Sunday, June 04, 2006

الطــريق إلى كــيش :
أول ما خطــر ببالـى عــند خــروجـتى مـن قاعــة المغــادره هــو : مــا الــذى أتــى بـذلك الشــىء هـاهــنا علــى مــدرج المطــار ؟ هــل هــو نــوع مــن فعــاليــات مهــرجــان لتاريخ الطــيران ؟ أم بـدايـة مبكـرة لمعــرض دبـى للطــيران ؟ أم مجــرد قطعــة متروكــة مــن الخــردة , لكــن الأجـابة جائتنى علـى الفــور ...هــذه هــى الطــائرة التى سنستقلها إلى جــزيرة كــيش .... طــائرة فــوكــر قــديمة ذات مروحــتين , شــىء ذكــرنى بأفــلام الحــرب العالمــية الثانيــة , و كــيف أن قاذفـات قنابل تشــبه تلك التى سـأركـب كــثيرا كانت تنطلـق فـى الفـضاء تقعقع و ترتعــش و تنفث الدخان من محركاتها المـروحـيه , ......فـى تلك الرحــله قـدم ألـى مفهــوم مخــتلف للطــيران عـن المفهـوم الأحــترافـى البـارد الروتينى للرحـلات علـى خـطوط الطـيران التى تســتخدم الطـائرات ذات المحـركـات النفـاثه , ف كيـش أير وايز التى سأسـافر على رحــلتهــا تقــدم مفهــومــا مخـتلفـا و متمـايزا للرحــلات الجــويه , حــيث التلقـائيه و الدفء العائلى و البسـأطة و الصــناعة المــنزليه بدئا مـن عــدم وجــود أرقـام محــددة للمقاعــد و مـرورا بالمضـيفيمن الودودين بقمصانهم التى تبدو عليها المعاناة من كثرة الغســيل و قلـة الكــى و أن يطلـب مـنك المسـاهمــة فـى تمـرير الوجـبة البســيطة المكـونة من البســكويت و الفول السـودانى و العصــير , كـل شـىء فـى الطـائره ينضــح بالقــدم بل و بالعــراقـة بدئـا مــن طـراز الكـراسـى و وصـولا لكـم القعقعــة و الأرتعـاد الـذى صـدر مـن محـركـاتهـا العجــوز و هــى تحــاول الأفـلات مــن الأرض ,.....و العــجيب و بمـا يشــبه المعجــزة أنهــا قــد أفلــتت و حــلقت , و هــى ســيدة عــجوز حقــا لم تتوقـف أبدا عــن الســعال و الأرتعــاد و التمـايل فـى رحــلتهــا القصــيرة إلى كــيش الــتى لا تبــعــد ســوى عشـــرون دقيقــة عــن الشــارقــه


No comments: