عـــــــــــــنب وطــنى المــر
مــن أيــام أشــتريت فاكهــة : أشـــتريت تفاحــا شــاميــا و كمــثرى أوروبيــه و ( ليتشــن) أســيوى - تلك الثمــرة التى لم أعرفها من قبل و التى تبــدو بقشــرتها الجــلدية الورديـة اللون أشــبه بشــىء مــن حــرب الكواكــب - و أشــتريت عــنبا , فــى غــرفــتى المسكــونة بالفــوضى و الصــراصــير , رأيـت على صــندوق العــنب جملــة ( منتجــات مصــر ) و لدهشـــتى أحســســت بحــنين شــديد حــتى أننى أرفعــت الصــندوق إلى فمــى و قبلتــه , أمــس قــررت أن أغســل العــنب و أتســلى بألتهــامه , ألقــيت الحــبات الأولى المغســولة فى فمــى , وبدلا مــن الطعــم الرحــيقى للعــنب البناتى الذى أعــرف , ألتوت شــفتاى بأمتعــأض مــن الطعــم المــاســخ للحــبات الجلدية الملمس المائلــة للمــراره , ترســل لــى مصــر عــنبا مــرا , هكــذا أنت يا وطــنى لا تمنحــنى ســوى الثمــار الرديئــة المريرة , وتمنــح أحــلى الثمــار لســواى , هكــذا أنت يا وطــنى بخــيل علــى , هكــذا أنت يا وطــنى تشــفينى مــن الحــنين أليــك , ملعــون أنت يا وطــنى و مريرة ثمارك التى منحــتنى , بخــيل أنت على يا وطــنى و غــير مرحــب , لم أعــد أشــعر بالذنب لأننى لم أشــعر بالحــنين أليك يا أرضــى و أنا أرحــل عــنك , خصــبة أنت يا أرض أســلافى لكنك تســتحيلين ســبخة تحت قدمى , محــراثى لا يشــق صــدرك الصــخرى و أشــجارك الوارفــة تشــيح عــنى ظلهــا , أهجــرك يا وطــنى فى قلبى كمــا هجــرك جســدى , لا أمدحــك بعــد فى خــاطــرى و لا أشــتاق إلى مــرارة البقــاء فــيك , وداعــا يا وطــنى فأنا مملــؤ مرارة مــنك , يا وطــنى الذى خــفت طــوال حــياتى المــدن الغــريبــة مــن أجــلك , أشــعر بغــربة أقــل فى أرض الغــرباء ممــا كــنت أشــعر و أنا علــى أرض أســلافى ,
No comments:
Post a Comment