا لنظرية التداعي ( تكر السبحه ) كما يقولون ويسحب اللغم الذاكراوي المنفجر ذكريات أخرى.

تأصيل تاريخى:

يعود هذا اللغم للتسعينيات، بالتحديد للنصف الثاني من التسعينيات وأجد من المستحسن أن أبدأ بسرد تأريخي لكيف كان الجو الثقافي للتسعينيات بالقاهرة ، بتلك الفترة العجيبة من تاريخ الثقافة المصرية- وكل فتراتها عجيبه الصراحه- أثرت عليها ثلاث قوى اساسية

الأولى: ظهور حركة الكتابة الجديدة أو ما سمي وقتها ( قصيدة النثر ) وهو مسمى أثار حرب داحس والغبراء وسط الأدباء والمتأدبين وأظن أن تلك الموجة بلغت قمتها بتخاريف ( علاء خالد ) وكتابات المرحوم ( أسامة الديناصوري ) إلا أن ذروتها كانت عصابة ( هشام قشطه ) وهو شخصية غامضة مثيرة للاقاويل فرض نفسه فرضا كزعيم لجماعة تسمت باسم ( الجراد ) أصبح هو ابوها الروحي وناشرها الأساسي لمجلة ( الكتابة الأخرى) وأظن أن نجمه أنطفا فجأة كما لمع فجأة ، تبنت تلك الجماعة مفهوم ( الأشياء البسيطة ) في الكتابة الشعرية فكانت الموضوعات الأساسية لكتاباتهم تتمحور حول اشياء مثل : الأستنماء، فرشاة الأسنان، الفوط الصحية، الملابس الداخلية المتسخة......إلخ ، والحقيقة ارى أنهم كانوا مزيجا من أبناء الأقاليم التائهين في القاهرة العملاقة وبنات يعانين من مشاكل هوية حادة ( خلوا بالكم من النقطة دي ) في هذه الحمى كتب ( حسن طلب ) خزعبليته المسماة ( زبرجدة الخازباز ) وثنى عليها بأخرى دعاها ( أيه جيم ).

القوة المؤثرة الثانية ترتبط عضويا بالأولى وهي الحقيقة ترتبط عضويا جدا يمنتهى العضوية وبكل الأعضاء وهي ظهور ثورة – من الأثارة – الكتابة الحريمي حيث أزدهرت بالحركة الثقافية كوكبة نسوانية مدهشة أحتللن مقدمة الصورة – ومؤخرتها كذلك- منهن ( م- ط) التي أدعت أصول بدوية مجهولة رغم أصولها الريفية القحة إلا أنها والحق يقال تمتعت بساقين مدهشتين وسمانتين رخاميتين لم تبخل أبدا بكشفهما على الحركة الثقافية، ومنهن ( أ – م ) قصيرة ضئيلة بحكايات عن علاقات متنوعة أصعدتها السلم فراش تلو الأخر ، ومنهن ( ن – أ ) التي أعترفت بكل جراة بمؤتمر للادب النسائي أنها تحصل على دعم مالي من اصدقائها الذكور مقابل خدمات جنسية، ومنهن ( هـ ) وهي موضوع أخر، لكن ابرز الأحداث الثورية الثقافية بتلك الحقبة كان ظهور سيدة من دولة عربية غنية أدعت الشعر والرسم وأبرز ما قدمت كان قراءة شعرية بمهرجان اقيم بقلعة قايتباي بالأسكندرية وتميزت هي فيه بثوب اقرب ما يكون لقميص داخلى أثارته نسمات المتوسط اللعوب فاثار الجميع بما يصف ويكشف ومن لم يثره الثوب اثاره الشعر المنقوع فى الغنجات والتأوهات.... يالها من سهره.

القوة الثالثة: كانت القوة الثالثة الأساسية المؤثرة الأنتفاضة الأخيرة لجيل السبعينيات العتيد، أو ما بدا وقتها أنه الأنتفاضة الأخيرة قبل أن يثبت هؤلاء المخضرمون أن ( الدهن في العتاقي ) وأنهم قادرون على الأنتفاض لمرة أخرى بأوائل القرن الحادى والعشرون على شكل ( كفاية ) وأخواتهاوأقصد بجيل السبعينيات أو ( السبعينيون ) أختصارا من كانوا بالجامعة بالبعينيات وأنخرطوا فى أنشطة سياسية أو ثقافية وبالتحديد ذات طابع ( يساري) ، ولعلي أكتب يوما عن أنطباعاتي عن ذلك الجيل العجيب، كان ( السبعينيون) بانبعاثهم التسعيني الذي أطلقه وزير الأمن القومي للثقافة ( فاروق حسني) باستدعائه لمجموعة باريس الشهيرة عساها تتصدى للمد الفاشيستي الديني، أحتاج ( السبعينيون) لأرواح شابة يحتلونها عسى أن تضخ دمائا فكرية طازجة بأوردة إبداعاتهم وكفاحاتهم المتحجرة، كانت الفرائس جاهزة بل وراغبة، كوكبة من متوسطي الموهبة شديدو الضحالة الثقافية ، يرقات صغيرة تزحف على وجه المدينة القاسية القلب ( القاهرة ) وتتجمع فى وكر ( زهرة البستان).

يتبع

2 comments:

عباس العبد said...

لقد جذبت انتباهى بشدة و اعلن انى ساكون من المتابعين حتى نهاية التدوينة المتسلسلة
و لكن لى عتاب صغير
بلاش حكاية ال
initials دى
لأنها سخيفة
اكتب على السجية
فى الانتظار

Alexandrian far away said...

أهلا وسهلا يا عبس
الحقيقة موضوع أستعمال الحروف الأولى من العاب الألغاز القليله اللى بتمتعنى
ثانيا أى حد كان له علاقة بالحركة الأدبية أو الثقافيه فى الفتره دى حيكتشف ببساطه تامه أنا بأتكلم عن مين بالتحديد، ودى المشكله لأنى فعلا مش عاوز أشهر بحد وخصوصا بناس أغلبها نفض أيده من الموضوع كله، وعموما لو كنت لسه مصر أوعدك أنى أكتب الأسماء الكامله وأيدك معايا بقى فى لم فلوس المحامين عشان قضايا التشهير والسب العلنى
صباح الفل