Saturday, May 27, 2006

اليـــــــــــوم الأول:دبــى
(مـــرحـــــــــــبا بك فــــــــــــــى أســــــــــــــــــيا)
فـــى أعــلان ســياحــى عــن ماليزيا يقول الشــــعار: ماليــزيــا أســيا الحقيقيــة , حســنا هــم مخطــئون فليســت ماليزيا هــى أســيا الحقيقيــة بل دبـــى هــى بوابــة أســيا الذهـــبية - ربمــا يمكــننى أن أبيــع هــذا الشــعار - أســيا حــاضــرة بكــل تنوعهــا و غــناهــا و ســحرهــا بشــكل لا يتخــيله ســوى مــن رأه و الحــق أنهــا الهــند هى الأكــثر حضــورا و هــى أول ما يلقاك فى دبــى و أكــثر ما يمــيزها بدئا من طــوابير العمــال الباكســتانيين و الباشــتون الذين يبدون متمايزين جــدا بفقـرهم و خشــونتهم عن فخـأمة المطــار الناعمــة و ربمـا أكــثر صــدقا و رســوخا من صــناعيته الفــاخرة - عــجيب أن خشــونة أنســان واحــد يمكنهــا أن تبرز بقـوة حقيقتهــا و أصــالتها وســط كل نعـومة الزجاج و المعــدن و الموكــيت و التكييف المركزى و أن رائحــة عــرق أنســان واحــد تبــدو أقــوى أقــوى مــن كــل عطــور العــالم , صــحيح فقــط البشــر هــم الحقيقــة - فمــا بالك بتلك الطــوابيـر الطـويلة من الملتحـين و الحليقــين و المتجهمــين فــى عــبوس يمــتد بجــذوره عــبر قــر ون طــويلة , عــبر شــعوب أقــدم مــن الزمــن , وألام و قســوات لا تعــد ولا تحصــى ســائق التاكســى الذى أقلــنى مــن المطــار هــندى , لم يتبادل معــى الحــديث و إن بــدا ودودا لابــد أنــه يرى مــن نوعــى المـئات يومــيا يأتون للصــلاة فــى محــراب أرض الغــرباء و الفــرص , و الحقيقــة مـن هــذه اللحظــة ســيكون مــن الصعــب كــتابة جمـلة دون ذكــر كلمــة هــندى , المــدينــة مبهــرة , مدهشــة , فاخــرة و مــرحــبه , مــتحف عملاق للعمــارة الحــديثة مع , نمــاذج قليلة من عمــارة ما بعــد الحــداثه , ذلك كــان أنطــباعــى الأول فـى رحــلتى مــن المطــار للفــندق , فــور دخــولى لصــالة الفــندق الــذى يبــدو فــاخــرا رغــم صغــر حجمــه قابلت أول أنكســار حقيقــى للهــارمونى الجمــيل الــذى تناغمــت معــه مــنذ ركــوبى الطــائرة و فـى المطــار و فى الطــريق , ذلك الأنكســار كــان علــى شــكل كــتلتيــن مــن طــين وطــنى الــذى هجــرت و كــأن للكتلتين أسم : الحــاج نبيــل و الحـــاج بديــع , فــى تكــوم طــريف كانــا ينتظــرانى فى ردهــة الفــندق لتخــرجــنى تحــياتهمــا مــن الأســترخــأء الحلمــى الـذى أســتمعت بـه طـوال رحــلتى .
نبــيل و بـديع يبدوا أســميهما كأنما لشـخصـيتين كومـيديتين من أفلام العشـرينات الصـامته , و همـا يبـدوان ربمـأ أكــثر طــرافــة مــن ذلك , همــا تأجــرى عــدد صــناعــية أعــتادا المجــىء شــهريا لدبى للتبضــع مثلهمــا كعشــرات الألاف مــن كــل مكــأن بالعــالم يحجــون لـدبى أكــبر المــال التجــارى الأكــثر عملقة فــى العــالم وعــن طــريقيهمــا حصــلت علــى تأشــيرة دخــولى لأرض الغــرباء الجميلــة هــذه , ربمــا لا يبـدوان أســاســيين فــى تغــريبتى إلا أنهمــا يســتحقان القلــيل مــن ألقــاء الضــوء
يتــبع

No comments: