من يومين كنت اشاهد برنامجا من سلسلة Horizon من قناة BBC كانت عن تطور البشرية، وكيف أن أنقراضا واسعا حدث قبل 7 ملايين عام أثر أختفاء مفاجىء للغابات المدارية العملاقة ادى لأنقراض أغلب أنواع القرود كما أدى لتطور القرد السائر على قدمين والذي استكمل مسيرته التطورية ليصبح القرد ذو المخ الكبير منتجا ما هو ( بشر ) ، وفي نفس اليوم قرأت خبرا عن أعتراض طالبات أحدى الكليات بالدمام -–السعودية -–على تدريس نظرية التطور البشري لأنها كما قلن تخالف الدين وأنه لا يجب تدريسها طبعا حرصا على قوة ورسوخ عقيدتهن وخوفا عليهن من الكفر والمروق من الدين بسبب تعليمهن ان البشر تطوروا عن كائنات تشبه القرود ولم ينزلوا من السماء بالأسانسير المقدس كذكر وأنثى مكتملين، طبعا للطالبات الحق في أن يرفضن تعلم اي شىء في الحقيقة من حقهن حتى أن يرفضن تعلم جدول الضرب إذا ما أرتاين أنه قد يمس عميق أيمانهن لكن لا استطيع منع نفسي من التسأول : هل الشابات السعوديات اللطيفات اللوات ينتشرن بأعداد مدهشة على مواقع الشات على الأنترنت مفرجات عن شبقهن ورغبتهن أو اللوات ينشطن على غرف السكس ببرنامج البالتاك عارضات مفاتنهن على الكاميرات للعامة هل لا يوافقن هن ايضا على نظرية التطور البشري؟ عموما هذه قضية أخرى، القضية الأهم هي أن هذا القرد المنتصب على قدمين لم يكن نوعا واحدا فريدا بل أكثر من نوع سارت جميعا على طريق التطور وفشلت جميعا ما عدا واحد فقط أنتج كائنين عاقلين هما نحن : الهومو سابينس أضافة إلى النيادرتال وأنقرض الأخير قبل بضع ألاف من السنوات ويعتقد أن البشر كان لهم دور في أبادته وهكذا كنا أكثر الكائنات حظا ووحدة نوع وحيد في جنس لا يحتوى سوانا في قبيلة تحتوينا نحن والشيمبانزي والغوريلا والأورانج أوتان، لكن لنعد لوحدتنا وواحديتنا، نحن القرد الذي فاز بجائزة الياناصيب الكونية العظمى واصبح أنسانا والذي كانت جائزته عظيمة لدرجة انه وحده اصبح الكائن العاقل حصريا على الأرض، لكن هل كانت تلك نعمة أم لعنة؟ هل على أن ألجأ لجملة مبتذلة واقول اننا لعدة الاف مضت من السنون لم نتوقف عن القتال ؟ عن قتال بعضنا البعض ، عن ابادة جنسنا، أولا الحرب ضرورة بيولوجية، هل ابدو شريرا؟ ربما لكن لنتعلم شيئا من الطبيعة الأسود مثلا تقبع على قمة الهرم الغذائي بالسهول الأفريقية أي أن لا أحد يفترسها أو يهددها ولذلك على عكس أغلب الكائنات الأخرى يمكنها أن تستلقي باسترخاء تام متكاسلة في الظل لساعات طويلة لأنها لا تخشى شيئا سوى...أنفسها، فقط الأسود تقتل السود سواء كذكور بالغة تتقاتل من أجل السيطرة أو تقتل الاشبال المنتمية للذكور المهزومة لتدفع اللبؤات للوقاد مرة أخرى، قد يبدو ذلك وحشيا جدا لكن دون ذلك القتل لعانت الأسود من أنفجار سكاني سيخل حتما بالتوازن البيئي ، هذا ما تمثله الحرب بالنسبة لنا ألية بيولوجية للسيطرة على الأعداد رغم انها لا تبدو الية جيدة لأننا نتضخم عدديا بشكل هائل ومدهش، عنصر أخر مهم بالمعادلة هو أننا لم نجد ابدا هيكلا عظميا من الفترة قبل 25 الف عام باثار عدوان بشرى وجدنا هياكل لبشر قتلتهم الحيوانات أو الأمراض أو الأنهيارات أو الجليد لكننا لم نجد ابدا هيكلا بعلامات على عدوان بشري ، لم يكن البشر يقتلون بعضهم بعضا قبل 25 الف عام ، مدهش أليس كذلك؟ طبعا لن نعرف أبدا كيف ومتى عرف البشر الحروب والقتل ومتى وجهوا أسلحتهم الحجرية لبعضهم البعض ولماذا، لكنهم فعلوا وتلك هي لعنة أننا كائن عاقل وحيد ، أننا النوع الوحيد من القردة المنتصبة على قدمين.
يتبع
No comments:
Post a Comment